عاليا الصبوري سفيرة المجلس لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
إطلاق المجلس العالمي للمرأة في القطاع المالي من بيروت
* هناء الهلالي: منصة فريدة لتبادل أفضل الخبرات إقليمياً وعالمياً
وتمكين القيادات النسائية في القطاع المالي
شهدت بيروت إطلاق المجلس العالمي للمرأة في القطاع المالي، وهو كيان بادرت إلى تأسيسه سيدات مصرفيات مخضرمات واللواتي يشغلْن مناصب في الإدارات التنفيذية في القطاع المالي، بدعم من مجموعة «لافرتي» Lafferty البريطانية ومقرّها لندن. علماً أن أهمية هذا المجلس تكمن في قيامه بالشراكات المهنية مع الإتحادات الإقليمية والعالمية، في إطار تنظيم الدورات التدريبية وتبادل الخبرات والمعرفة، ولا سيما مع إتحاد المصارف العربية.
وشارك في حفل الإطلاق في مؤتمر صحافي، هناء الهلالي، رئيس مجلس إدارة Aspire Capital Holding والرئيس التنفيذي لشركة الخَيْر للتمويل متناهي الصغر، ورئيس مجلس الأمناء لــBest للتمويل الأصغر ونائب الرئيس للمؤسّسة المصرية للمشروعات الصغيرة إلى مناصب عديدة شغلتها وجوائز عدّة نالتها من بينها إختيارها ضمن أقوى خمسين سيدة مؤثّرة في المجال الإقتصادي في مصر، وعاليا الصبوري سفيرة المجلس العالمي للمرأة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (حيث كان المجلس قد أعلن عن تعيينها أخيراً سفيرة له)، والدكتور مكرم بو نصار المدير التنفيذي لأنظمة الدفع والعمليات الجارية في مصرف لبنان المركزي. علماً أنه وخلال المؤتمر الصحفي، أطلّ مايكل لافرتي الرئيس التنفيذي لمجموعة لافرتي، عبر شاشة، ومن لندن تحديداً، ليشكر السفيرة الصبوري والهلالي على هذا المؤتمر «والتعاون لتحقيق التوازن والمساواة بين النساء والرجال وخصوصاً في دول الشرق الأوسط وافريقيا وحتى أوروبا».
الهلالي
وأعلنت هناء الهلالي «أنّ مؤتمراً ثانياً شبيهاً بالذي أُقيم راهناً، سيُعقد في القاهرة في تشرين الأوّل (أكتوبر) أو في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، في حضور نحو 500 سيدة ومشاركة ضيفات شرف عالميّة لتبادل الخبرات»، مشيرة إلى «أنّ إطلاق هذا المجلس هو لتدعيم المرأة في عالمنا العربي والإرتقاء بهنّ إلى المستوى العالمي». وقالت: «صحيح أنّ الطريق طويلة وشاقة، لكن يجب أن نتحلّى بالعزيمة. وأن يكون هناك طموح وتكون السيدات في مراكز متقدّمة».
وقدمت الهلالي أمثلة حصلت في مصر، «إذ إن نسبة 25% من أعضاء مجلس الوزراء يجب أن تكون من السيدات، كما يجب أن تتضمّن مجالس الإدارة عضوات، وإلاّ تعرّضت المؤسّسة للغرامة إستناداً إلى القوانين المرعية الإجراء».
وقالت هناء الهلالي «ستضطلع السيدات المصرفيات من منطقة الشرق الأوسط بدور رائد في هذا المجلس، الذي تأسس بهدف إصلاح الخلل في التوازن والمساواة بين الجنسين في تولي المسؤوليات على كل المستويات الإدارية في القطاع المالي»، لافتة إلى «المجلس العالمي للمرأة يثق في ضرورة أن تَشغل السيدات مناصفة مع الرجال المناصب التنفيذية في قطاع الخدمات المصرفية، ومؤسسات التكنولوجيا المالية Fintech والخدمات المالية عموماً، وهذا الواقع بعيد جداً عن عالمنا الحقيقي».
وأضافت الهلالي: «سيُمكّن المجلس السيدات المحترفات في القطاع المصرفي والمالي من الإنطلاق من قدراتهن العلمية والعملانية المتقدمة، لتبادل المعرفة والخبرات من خلال إجتماعات المجلس المغلقة والمؤتمرات الدولية والمجموعات المعنية الخاصة، والنشرات الإخبارية وبرامج التدريب والتطوير الإداري».
وأكدت الهلالي «أن المجلس العالمي للمرأة يعكس الدور الحيوي الذي تؤديه المصرفيات في التنمية الإقتصادية، وسيكون منصّة فريدة يتم من خلالها تبادل أفضل الممارسات والخبرات والمعرفة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بل سيساعد أيضاً على تمكين القيادات النسائية في القطاع المالي»، مشيرة إلى «أن النسب عالية حيال إنخراط المرأة في العمل. علماً أن التوازن بين الجنسين ليس سهلاً، محلياً، إقليمياً وعالمياً».
السفيرة الصبوري
بدورها تحدثت سفيرة المجلس العالمي للمرأة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، عاليا الصبوري عن أهمية «الشراكة بين المجلس وإتحاد المصارف العربية وسائر الإتحادات الإقليمية والعالمية من خلال تنظيم الدورات التدريبية وتبادل الخبرات والمعرفة»، لافتة إلى «أن السيدات في أماكن عملها أكانت في المصارف أو في أماكن أخرى، تتعاطف مع الفئات الأكثر إحتياجاً على نحو أكثر من الرجال، وهذا الجزء العاطفي المتوافر لدى المرأة يُساعد المجتمعات على حل مشكلاتها في مختلف أنواعها»، ومشيرة إلى «أنّ هذا المجلس سيعكس الدور الحيوي الذي تؤدّيه السيدات العاملات في المصارف في التنمية الإقتصاديّة».
د. بو نصار
وقال الدكتور مكرم بو نصار «إن إطلاق المجلس العالمي للمرأة في القطاع المالي، حدث مهم للغاية، نظراً إلى ما تُمثله المرأة من دور فاعل في المجتمع، وباتت اليوم عنصراً بارزاً في القطاع المصرفي»، وبعدما أثنى على دور هناء الهلالي في إبراز دور المرأة في الحياة العامة ولا سيما في القطاع المصرفي والمالي، تحدث عن أهمية «دور السفيرة عاليا الصبوري الفاعل في المجلس العالمي للمرأة لما لها من قيمة مضافة»، آملاً في «أن يعود لبنان إلى سابق عهده من التطوّر والنجاح في العمل المصرفي».
يُشار إلى أن المجلس كان قد أعلن تعيين المصرفية اللبنانية عاليا الصبوري سفيرة للمجلس لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وقد بدأت عاليا مسيرتها المصرفية في العام 1996 في بنك الكويت الوطني، ثم إنتقلت إلى لبنان في العام 2001 وهي تشغل حالياً منصب المديرة الإقليمية لبنك BLC في منطقة البقاع، وتم إختيارها لإطلاق فروع عدة للمصرف في تلك المحافظة، وهي تتميّز بالخبرة في التعامل مع البرامج التي أُطلقت، وبدعم من IFC منذ العام 2012 لتشجيع المرأة على التعامل المصرفي وتحقيق نجاحها بإستقلالية.
مجموعة لافرتي
وبدأت مجموعة لافيرتي نشاطها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، عندما بدأ رئيسها التنفيذي مايكل لافيرتي بإصدار نشرة إخبارية لإعلام البنوك وتثقيفها حول التطورات العالمية في قطاع كان يُعدّ ناشئاً. لم ينشر الكثير في تلك الفترة عن الخدمات المصرفية للأفراد ولكن مجموعة لافيرتي قامت بسدّ تلك الفجوة من خلال النشرات الإخبارية والتقارير والأبحاث والمؤتمرات وورش العمل.
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، أطلقت مجموعة لافيرتي مفهوم «المجالس» حيث كان كبار المصرفيين يجتمعون لتبادل أفضل الممارسات في جلسات خاصة تنظّم في كل أنحاء العالم.
مع ظهور الأزمة المالية العالمية في العام 2007-2008، تم الكشف عن ممارسات غير سليمة توسّعت في بعض الأحيان لتطال الخدمات المصرفية للأفراد. تزامناً مع الأزمة، ظهرت مشاريع التكنولوجيا المالية أو ما يُعرف بـ Fintech، مبشّرة بموجة عالمية ضرورية من الإبتكار والمنافسة، ليس أقلها في الخدمات المالية للمستهلكين والشركات الصغيرة والمتوسطة. وتقدّمت مجموعة لافيرتي بطلب للحصول على صيغة «المعهد» لدى «مسجّل الشركات في وزارة الأعمال والمؤسسات والإصلاح التنظيمي» في المملكة المتحدة، وحصلت على إذن للعمل بإسم معهد الخدمات المصرفية للأفراد في سبتمبر/ أيلول 2020.