الجهود تتَّجه إلى تبريد حرارة الأرض
أكد تقرير أصدره علماء في الأمم المتحدة أخيراً أن تأثير البشر الضار على التغيُّر المناخي «حقيقة لا تقبل الجدال». وأفاد التقرير الأممي، غير المسبوق، «أن الإنبعاثات المستمرة للغازات الدفيئة قد تشهد أيضاً تغيُّراً في حدود درجات الحرارة الرئيسية خلال ما يزيد قليلاً على عقد».
وأوضح المشرفون على التقرير «أن إرتفاع مستوى سطح البحر إلى ما يقرب من مترين في حلول نهاية القرن الجاري «لا يمكن إستبعاده».
بيد أن ثمة آمالاً جديدة في أن يؤدي الخفض الكبير في إنبعاثات الغازات الدفيئة إلى حدوث حالة إستقرار في درجات الحرارة المتزايدة.
جاء هذا التقييم، الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ، في تقرير مؤلف من 42 صفحة، تحت مسمى «ملخص لصانعي السياسات».
قمة تغيُّر المناخ في غلاسكو: «لحظة إختبار لمصداقية العالم»
يشكل إنطلاق قمة المناخ، والمعروفة أيضاً بالمؤتمر الـ 26 للأطراف في الإتفاقية الإطارية في شأن التغيُّر المناخي في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، في خريف 2021، مفترقاً مصيرياً لبحث نتائج تغيُّر المناخ، وسبل التقليل من الإنبعاثات في حلول العام 2030 والمساعدة في تحسين الحياة في كوكبنا، في حضور وفود من نحو 200 دولة.
وفي ظل إرتفاع درجة حرارة الأرض بسبب إنبعاثات الوقود الأحفوري التي يُسبّبها الإنسان، يُحذّر العلماء من أن إجراءً عاجلاً مطلوباً من أجل تفادي كارثة مناخية.
ويقول رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون: «إن القمة تشكل لحظة إختبار مصداقية العالم». وقد حضّ جونسون القادة المشاركين في القمة، على «أن يُحققوا أكبر إستفادة من القمة»، وأضاف قائلاً: «السؤال الذي يسأله كل شخص، هو ما إذا كنا سنستغل هذه اللحظة أم سندعها تفلت منا؟».
أما رئيس قمة المناخ ألوك شارما فقال: «التوصل لإتفاق سيكون أصعب مقارنة بما حققناه في قمة باريس منذ خمس سنوات، حين وافقت تقريباً جميع دول العالم على معاهدة تهدف «لمتابعة الجهود» للحد من إرتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية».
وأضاف شارما: «إن تحقيق هذا الهدف هو مهمة القادة، عليهم أن يقدموا المبادرات، وعلينا أن نتفق بصورة جماعية على كيفية تحقيق هذا الهدف»، متوقعاً «المزيد من الإجراءات من دول مثل الصين، وهي أكبر دولة باعثة للكربون»، واصفاً القمة بـ «الفرصة الحقيقية» للقادة لإظهار قيادتهم.
الأسباب والنتائج
لقد زادت حدّة الظواهر الجوية الخطرة المرتبطة بتغيّر المناخ، بما في ذلك موجات الحر والفيضانات وحرائق الغابات. وكان العقد الماضي هو الأكثر دفئًا على الإطلاق، وتتفق الحكومات على أن هناك حاجة إلى عمل جماعي عاجل.
هل تستطيع قمة غلاسكو فعلا إنقاذ العالم؟
في ظاهر الأمر، لا تبدو الأمور واعدة لسبب بسيط، فقد فشلت المؤتمرات الـ 25 السابقة من هذه المؤتمرات العملاقة في إيقاف غازات الإحتباس الحراري التي تؤدي إلى إرتفاع درجات الحرارة العالمية.
ورغم ثلاثة عقود من الحديث عن خطورة الأمر، أصبح الكوكب راهناً أسخن بمقدار 1.1 درجة مئوية على الأقل من مستوى ما قبل الصناعة، وهو آخذ في الإرتفاع. فمخاطر إرتفاع حرارة الأرض إقتربت من المنازل، وتسببت الفيضانات هذا العام 2021 في مقتل 200 شخص في ألمانيا، وضربت موجات الحر كندا الباردة وحتى القطب الشمالي السيبيري كان يحترق.
وأوضح العلماء أكثر من أي وقت مضى، أن تجنب درجات الحرارة الأكثر ضرراً يعني خفض إنبعاثات الكربون العالمية إلى النصف في حلول العام 2030، وهو الموعد النهائي الذي يلوح في الأفق بما يكفي للتركيز على هذا الهدف.
وفي مجموعة العشرين في روما، التي إنعقدت في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، صدرت مسودة بيان تشير إلى «أن القادة سيتعهدون بإتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق هدف خفض إنبعاثات الكربون العالمية إلى النصف». لكن التعهد الرئيسي بالفعل بتقديم 100 مليار دولار سنوياً للبلدان النامية لتمويل مواجهة التغيُّر المناخي، قد تم تأجيله حتى العام 2023.
أساسيات عن قمة المناخ
في المحصلة، ينبغي إعتماد إجراءات معينة وعدم التنصل من تعهدات، ينبغي أن تقطعها الدول المسببة للتلوث في العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين، من أجل خفض التلوث في العالم أو الحد منه. كذلك يجب الإعتراف بالنقاط الأساسية والتي تحد من إرتفاع درجات حرارة الأرض وذلك كالتالي:
– التغيُّر المناخي واحد من أكثر مشكلات العالم إلحاحاً: يتعيّن على الحكومات أن تتعهد بتقليل طموح للغازات الدفيئة، إذا أردنا أن نمنع إرتفاعاً عالمياً لدرجات الحرارة.
– القمة تجري في غلاسكو حيث يُمكن أن يحدث التغيير: نحتاج إلى مراقبة الوعود التي قطعها أكبر الملوثين في العالم، مثل الولايات المتحدة والصين، وما إذا كانت البلدان الفقيرة تحصل على الدعم الذي تحتاجه.
– حياتنا جميعاً ستتغيُّر: يُمكن أن تؤثر القرارات التي تُتخذ على وظائف البشر، وكيف يقومون بتدفئة منازلهم، وما يأكلونه وكيف يسافرون.