إلى المليونير المقبل

Download

إلى المليونير المقبل

الدراسات والابحاث والتقارير
العدد 500 - تموز/يوليو 2022

إلى المليونير المقبل:

 4 كتب عليك قراءتها لإدارة أموالك الشخصية بذكاء وتكوين الثروة

يُعدّ المال، تاريخياً، هو أي شيء يُستخدم بصفة عامة كوسيلة للتبادل، بمعنى أي شيء مقبول على نطاق واسع كوسيلة للدفع، فإذا بدأ الناس في قبول كرات السلة كوسيلة دفع للحصول على معظم السلع والخدمات، فستكون كرات السلة مالًا. على سبيل المثال، في رومانيا تحت حكم الحزب الشيوعي في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين، كانت سجائر Kent cigarettes  بمثابة وسيلة للتبادل.

المال هو أحد أقدم الإختراعات الإنسانية بل وأكثرها أهمية مع المطبعة والإنترنت؛ نحن نستخدم المال في معظم الأشياء في حياتنا اليومية، ونحاول بكل جهد ممكن كسبه وتوفيره وإدخاره وإستثماره أيضاً، فهو ضرورة لتسهيل مجريات الحياة كافة. ونظراً إلى أن المال هو أقوى أداة لدينا للتقدم في هذا العالم المعقّد الذي أنشأناه، فإن فهمه وإدارته بطريقة صحيحة أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى جيل طموح مادياً ولكنّه جاهل مالياً.

4 كتُب ترشدك إلى الذكاء المالي وسبل تكوين الثروة

 لا شك في أن المال هو المهم حقًا، حيث يمنحك  حرية الإختيار في أن تقرر أين وكيف تريد أن تعيش حياتك المستقبلية.

في ما يلي مجموعة مختارة من الكتب حول التمويل الشخصي لمساعدتك على إدارة أموالك الشخصية والتخلص من الديون، والقيام بإستثمارات ذكية، وسبل تكوين الثروة التي تستحقها حقًا.

لماذا تحتاج إلى الذكاء التواصلي في رحلة التطوير الشخصي؟

يقدم كتاب The Simple Path to Wealth «الطريق البسيط إلى الثروة» الذي كتبهJL Collins –  جيه إل كولينز، دليلاً سهل الفهم أو خريطة طريق، ومنهجاً بسيطاً قابلاً للتنفيذ في جميع أنحاء العالم حول المفاهيم المالية المعقّدة وأمور التمويل والإستثمار، وكيفية تكوين الثروة ومتطلبات إدارة أموالك الشخصية، إلى جانب إنشاء طرق جديدة للدخل، وذلك بطريقة علمية ممتعة.

يُمكن لعالم الثروة والمال بمصطلحاته المعقدة ومعادلاته الرياضية، أن تُشعرك ببعض الملل والإرهاق، ومن هنا تم وضع مبادئ الكتاب للمرة الأولى في شكل سلسلة رسائل كتبها المؤلف إلى إبنته الصغيرة؛ لهذا يأخذ الكتاب نبرة خفيفة وغير رسمية في بعض الفصول، كما يغلب عليه طابع المرح في تقديم النصح مع سرد القصص المشجعة في طرق الإستثمار، وضرورة إتباع قاعدة 4 %، والتي تعتمد على فكرة أنه يجب أن تكون قادراً على العيش من 4 % فقط من صافي ثروتك كل عام، حتى تكون ذكياً مالياً.

ورغم بساطة أسلوب المؤلّفء، لكنّه لا يخجل أيضاً من عرض وتفسير الموضوعات الأكثر تعقيداً، فنجده يتطرّق إلى مجموعة متنوعة من الموضوعات والمفاهيم المالية الصعبة، بما في ذلك مراحل تكوين الثروة والأموال الشخصية، والحفاظ عليها في حياتك الإستثمارية، وأهمية الحصول على المال والتفكير فيه، ولماذا يجب عليك تجنّب تراكم الديون؟ وماذا تفعل إذا كان لديك مجموعة من الديون الشخصية؟ وكيف يبدو الإستقلال والحرية المالية، وتخصيص الأصول، ومفهوم الأسواق الهابطة وغير ذلك الكثير؟

يُمكن تقسيم معلومات الكتاب إلى قسمين: 

يناقش القسم الأول نصائح تتعلق بسلوكيات التوفير والإدخار، وكيفية إتباع أسلوب الحياة المقتصد، وأشياء عليك تجنُّبها لتحسين حياتك المالية، وأهم ما جاء فيه:

1- تجنّب رفقة الأشخاص غير المسؤولين مالياً بأي ثمن، كما عليك تجنّب الديون، وأي أوجه إنفاق غير ضرورية، فإذا كان نمط حياتك يطابق دخلك أو يتجاوزه، فأنت شخص غير مستقل مالياً، لذلك عليك إنفاق أقل من 50 % من إجمالي دخلك، والفائض عليك إدخاره وإستثماره.

2- عدم شراء الأسهم على الهامش Buying on Margin بإستخدام الرافعة المالية؛ لأنها لعبة محفوفة بالمخاطر المالية، فالمستثمر فيها يُجازف بأموال مقترضة لا يملكها وأكبر من مقدرته المالية الحقيقة.

3- التأكيد على أن إهمال إدارة أموالك الشخصية، يُمكن أن يؤدي دائماً إلى وقوعك ضحية لعمليات النصب والإحتيال، ويتركك فريسة سهلة بين يدي الدجالين في عالم المال، ويجعل طريق الإستثمار معقداً، وبالتالي أقل ربحية لك، لذلك ينصحك بأن تكون حذراً للغاية عند الإستعانة بمستشار إستثماري (ما إذا كنت بحاجة إلى ذلك).

4- يجب أن تسعى إلى تحقيق مفهوم الـ F-you Money في حياتك، بما يمنحك حرية العمل، (يشير حرف F هنا إلى Freedom – «الحرية»)؛ بأن يكون لديك أموال مدّخرة، بما يكفي للتوقف عن العمل لبضعة أشهر أو حتى بشكل دائم والإستغناء عن الوظيفة التقليدية، أو أخذ إجازة لمدة شهر للسفر حول العالم، من دون الشعور بأي مخاوف مالية.

يعرض القسم الثاني قواعد ومعلومات عن الإستثمار في سوق الأوراق المالية، بإعتباره أداة قوية لبناء الثروة يجب أن تستثمر فيها، وأهم ما جاء فيه:

1- القاعدة الأولى عند الإستثمار في سوق الأوراق المالية هي: لا تخسر المال أبداً. القاعدة الثانية: لا تنس القاعدة الأولى؛ لذلك ينصحك المؤلف في شأن ما هي شركة الإستثمار التي يجب عليك الإستثمار بها، والإستراتيجيات الفعَّالة التي يجب إتباعها عندما تسوء نصائح الإستثمار التقليدية؟ وما هو سوق الأسهم وكيف يعمل؟ ولماذا يرتفع المؤشر العام للبورصة بينما لا يزال معظم الأفراد المستثمرين فيها يخسرون أموالهم، وذلك مع عرض أمثلة حول كيفية تنفيذ كل هذا في الحياة الواقعية؟

2- على عكس النصيحة المعتادة، عند الإستثمار، يجب عليك الخروج من المنطقة الآمنة، بوضع كل البيض في سلة واحدة، ثم إنتبه جيداً لهذه السلة، أي إتباع إستراتيجية الشراء والإحتفاظ مع تنوّع أقل في محفظتك الإستثمارية؛ يسمح لك بالتركيز على متابعة أموالك المستثمرة وعدم التشتت بين أدوات الإستثمار المتنوعة.

3- الجميع يكسب المال عندما يرتفع سوق الأوراق المالية، لكن ما يُحدّد ما إذا كان الإستثمار فيه سيجعلك ثرياً أم لا هو ما تفعله خلال الأوقات التي ينهار فيها المؤشر. القاعدة الذهبية المتبعة تفيد أن وقت السوق الصاعد (أو ما تُعرف بسوق الثور) هو الوقت الأنسب للشراء، أما في وقت السوق الهابط (أو ما تُعرف بسوق الدب) يكون الأنسب هو البيع.

ماذا يحدث داخل أدمغتنا عندما نُفكّر في أمور تكوين الثروة والمال؟

في الواقع، يحدث الكثير جداً، وبعضها ليس جيداً أبداً لمحافظنا النقدية ولصحتنا المالية. ويشرح الصحافي المالي المخضرم Jason Zweig  جايسون زويغ في كتابه Your Money and Your Brain –  «أموالك وعقلك» لماذا يتخذ الأشخاص الأذكياء قرارات مالية غبية في بعض الأحيان؟ وما الذي يُمكنهم فعله لتجنّب هذه الأخطاء المالية بالإعتماد على أحدث الأبحاث العلمية؟ ويُخبر المستثمرين في كيفية إتخاذ خطوات عملية وبسيطة لتجنّب الأخطاء الشائعة وتحقيق النجاح.

يعتمد مؤلف الكتاب جايسون زويغ على أحدث الأبحاث في Neuro-Economics  «علم الإقتصاد العصبي»، وهو نظام جديد رائع يجمع بين علم النفس وعلم الأعصاب والإقتصاد، لإلقاء الضوء على نتائج التوتر بين العقل والعاطفة في قراراتنا الإستثمارية، في محاولة لفهم وتفسير عملية صنع القرار المالي بشكل أفضل، وفي سياق بحثه، زار جايسون زويغ مختبرات علم الأعصاب الرائدة، وأخضع نفسه للعديد من التجارب.

بماذا نصح وارن بافيت مستثمري أسواق المال؟

يمزج مؤلف الكتاب الدراسات والتجارب داخل مختبرات علم الأعصاب مع القصص المالية حول قرارات الاستثمار الخاطئة، بما في ذلك إعترافات تخص قرارات الغباء المالي من بعض الأشخاص الناجحين للغاية، لإظهار كيف تتفاعل أدمغتنا مع أشكال مختلفة من التحفيز (غالباً المكاسب والخسائر)، ثم يستخلص لك الدروس والخطوات عملية التي يُمكن للمستثمرين تبنّيها؛ لإتخاذ قرارات أكثر حكمة في ما يتعلق بإدارة أموالهم.

إنه يوضح سبب إساءة فهمنا للمخاطر المالية والإستثمارية في كثير من الأحيان، ولماذا نميل إلى الإفراط في الثقة في شأن قراراتنا الإستثمارية، كما يقدم الكتاب في هذا الإطار بعض الأفكار الراديكالية الجديدة في الإستثمار، ويُوضح للمستثمرين كيفية السيطرة على ساحة المعركة بين العقل والعاطفة، عندما يتعلق الأمر في شؤون تكوين الثروة وإدارة الأموال الشخصية.

تمت كتابة الأفكار الواردة في هذا الكتاب في العام 2007، وقد طغت عليه  أفكار Daniel Kahneman  دانيال كانيمان، عالم النفس الأميركي من جامعة برينستون، والحائز على جائزة نوبل في العلوم الإقتصادية في العام 2002، والذي تستند أبحاثه على الإقتصاد السلوكي، ويقتبس منه مؤلف الكتاب مقولته: «إن إتخاذ القرار المالي لا يتعلق بالضرورة بالمال، بل يتعلق أيضاً بالدوافع غير الملموسة مثل تجنب الندم أو الشعور بالكبرياء».

تتطرّق الفكرة الأساسية لكتاب «أموالك وعقلك» حول القاعدة الذهبية المتبعة في التعامل مع سوق الأوراق المالية، وكيفية تفاعل الدماغ مع تطورات سوق الأسهم المتغير إرتفاعاً وإنخفاضاً، وعندما يُواجه ضغط الأقران أو سياسة القطيع. فرغم حقيقة أن الجميع يعلم أنه يجب الشراء عند السعر المنخفض والبيع عند السعر المرتفع، إلاَّ أن قلة قليلة منهم قادرة بالفعل على الإلتزام بهذه القاعدة.

فمثلًا عندما تنخفض أسعار الأسهم بنسبة 25 % في يوم واحد، يشعر معظم المستثمرين بالخوف والذعر، ومن ثم يبيعون أسهمهم بدلاً من شراء المزيد من الأسهم (التي هي معروضة للبيع فعلًا!). من ناحية أخرى، عندما ترتفع أسعار الأسهم إلى مستويات جديدة، يشعر معظم المستثمرين بأن عليهم الشراء، رغم حقيقة أنه في مثل هذا المناخ، تكون أسعار الأسهم أغلى مما كانت عليه في أي وقت مضى.

وفقاً لمؤلف الكتاب جايسون زويغ، لا يُمكن تمييز الفرق بين نشاط دماغ الشخص الذي يكسب المال من إستثماراته عن نشاط دماغ الشخص الذي يتعاطى كميات كبيرة من الكوكايين أو المورفين؛ فإن عقل مدمن الكوكايين الذي يتوقع الحصول على حل أو سعادة ما، كذلك الأشخاص الذين يتوقعون القيام بمغامرة مالية مربحة هم الشيء عينه تقريباً. وهذا ما يُفسر سبب ميلنا إلى الثقة المفرطة والجشع في ما يتعلق بالأموال المستثمرة. نريد المزيد والمزيد بسبب الطمع والإندفاع.

فكلّما زاد الربح المحتمل، شعرت بالجشع، بغض النظر عن مدى ضعف إحتمالات تحقيق هذا المكسب. إن «لعنة الفائز» أو حبَّنا للمقامرة والأمل في تحقيق نجاح كبير، هو نتيجة ثانوية واضحة لهذا الجشع. لهذا السبب يقوم المستثمرون بالإستثمار في Growth Stock  «أسهم النمو» المثيرة التي يتم المبالغة في تقديرها.

The Automatic Millionaire

يُعدّ كتاب The Automatic Millionaire – «المليونير التلقائي» لمؤلفه David Bach – ديفيد باخ، أحد أشهر الكتب المالية في عصرنا، إذ حقق نجاحاً باهراً عندما تم نشره للمرة الأولى في العام 2004، ومكث 31 أسبوعاً في قائمة أفضل الكتب مبيعاً في صحيفة «نيويورك تايمز»، وظهر في المرتبة الأولى في وقت واحد في قوائم الأكثر مبيعاً لكل من «نيويورك تايمز وول ستريت جورنال». باع أكثر من 1.5 مليون نسخة، وترجم إلى أكثر من 12 لغة حول العالم.

يُساعد كتاب «المليونير التلقائي» القرّاء على إعداد الأنظمة التي يحتاجون إليها للتخلُّص من الديون، والبدء في تكوين الثروة وإدارة الأموال الشخصية بطرق سليمة وفعَّالة. لسنوات عديدة، ظل ديفيد باخ، المؤلف الأكثر مبيعاً لكتاب Smart Women Finish Rich، وكتاب Smart Couples Finish Rich، وكتاب Start Late، وكتاب Finish Rich، يسأل الناس حول: ما هو السر الحقيقي وراء تحقيق الثراء؟ وما هو الشيء الوحيد الذي يجب أن أفعله لتكوين الثروة؟ وكيف أصبح مليونيرًا؟

في النسخة الموسعة والمعدلة حديثاً (التحديث الأول منذ العام 2005) من كتاب «المليونير التلقائي» يشاركنا هذا السر، أو مفاجأة أنه لا يمكنك الثراء بوضع الميزانية الشخصية أو قوة الإرادة أو كسب الكثير من المال أو حتى الاهتمام بأمر المال! بل يجب أن يكون لديك خطة جيدة ومدروسة تؤمن مستقبلك المالي بطريقة تلقائية Automation، عبر إخراج العمل الجاد وقوة الإرادة من معادلة الإدخار عن طريق أتمتة الإدخار والإستثمار، وفقاً لنظام واقعي تماماً.

يستند المؤلف إلى مبادئ خالدة في عالم تكوين الثروة وإدارة المال، كما يمنحك كل ما تحتاج إلى معرفته، من معلومات محدثة عن الضرائب والإستثمارات والبنوك والتقنيات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية لأتمتة حياتك المالية بسلاسة، مع إستخدام أنظمة المدفوعات الآلية للإستثمار المنضبط بصورة تلقائية بدون إرادة مباشرة.

الدرس المهم الذي يقدمه لك كتاب «المليونير التلقائي» هو ضرورة العمل على إستثمار 10 % من دخلك، لتزيد إحتمالات أن تصبح مليونيراً عند سن التقاعد، فهو لا يتوقف عند أهمية الإدخار، والتوجيه التلقائي للمبلغ الذي تريد توفيره عبر الأتمتة والتقنيات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية، لكن ينصحك بالعمل على توجيهه مباشرة إلى الأماكن الصحيحة. على سبيل المثال، إليك كيفية تخصيص 10 % من دخلك كل شهر:

  •   إجعل 5 % يذهب إلى صندوق الطوارئ؛ حتى تدّخر ما يعادل 6 إلى 18 شهراً من نفقات المعيشة نقداً.
  •   إجعل 2.5 يذهب لسداد أي ديون قائمة.
  •   إجعل 2.5 يذهب إلى الإستثمار في الأسهم أو أي إستثمارات أخرى.

يكمن جمال أتمتة كل هذا عبر التقنيات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية، في أنك تحتاج فقط إلى ضبط النظام كلّما وصلت إلى هدف معين. على سبيل المثال، بمجرّد إكتمال الهدف الشهري لنصيب صندوق الطوارئ الخاص بك، يُمكنك سداد الديون بشكل أسرع، أو إنفاق 1 % على الأعمال الخيرية، أو النظر في إمكانية شراء منزل أو سيارة أو قضاء عطلة حول العالم.

حاول فقط، إعداد نظام يأخذ تلقائياً نسبة معينة من كل واحد من دخلك. إذا تمكّنت من إدخار وإستثمار 10 % فقط من إجمالي دخلك أو ما يقرب من ساعة واحدة كل يوم لمتابعة وتنظيم أتمتة أمورك المالية، فسوف ينتهي بك الأمر ثرياً.

The Science of Getting Rich

كرّس Wallace D. Wattles – والاس دي واتلز حياته في البحث والتفكير في قوانين النجاح، ومبادئ الإنجاز التي طرحتها أعظم العقول في التاريخ من فلاسفة العالم والمفكرين الروحيين، ليقدم لنا في العام 1910 كتابه الأشهرThe Science of Getting Rich   «علم الثراء» في 17 فصلاً قصيراً؛ ليكون الدليل التاريخي في ما يتعلق بأمور تكوين الثروة وإدارة الأموال الشخصية، والإطار الفكري للعديد من ندوات الإدارة المالية الشخصية، حيث يوضح كيفية جذب الثروة والتغلّب على الحواجز العاطفية، وتطبيق أساليب مضمونة لتحقيق النجاح المالي في حياتك، والمساعدة على فهم المفاهيم المجردة وكيفية تطبيقها في الحياة الواقعية.

وفق والاس دي واتلز، فإن الثراء هو علم دقيق، إنه يعمل كمجموعة من الخوارزميات، مثل قوانين الجمع والطرح الرياضية. من خلال تطبيق العلم والتفكير والتصرف وفق القوانين، يُمكن لأي شخص أن يصبح ثرياً، ويعتقد أن الطريقة التي تفكر بها في قدرتك على تكوين الثروة هي السبيل والكيفية لتكوين هذه الثروة، ويُوضح بإيجاز كيفية إستخدام قوة الفكر والإرادة في الطريق إلى الثراء، فإذا كنت تعتقد أن المال شرير، فلن تكون ثرياً، وأن تكون ثرياً حقاً لا يعني أن تكون راضياً أو قانعاً بالقليل.

لا يتحدث  والاس دي واتلز في كتابه هذا عن الثروات بطريقة مجازية؛ بل يوضح لك كيف يُمكن لمزيج من الأفكار الصحيحة والأفعال الصحيحة أن تزيد من دخلك وثروتك، وكيفية التحكم في أفكارك حتى تتمكّن من تكوين ثروة تستحقها بالفعل، ويؤكد أن الإبداع وليس المنافسة هو المفتاح الخفي لبناء وتكوين الثروة، وكيف أن قدرتك على الثراء ترفع من شأن كل من حولك، كما يتحدث عن كيفية إدارة التوتر ودوافع الإنهزام الذاتي التي تعوّقك عن تحقيق حلمك في الثراء.

في هذا الكتاب الكلاسيكي المؤثر، روّج والاس دي واتلز لما يُعرف أيضاً بـ  Law of Attraction  «قانون الجذب»، وهو المفهوم القوي الذي ألهم الأوسترالية الجنسية  Rhonda Byrne   روندا بيرن لتأليف كتابها الأكثر مبيعاًThe Secret  «سر»، فيقول إن وجود فكرة تكوين ثروة حتى لو كنت مديناً أو تبدأ في حياتك المهنية، إذا واصلت التركيز على هذه الفكرة، ليتم تسجيلها في عقلك الباطن، ستجد نفسك تعمل في النهاية تجاهها.

أهمُّ درس إستثماري يقدمه لك كتاب «علم الثراء» أن تدفقات الأموال تذهب في اتجاه القيمة.  لنفترض أن لديك 100.00 دولار تريد إستثمارها في مشروع ما، فعليك قبل إستثمار هذا المال، التأكد من حصولك على عائد جيد، ولن يتحقق ذلك إلا لو كان هذا المشروع يقدم «Value – قيمة» حقيقية إلى العملاء التجاريين من الأشخاص الآخرين الذين يخدمهم المشروع، حتى يدفعون عن طيب خاطر سعراً أعلى مقابل ذلك، بما يحقق لك عائداً على الإستثمار.

وهذا الدرس الإستثماري يتوافق مع مقولة المستثمر الشهير Warren Buffe  وارن بافيت: «السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه»، وتالياً، في طريق إستثمارك لأموالك لا تتعامل أبداً مع الآخرين بشكل غير عادل، ولكن حاول إعطاء قيمة إستخدام أكثر مما تحصل عليه من قيمة نقدية. فمثلًا بيع لوحة فنية لفنان مغمور إلى عملاء منطقة الإسكيمو مقابل الفراء الذي أعدّوه لك هو خطأ في تقدير مؤلف الكتاب؛ نظراً إلى أن عملاء منطقة الإسكيمو لن يحصلوا على قيمة إستخدام ملموسة كافية من اللوحة الفنية، كما يُحقق لك إستخدام الفراء. لذلك، لا تهزم أي شخص في مجال الأعمال التجارية، ولكن أضف قيمة إلى حياة الشخص في كل معاملة تجارية معك.

وفي النهاية، إليكم هذه المعادلة الذهبية، إن السبب الحقيقي لمعاناة الأشخاص في حياتهم المالية هو أنهم يُنفقون أعمارهم في الدراسة النظامية، من دون أن يتعلّموا شيئاً حقيقياً عن كيفية إدارة الأموال الشخصية لتحقيق حلم الثراء، وهنا يأتي دور نشر الثقافة المالية.