يعتزم %85 من كبار المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط زيادة استثماراتهم في القطاعات التي تراعي معايير حوكمة الشركات والمسؤولية البيئية والاجتماعية (ESG)، وفقاً لاستطلاع أجراه بنك «لومبارد أودييه» السويسري، وشمل 300 مستثمر من ذوي الثروات الطائلة في المنطقة.
وسلط الاستطلاع الضوء بشكل خاص على التداخل الكبير بين التمويل الإسلامي والمستدام، إذ يركز كلا القطاعين على العمل الأخلاقي والمسؤول. وذكر %81 من المستطلعين أنهم يراعون مبادئ الاستدامة وحوكمة الشركات عند اتخاذ قرارات بشأن الاستثمار.
وتعليقاً على ذلك، قال أرنو لوكليرك، الذي يشغل منصب الشريك المحدود ورئيس الأسواق الجديدة في بنك «لومبارد أودييه»: «هناك فرق واضح في هذه الأرقام، عند مقارنة الشرق الأوسط مع أماكن أخرى»، مضيفاً أن نتائج الاستطلاع أظهرت «أن هناك قيماً قوية متأصلة بشكل أكثر بالمنطقة، وهنا أقصد القيم الدينية والأخلاقية، التي باتت إلى حد كبير متجسدة بقيم الاستدامة والحوكمة».
التمويل الإسلامي
إلى ذلك، وجد استطلاع البنك أن إستراتيجيات التمويل الإسلامي تكتسب زخماً قوياً في المنطقة، في حين تعد الصكوك والقروض الإسلامية أكثر هذه الفئات نمواً، فقد بلغت نسبة المستثمرين الذين أعربوا عن اهتمامهم بحيازتها %39 و%38 على التوالي.
ووفقاً لبنك «لومبارد أودييه»، تمثل الاستثمارات المستدامة %33 من المحافظ الاستثمارية في الوقت الحالي، فيما يتوقع المستثمرون أن يرتفع هذا الرقم إلى %52 في السنوات الخمس المقبلة.
وقال لوكليرك إنه بالنظر إلى تسارع تأثيرات التغير المناخي بشكل أكثر من المتوقع، فإنه بات من المهم جداً معرفة الطريقة التي يغير بها ذلك عمل الشركات وإستراتيحيات الاستثمار، مضيفاً أنه «أمر تأخذه الشركات الاستثمارية في الحسبان، كونها باتت تعلم أهميته بالنسبة إلى العملاء والمؤسسات على حد سواء».
حماية البيئة
ووفقاً للاستطلاع، تعتبر حماية البيئة وإزالة الكربون من القضايا التي تلقى اهتماماً واسعاً على جدول أعمال السياسة العامة في المنطقة، كما أنها تستقطب اهتمام المستثمرين الذين يرغبون في المشاركة والاستفادة من هذه التوجهات.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن %72 من المستثمرين يعتقدون أن أخذ عوامل الاستدامة في الاعتبار يمكن أن يولّد عائدات أعلى لهم.
وأخيراً، أشار لوكليرك إلى ضرورة ألا تكتفي الشركات بوضع المعايير الخاصة بالحوكمة فقط، وإنما عليها الالتزام بهذه المعايير، وتطبيقها على أرض الواقع فعلياً.