حقق برنامج مجموعة البركة المصرفية للفرص الاقتصادية، نجاحا كبيرا، بعد أن قفز حجم التمويلات الموظفة في هذا البرنامج، من أقل من مليار دولار بقليل بنهاية العام 2012، إلى أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي بنهاية عام 2016.
أكد ذلك رئيس مجلس إدارة جمعية المصارف البحرين، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، السفير الدولي للمسئولية الاجتماعية، عدنان أحمد يوسف، في الكلمة الافتتاحية الي ألقاها أمام جمع غفير من صناع القرار وقادة ورؤساء ومدراء المصارف الإسلامية في الوطن العربي، خلال فعاليات (مؤتمر وجائزة المسئولية المجتمعية للمصارف الإسلامية لعام 2017م) وهو حدث يقام لأول مرة في المنطقة العربية.
من جانبه، دعا مؤسس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، الفائز بجائزة شخصية العام المصرفية في المسئولية الاجتماعية لهذا العام، إلى تضامن جميع المؤسسات العاملة في قطاع الصيرفة الإسلامية والمؤسسات المساندة له، إلى وضع معايير محددة لوثيقة يتفق عليها الجميع بشأن أخلاقيات مفهوم المسئولية المجتمعية، على أن تؤطر هذه المعايير مفاهيم العمل في إطار المسئولية المجتمعية للمؤسسات والمصارف الإسلامية في الوطن العربي.
أما السفير الدولي للمسئولية الاجتماعية رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا بمنظمة الامم المتحدة للتنميةالصناعية )اليونيدو) الدكتور هاشم حسين رئيس، فقد دعا إلى تفعيل دور ما أسماه بـ (الدينار الاستثماري)، وقال ‘لقد بات لزاما على المصارف الإسلامية أن تلعب دورا تنمويا فعالا في إطار تمكين الشباب والمرأة من خلال آليات ريادة الأعمال، مما يسهم في زيادة الأثر الاستثماري، إذ أن كل دينار استثماري يسهم بصورة مباشرة في رفع ربحية رائد العمل، كما وأنه في ذات الوقت، يرفع من مستوى معيشة أفراد الأسر والعائلات، مما يؤدي في المحصلة إلى قيمة تراكمية، بما يؤثر ذلك في مستويات تعليم المجتمعات ومستوياتها الصحية، الأمر الذي يحدث في نهاية المطاف رفع الأعباء المالية عن الحكومات وعن موارد الدولة، وبالتالي إحداث التنمية الشاملة’.
إنجازات لمشاريع عملاقة
وقال السفير عدنان بن يوسف في كلمته أمام المؤتمر الذي نظمت له (الشبكة الإقليمية للمسئولية الاجتماعية)، إن’برنامج الفرص الاقتصادية والذي نعني به الأنشطة الاقتصادية التي تمولها بنوك المجموعة ويكون لها تأثير مباشر على المجتمع ككل، مثل تمويل مشروعات البنية التحتية، قد حقق نجاحات كبيرة على مدى الخمس سنوات الماضية، حيث كانت نتائجه التي تم قياسها كما يلي: 827 مليون دولار في 2012، 1,624 مليون دولار في 2013، 1,649 مليون دولار في 2014، 2,024 مليون دولار في 2015، و5,989 مليون دولار في 2016′.
وعن أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، والتي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر 2015، فقد أردف السيد عدنان ‘نجحنا بحمد الله في وضع أهداف عملية وقابلة للقياس سيتم تنفيذها بواسطة كل بنوك البركة، وهي أهداف ترتبط بشكل مباشر مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة للأمم المتحدة. وتشمل الأهداف التي أطلقنا عليها اسم (أهداف البركة للتنمية المستدامة)، وسنسعى لتحقيقها خلال الخمس سنوات القادمة (2016-2020) في الجوانب التالية:
إضافة 50000 فرصة عمل في الدول التي نعمل فيها من خلال توفير الاحتياجات التمويلية لعملائنا الحاليين أو الجُدد.
تمويل ودعم التعليم بـ 191 مليون دولار من خلال تمويل المؤسسات والمبادرات التعليمية العامة والخاصة
تمويل ودعم الرعاية الصحية بـ 434 مليون دولار من خلال تمويل مشاريع ومبادرات الرعاية الصحية العامة والخاصة مثل مستشفيات الأطفال، والسرطان، والسكري، ومراكز غسيل الكلى.
وفي إطار التزامنا نحو أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة فقد قمنا بوضع خطة لتخصيص أكثر من 635 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض سيتم تخصيصها من أجل المساهمة في المجالات التالية:
المساعدة في القضاء على الفقر، تحقيق جودة الصحة ومستوى الرفاه، تحسين جودة التعليم، تحقيق المساواة بين الجنسين، توفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، العمل اللائق ونمو الاقتصاد، الصناعة والابتكار والبنية التحتية
واستعرض السيد عدنان، موقف تنفيذ خططنا السنوية المرتبطة ببرنامج البركة للمسئولية الاجتماعية خلال العام 2016 وقال ‘في مجال خلق فرص عمل جديدة نجحت بنوك المجموعة في خلق 10 آلاف فرصة عمل، وفي مجال دعم تمويل قطاع التعليم تم توفير ما يقارب ال 41 مليون دولار لتمويل هذا القطاع، أما وفى مجال دعم تمويل الرعاية الصحية بلغ مجموع المبالغ المخصصة لهذا القطاع حوالي 96 مليون دولار.
وبشكل عام يسعدني أن أعلن أمام هذا الحفل الكريم أن نسبة الإنجاز بلغت أكثر من 100% من المخطط له للعام الأول، والذي يمكن تفصيله على النحو التالي خلال السنوات الخمس الماضية على النحو التالي:
في مجال فرص العمل بلغت نسبة الإنجاز 142% في 2016، وهو ما يعادل 28% من خطة الخمس السنوات.
وفي مجال التعليم بلغت نسبة الانجاز 108% في 2016 أي ما يعادل 21% من خطة الخمس السنوات.
وفي مجال الصحة فقد بلغت نسبة الانجاز 111% في 2016، ما يعادل 22% من خطة الخمس السنوات.
اما في مجال الطاقة المستديمة فنحن نعمل على توفير حزم تمويل متنوعة لمشاريع الطاقة البديلة على مستوى وحدات المجموعة. وحيث اننا نهتم بالبيئة ونسعى للمحافظة عليها فقد تم خلال العام المنصرم زرع أكثر من 500 ألف شجرة حول المعمورة.
وتأكيدا على التزامنا الراسخ نحو متطلبات المسئولية الاجتماعية، فقد قامت المجموعة مؤخرا بتعزيز منظومتنا الإدارية من خلال تأسيس إدارة مستقلة ضمن الهيكل التنظيمي للمركز الرئيسي، ولدينا وحدات تنظيمية على مستوى البنوك التابعة لنا مسئولة عن الأنشطة المرتبطة ببرنامج المسئولية الاجتماعية.
تحديات اقتصادية واجتماعية
وأضاف السفير عدنان ‘هناك تحديات اقتصادية واجتماعية تواجهه مجتمعاتنا في هذا العصر، ليس فقط على مستوى العالم الإسلامي الذي تعاني معظم مجتمعاته من التقوقع في دائرة الفقر المفروغة وانما كذلك على مستوى الاقتصاد العالمي الذي يقف ساسته ومُنظروه الآن على مفترق الطرق بحثا عن منهج جديد لضمان النمو المستقر والعادل، وذلك بعد أن ثبت عجز الاستراتيجيات المعهودة وأدواتها التقليدية عن إدراك هذه الغاية’.
وقال ‘لا شك أن موضوع مسئولية المؤسسات ومن ضمنها المصارف تجاه المجتمعات التي تخدمها قد أصبح الان في أعلى سلم أولويات واضعي السياسات والاستراتيجيات ومتخذي القرار’.
لقد ‘أكتسب المفهوم الكثير من الزخم الإعلامي – كما أجتذب اهتمام الجامعات ومراكز البحث العلمي – تزامن ذلك مع تزايد ملحوظ في الاشكال التنظيمية التي يتم من خلالها التعبير عن تنفيذ مفاهيم المسئولية الاجتماعية في ارض الواقع – فعلى مستوى المصارف وهو ما يهمنا في لقائنا هذا نجد ان تنظيم وحوكمة المسئولية الاجتماعية قد يتخذ شكلا ينظم عملية التبرعات، اوقد يتخذ شكلا تنظيميا أكثر تقدما والامثلة عديدة على ذلك قد لا يتسع المجال لذكرها جميعا، ولكن أكتفي بإخذ نموذج البركة التي أشُرف بقيادة جهازها التنفيذي’.
وقال السفير عدنان، إن ‘جوهر نموذج برنامج البركة للمسئولية الاجتماعية أيها الإخوة والأخوات والذي كثيرا ما عبرنا عنه في أدبياتنا يتمثل في العمل على أداء وظيفتنا كمؤسسة مصرفية مهمتها الأساسية تعبئة الموارد وإعادة توجيهها في القطاعات الاقتصادية بطريقة مسئولة تعود بالنفع على المجتمع ككل بما في ذلك أصحاب المصلحة داخل المؤسسة نفسها من مساهمين، ومودعين، ومتمولين، وعاملين. هذه هي مهمتنا وواجبنا نحو المجتمعات التي نخدمها، وهي مهمة نحتاج لتحقيقها ان نراعي التوازن المطلوب بين أهداف المؤسسة الذاتية المتمثلة في تعظيم العائد لإصحاب المصلحة وما بين أهدافنا تجاه المجتمع’.
وقال، إن ‘مجموعة البركة المصرفية، وبرغم عمرها القصير في ظل شكلها التنظيمي الحالي، إلا أن جذورها تعود إلى أكثر من أربعة عقود من عمر الزمان، والمجموعة بذلك تعتبر من أقدم وأعرق المصارف الإسلامية في العالم، وهي تعتبر الان الأكبر من حيث الانتشار الجغرافي من خلال تواجدها في 16 دولة’.
وكما اسلفت فإن البركة ‘تعتبر من اوائل المؤسسات المالية التي استلهمت من مبادئ وقيم الشريعة الغراء، فلسفتها، واستراتيجيتها، وخططها، ومناهج عملها، التي تعتمد عليها لتحقيق غاياتها الذاتية بطريقة تحقق التوازن المؤدى بدوره لخدمة المجتمعات التي تعمل فيها. ويظهر ذلك جليا من شعار المجموعة المعلوم لكم وهو شركاء في الإنجاز’.
ووفقا لهذه الرؤية العميقة، تم وضع برنامج البركة للمسئولية الاجتماعية لترجمة ما نقوم به تجاه المجتمع ويتم إدارة هذا البرنامج من خلال منظومة حوكمة متكاملة ولها أدوات قياس، وسياسات وخطط تفصيلية يشارك في وضعها وتنفيذها كل بنوك المجموعة وبمشاركة مباشرة من مجلس إدارة المجموعة ومجالس إدارات البنوك التابعة لها. ويتم تنفيذ استراتيجياتنا من خلال خطط خمسية، بدأت المرحلة الأولى منها للأعوام 2016 – 2020.
أود التنويه هنا إلى أن المجموعة وعلى الرغم من صعوبة قياس وتقييم الأثر الاجتماعي بصورة دقيقة الا اننا نجحنا بحمد الله وفضله في تطوير حزمة من أدوات القياس المقبولة، ساعدتنا كثيرا في قياس الاثار التي يحققها برنامج الفرص الاقتصادية وتحديد النمو بصورة واقعية.