الأمينة التنفيذية للإسكوا
تدعو الحكومات العربية إلى إنشاء صندوق إقليمي للتضامنِ الاجتماعي

تقول الأمينة التنفيذية لـ «الإسكوا» رلى دشتي: «إن هذا العقد الذي عزمنا على أنه سيكون عقداً للعمل الدؤوب من أجل التنمية المستدامة، والذي لم يُتمّ شهره الثالث بعد، باغتَه وباءٌ قلَب العالم والمنطقة العربية رأساً على عقب. تهديدٌ صحي بعثر أولوياتنا، فأصبحنا بين ليلةٍ وضحاها لا نعتزم سوى العمل العاجل لإنقاذ الأرواح، وإصلاح سبل العيش، والتخفيف من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لوباء كورونا العالمي».
أضافت دشتي: «ينتشر هذا الوباء الفتّاك وبلدان عربية عدة ترزح بالفعل تحت وطأة الصراعات. بلدان من أجلها أطلقُ هذا النداء: لنعمل معاً، منذ هذه اللحظة، لتكون سنة 2020 عام السلام في المنطقة العربية. في سبيل ذلك، أدعو جميع الجهات الإقليمية المعنية، والمجتمع الدولي، إلى الإعلان عن هُدنة إنسانية فورية، وبذل جهود حثيثة لبناء سلامٍ عادل ودائم. يجب رفع الحصار عن قطاع غزة، ورفع العقوبات المفروضة على بعض البلدان العربية، والامتناع عن فرض أي قيود على المواد اللازمة لمكافحةِ وباء كورونا وحماية سُبُلِ العيش».
وتابعت دشتي: «إن التقييمات الأولية لأثرِ وباءِ كورونا مُرعِبة: سنخسر أرواحاً لا تُقدَّر بثمَن، ووظائف تُقدّر بالملايين، وإيراداتٍ بمليارات الدولارات. سيلتحق ملايينُ البشر بمن سبقهُم إلى شِباكِ الفقرِ. ملايينُ اللاجئين والنازِحين داخل بلدانهم ستنقطع عنهم المساعدات الإنسانية. والنساء، كما اعتَدن، سيتحمّلن الوزر الأكبر للعنف المتزايد والمخاطر الصحية المتفاقمة».
وقالت دشتي: «إنطلاقاً من ثقافتنا هذه، ندعو الحكومات العربية إلى إنشاء صندوق إقليمي للتضامنِ الإجتماعي، بغية دعم البلدان العربية الأقل نمواً والمعرّضة للخطر، ويضمن التعجيلَ في الإستجابةِ لإحتياجات الشعوب العربية، ويوفّر الإغاثة في حالات نقص المواد الغذائية والطوارئ الصحية. صندوق يمكن للحكومات العربية المساهَمة في تمويله بسُبل عدّة، من بينها الإعلان عن جواز دفع الزكاة المستحقّة هذا العام لهذا الصندوق، سواءَ كانت زكاةَ المال أو زكاة الفطر. كذلك، ينبغي للصناديق الإقليمية القائمة توجيه إستثماراتها نحو قطاع الصحة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وينبغي للمؤسسات المالية والإنمائية الإقليمية، وكذلك المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، النظر في وضع آليات لتأجيل سداد الدين وخفضه. فذلك سيزيد الحيِّز المالي للبلدان العربية، مما سيتيح لها معالجة تداعيات وباء كورونا».
«الإسكوا» و«الفاو» تناقشان الإنتاج والاستهلاك الإقليميَّيْن
من أجل إدارة مستدامة للأراضي
«على المنطقة العربية إيجاد طرق مبتكرة للحفاظ على الأراضي وحمايتها من التدهور لضمان مستقبلٍ مستدام». هذا أبرز ما خلصت إليه ندوة إفتراضية عقدتها لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) ومنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تحت عنوان «الغذاء والأعلاف والألياف – إستدامة الإنتاج والاستهلاك»، إحياءً لليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف. وجَمعت الندوة، إلى جانب ممثلين للمنظمَتين، خبراء وأكاديميين من مختلف بلدان المنطقة لمناقشة سُبل مواجهة المخاطر الناجمة عن التصحر والجفاف وإستنفاد الموارد الطبيعية، من أجل الحفاظ على النظم البيئية والإنتقال إلى إعتماد أنماط إستهلاك وإنتاج أكثر إستدامة، وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية.
مجدلاني
وخلال مداخلتها، أشارت مديرة مجموعة تغيّر المناخ واستدامة الموارد الطبيعية في الإسكوا رلى مجدلاني إلى «حجم التحديات الناشئة عن التصحر والجفاف»، مؤكدة «أنّ 92 % من أراضي المنطقة شديدة الجفاف بينما 73 % من الأراضي الصالحة للزراعة عرضة للتدهور. وتتجاوز التكلفة الإقتصادية السنوية لتدهور الأراضي فيها 9 مليارات دولار».
ناكوزي ممثلاً ولد أحمد
وقال عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه نائبه سيرج ناكوزي، «إنّ التصحر والجفاف قضيتان حساستان بالنسبة إلى المنطقة العربية التي تعاني شحّ المياه إلى جانب ارتفاع عدد السكان، في ظروف صعبة سببها نشوب الصراعات والحروب في العديد من البلدان». وأضاف ناكوزي: «عندما نعمل جميعاً على تغيير ممارساتنا لتصبح أكثر إستدامة، عندها سنؤمّن مستقبلاً تتوافر فيه الأراضي الصحية التي تضمن الأمن الغذائي للجميع».
اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
يُذكر أنه في 17 حزيران/يونيو من كل عام، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف من أجل التوعية حول الجهود الدولية المبذولة على هذا الصعيد. وتمحور الإحتفال هذه السنة حول لفت الإنتباه إلى المحرك الرئيسي للتصحر وتدهور الأراضي: الإنتاج والإستهلاك بلا هوادة.