إنطلاق المسح الميداني ووضع الخطط لإعادة إعمار المناطق المتضررة – العدد 476

Download

إنطلاق المسح الميداني ووضع الخطط لإعادة إعمار المناطق المتضررة – العدد 476

موضوع الغلاف
العدد 477 - آب/أغسطس 2020

إنطلاق المسح الميداني ووضع الخطط لإعادة إعمار المناطق المتضررة

– تابت: لدينا «بلات فورم» لكل بيروت

وقسّمنا  العمل بحسب الدوائر العقارية

– مكارم: لإنقاذ الأبنية التراثية وإيجاد حلول بين المستأجر

والمالك للبيوت المتضررة

يوماً بعد يوم تتوضح الصورة عن حجم الخسائر التي خلّفها إنفجار مرفأ بيروت، وإذا كانت خسائر الأرواح لا تعوّض، إلا أن السير في مناطق المدوّر والكرنتينا والمسلخ ومار مخايل والجميزة وصولاً إلى أحياء كثيرة من الاشرفية، تُظهر بوضوح أن الإنفجار لم يترك حجراً على حجر في هذه المناطق، فضلاً عن الأضرار الكبيرة التي أصابت المنازل في الشطر الغربي لبيروت وصولاً إلى المطار رفيق الحريري الدولي.

عند السير في المناطق المنكوبة يتبادر إلى ذهن الزائرين سؤال مُفاده: كيف يُمكن للمنكوبين إعادة إعمار ما تهدّم في ظل الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة التي تعصف بلبنان، ناهيك عن الأزمة السياسية التي أودت بحكومة الرئيس حسان دياب.

 هذه الأسئلة الملحّة تدور بكثافة في أذهان الأهالي إلا أنها لم تجد لها أجوبة رسمية شافية بعد، وحدها المبادرات الأهلية والنقابية تنشط بقوة على الأرض لتخفيف المعاناة والمساعدة في إحصاء الخسائر ووضع الخطط اللازمة لإعادة الإعمار.

قد تكون نقابة المهندسين في بيروت بالتعاون مع بلدية بيروت من أوائل النقابات التي نزلت إلى الأرض لمساعدة المنطقة المنكوبة. في هذا الاطار يشرح نقيب المهندسين في بيروت جاد تابت لمجلة «إتحاد المصارف العربية» «أن النقابة أطلقت عملية المسح الميداني المتعلق بالسلامة العامة في المباني المتضرّرة جرّاء إنفجار المرفأ منذ الأيام الاولى للإنفجار، والنقابة منذ بداية الكارثة كانت تعمل على الإستجابة للأمور الطارئة أي فحص الأبنية المتضررة ومدى صلاحية بقائها أو إمكانية ترميمها، كما أن أعضاء مجلس النقابة، ولجنة السلامة العامة، ولجنة الشباب والروابط العلمية، ومهندسي بلدية بيروت وعدد كبير من المهندسين تجنّدوا لمعاينة الأبنية المتصدعة وتشخيص الأضرار التي تُشكل تهديداً للسلامة العامة، وإستجابوا لطلبات المواطنين، وتقدموا بالتقارير للأجهزة المختصة في بلدية بيروت من أجل إتخاذ التدابير الضرورية للحفاظ على سلامة السكان والمارة».

يضيف تابت: «بعد أسبوع على الكارثة، بدأ المسح الشامل لكل المنطقة المتضررة، والعمل سينطلق من المناطق الأكثر تضرراً وبعدها سنتوسع. علماً أنه بات لدينا «منصة» – «بلات فورم» لكل بيروت، وقسّمنا العمل إلى أقسام حسب الدوائر العقارية، ولدينا اليوم 50 فريقاً تابعاً للنقابة سينزل على الأرض وكل فريق يضم 5 مهندسين يتولون قسماً معيناً من الأبنية، للعمل على الأرض والكشف عن الأضرار في المناطق الأكثر تضرراً أي المسلخ والكرنتينا ومارمخايل والجميزة وتدريجياً ننتقل إلى الأشرفية وزقاق البلاط، ومن المفترض أن ننتهي من هذا المسح خلال ثلاثة أسابيع، وهذا الأمر نقوم به بالتعاون مع بلدية بيروت، ومحافظ بيروت الذي كلفنا القيام بذلك ووافقنا على العمل تطوعاً ومن دون أجر».

 تدعيم الأبنية التراثية

يشدِّد تابت على «أن مهندسي النقابة سيعملون بعد المسح على تدعيم الأبنية التراثية من خلال التوصيات التي سنسجلها خلال عملية المسح بالتنسيق مع مديرية الآثار، عندها يمكن لبلدية بيروت إطلاق عملية تدعيم المباني بالتعاون بيننا وبين مديرية الآثار لأن المديرية ليس لديها العدد الكافي من المهندسين المتخصصين في هذا المجال، وهذا ما سنقوم بتأمينه بالتعاون مع عمداء كليات الهندسة في لبنان».

يضيف تابت «الجولة على الأبنية التراثية والنسيج المديني للأحياء المتضررة، يُظهر بوضوح أن هذه الأبنية هي الأكثر تضرراً جرّاء الإنفجار، خلافاً للأبنية المشادة بهياكل خرسانية التي لم تتأثر كثيراً بشكل عام، لذلك أخشى أن تذهب الأبنية التراثية التي تُمثل ذاكرة المدينة ضحية جشع المستثمرين الذين يحاولون الإستفادة من الفاجعة لإزالة هذه الأبنية وإستبدالها بأبراج، كما حصل خلال السنوات الماضية في بعض المناطق المحيطة».

ويشدِّد تابت على «ملاحقة هذا الأمر حتى النهاية، وسيدعو المجلس الأعلى للتنظيم المُدُني في أول جلسة يعقدها إلى وضع كامل المنطقة تحت الدرس، علماً أن وزارتي الثقافة والمالية إتخذت القرارات المناسبة في هذا الشأن، وهذا أمر مطمئن، وما أريده أيضاً هو الحفاظ على النسيج الإجتماعي للأحياء، وتأمين عودة السكان إلى المنازل التي هجروها بسبب الإنفجار، إذ سيحاول بعض المستثمرين الإستفادة من الفاجعة لإخلاء الأبنية المتضررة والتخلص من المستأجرين».

يضيف تابت: «حين نزلنا إلى الأرض، سمعنا من الناس خشيتهم أن يتكرر ما حصل في وسط بيروت بعد الحرب، وأن يتم تهجيرهم من منازلهم، مما يُشكل كارثة إجتماعية حقيقية تُضاف على الكارثة التي أنتجها الإنفجار».

تمويل الإعمار

ماذا عن تمويل الإعمار؟ يجيب تابت: «لا دخل لنا به، لكن هناك العديد من المؤسسات العالمية التي تريد التبرّع لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، لكنها لا تريد التبرع للدولة اللبنانية، لذلك أُنسق مع باقي النقابات أي نقابة المحامين والمقاولين وجمعية الصناعيين اللبنانيين لإيجاد آلية لإستقبال التبرّعات سواء أكانت عينية أو مالية، وهذا يحتاج إلى وقت، والأكيد أن الأولوية هي للمناطق الأكثر تضرراً والأكثر فقراً».

المطورون العقاريون

على ضفة المطورين العقاريين، لا يزال التحالف العقاري اللبناني يجمع المعطيات التي تمكنه من المشاركة في إعادة الإعمار كما يقول منسق التحالف مسعد فارس لمجلة «إتحاد المصارف العربية»، في حين يشرح الخبير العقاري رجا مكارم وجهة نظر المطورين العقاريين بالقول: «بعد الذي حدث مؤخراً، على المعنيين العمل على ثلاث نقاط، أولها السعي إلى إنقاذ الأبنية التراثية وبقائها، وليس المتاجرة فيها لإزالتها، وإيجاد حلول سريعة لإصلاح هذه البيوت، وإيجاد حلول بين المستأجر والمالك للبيوت التي تضررت».

ويشرح مكارم «أن الأزمة المالية التي أصابت المودعين في المصارف بهلع، جعلهم يبحثون عن طرق لتوظيف أموالهم في القطاع العقاري، لأنه أكثر أماناً من المصارف، مما أنعش القطاع العقاري، فحصلت عمليات شراء كبيرة لعقارات، وتالياً فإن المخزون الذي كان بين يدي المطوّرين العقاريين نفد تقريباً أو تم بيع ما يكفي حاجتهم لسداد ديونهم لدرجة أن إرتفعت أسعار الشقق في بيروت بين 20 %، و30 %، و40 % في الأشهر الأخيرة، لأنه لم يعد هناك شقق للبيع مقابل شيكات مصرفية. علماً أن المطورين الذين كانوا يحتاجون للمال لإيفاء ديونهم كانوا يقبلون بشيكات مصرفية، لكن في الوقت الراهن بات الجميع يطلب جزءاً من المبالغ بالعملة الصعبة ونقداً («كاش») وهذا ما سيؤدي إلى تراجع الشراء لأنه قل عدد الناس الذين يقبلون بالشيك المصرفي»

باسمة عطوي

– ثمة أكثر من 20 مبنى متضرراً ويرزح تحت الخطر.

– هناك نحو 600 مهندس متطوع يؤازرهم 500 مهندس من كافة الإختصاصات ينتظرون أيضاً فرصة تنظيمهم، ويتوزعون على 50 مجموعة عمل يتناوبون على خدمة المناطق المنكوبة، ويعملون على تقديم كل الدعم والمشورة، واضعين كل خبراتهم بتصرف المواطنين المنكوبين كما بتصرف بلدية بيروت.

– المباني القديمة التي يحتوي إسمنتها على الرمل الطبيعي النظيف يجعلها أكثر متانة وقدرة على مقاومة عوامل التعرية، وتحمّل بعض الأحمال الإضافية والطارئة، إلا أن غياب الصيانة الدورية المنظمة لتلك المباني وتعرّضها للحروب، وخصوصاً أنها غير مصممة لمقاومة الهزات والزلازل القوية كالذي شهدناه في تفجير مرفأ بيروت، ما جعل هول المصيبة أكثر من كارثي.

– كل شخص لا يستطيع العودة إلى بيته وضعت HABITAT UN مبلغاً من المال للمساعدة، وهناك مساعدات كبيرة آتية من الخارج، مثلاً: ستقوم غرفة التجارة والصناعة بتغيير كل واجهات المحلات في المنطقة على حسابها. وبإمكان مَن يرغب في التصليح وعدم الدخول في الروتين الإداري القائم بإمكانه ذلك ويعوض عليه شرط أن يعيده كما كان وسيُصار إلى الكشف والتحقق من العمل بعد إنجازه.

– بدأ نقل الركام من خلال 10 مقاولين تبرّعوا بنقل الركام من خلال 50 آلية لتجميعه في عقار لإعادة فرزه، من هنا دور المهندسين البيئيين، كما تدخل الجيش وبدأ المساعدة في رفع الركام.