تنشر القبس بالتنسيق مع اتحاد مصارف الكويت، سلسلة تقارير وثائقية تسلط الضوء على البنوك المحلية وتطورها وأبرز التحديات التي مرت بها منذ نشأتها لغاية اليوم، وذلك بمناسبة مرور 80 عاماً على عُمر القطاع المصرفي الكويتي.
يعتبر بيت التمويل الكويتي (بيتك)، مؤسسة إسلامية رائدة تطبق منهج الشريعة في كل تعاملاتها، وهو أول بنك إسلامي يتم تأسيسه في الكويت، ليصبح اليوم رائدا وقائدا للعمل المصرفي الإسلامي على مستوى العالم.
الرئيس التنفيذي بالتكليف لمجموعة بيت التمويل الكويتي عبدالوهاب عيسى الرشود استعرض خلال حديثه في البرنامج الوثائقي دور «بيتك» منذ تأسيسه عام 1977 كأول بنك إسلامي في الكويت، حيث بدأ أعماله في مقر مؤقت في شارع أحمد الجابر، ثم انتقل في عام 1983 إلى مركز عماد التجاري في الشارع نفسه وهو أول فرع لبيت التمويل.
انتشار واسع
وقال الرشود إن عدد الأفرع الحالية لـ«بيتك» يبلغ 60 فرعاً في الكويت، فضلاً إلى 10 فروع ذكية منتشرة في مختلف مناطق البلاد، كما يدير «بيتك» عملياته في عدد من دول العالم من خلال 520 فرعا، منوهاً إلى أن أول فرع لبيت التمويل الكويتي افتتح في تركيا (بيتك – تركيا) عام 1988، تبعه بعد ذلك افتتاح بنوك أخرى في البحرين وماليزيا والسعودية وألمانيا.
دور رائد
أكد الرشود دور «بيتك» الرائد في الاقتصاد والمجتمع، ضمن إطار استراتجية التنمية المستدامة، إلى جانب دعمه المتواصل للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل المشروعات الضخمة بمختلف القطاعات الحيوية.
وأشار إلى أن «بيتك» شارك في صفقة ترتيب الشريحة الإسلامية، التي قادها في عام 2020، بقيمة 400 مليون دينار ضمن صفقة تمويل مجمع ضخم وصلت قيمته إلى مليار دينار لمصلحة مؤسسة البترول الكويتية، وبمشاركة البنوك الكويتية، وقد بلغت حصة «بيتك» وحده من التمويل المذكور 304 ملايين دينار عند توقيع العقود.
وفي ما يخص الشركات الصغيرة والمتوسطة، أوضح أن «بيتك» يقوم بتقديم كل الخدمات التمويلية النقدية، مثل المرابحة والتورق والإجارة والتمويلات غير النقدية كالاعتمادات المستندية وخطوات الضمان بأنواعها.
المساهمات الاجتماعية
قال الرشود إن «بيتك» ساهم خلال مسيرته الممتدة منذ أكثر من 44 عاماً في العديد من المبادرات المجتمعية الإستراتيجية، منها على سبيل المثال سداد مديونيات الغارمين المتعثرين، بالتعاون مع وزارة العدل، حيث تجاوز المبلغ 20 مليون دينار، واستفاد منه أكثر من 10 آلاف متعثّر.
وأضاف أن «بيتك» ساهم أيضاً في حصة كبيرة بصندوق مواجهة أزمة كورونا، الذي بلغت قيمته 10 ملايين دينار، كما ساهمنا منفردين بمبلغ إضافي للصندوق نفسه.
ولفت الرشود إلى أنه من ضمن مساهمات «بيتك» توقيع اتفاقيات مختلفة مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، لتنفيذ العديد من المشاريع، منها مشاريع إغاثية وطبية للاجئين السوريين والمستضعفين في الأردن، فضلاً عن دعم مركز الحسين لعلاج مرضى السرطان من اللاجئين وأبناء غزة في الأردن. كما وقع اتفاقية منحة لإغاثة نحو 3800 عائلة من اللاجئين الروهينغا في بنغلادش، بالتعاون مع المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فضلاً عن مبادرة تجهيز دار الأيتام في مدينة الريحانية التركية لدعم الأطفال الأيتام من اللاجئين السوريين.
وأشار الرشود إلى أن «بيتك» قام ببناء مستشفى لعلاج الإدمان بتكلفة 4.5 ملايين دينار بالكويت، إلى جانب التبرع بإنشاء 15 مركز إسعاف لتعزيز المنظومة الطبية في البلاد، فضلاً إلى مساهمته في إنشاء شاليهات لدور الرعاية في منطقة الزور بتكلفة مليون دينار، وعلى مساحة قدرت بنحو 7 آلاف متر مربع، كاشفاً أن مجموعة المساهمات التي قدمها البنك خلال السنوات الـ5 الأخيرة فقط بلغت نحو 86 مليون دينار.
سبّاق في «الرقمنة»
«بيتك» أول بنك إسلامي في الكويت، والرائد في الصناعة المصرفية والتمويلية الإسلامية بأسلوب متطور ومبتكر، والذي جعل من الخدمات والمنتجات المالية الإسلامية قطاعاً مهماً في الاقتصاد العالمي، بفضل ما ابتكره من منتجات وخدمات وصيغ عدة للمعاملات المالية تتطابق مع الشريعة الإسلامية، كما فتح المجال أمام إنشاء بنوك إسلامية في الكويت للدفع بالصيرفة الإسلامية الى الأمام، وتعزيز مكانتها في الأسواق المحلية والعالمية.
وفي هذا الخصوص، أكد رئيس الخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المالية الخاصة للمجموعة، خالد الشملان، أن «بيتك» يستثمر بقوة في مجال التحول الرقمي، وهو سباق في تقديم الخدمات والحلول الرقمية العالية الجودة، ويلاحظ ذلك من خلال النمو الملحوظ في استخدام الخدمات المصرفية الرقمية، حيث حقق «بيتك» نموا بلغت نسبته %25 في عدد العمليات المصرفية الالكترونية التي أنجزها العملاء عبر KFHonline على الموقع الإلكتروني وعبر تطبيق الموبايل، ليصل العدد الإجمالي الى نحو 160 مليون عملية مصرفية، وذلك لسنة 2021 مقارنة بالسنة السابقة، وهذا يعكس مدى سهولة وأهمية الخدمات التي تقدم من خلال قنوات «بيتك» الإلكترونية وتطبيقه عبر الموبايل.
خدمات مميزة
وأوضح الشملان أن «بيتك» انفرد بتقديم العديد من الخدمات المصرفية الرقمية العالية الجودة كأول بنك يطلقها في الكويت، مثل طباعة البطاقات المصرفية بأقل من 3 دقائق من خلال أجهزة الطباعة الفورية من دون طلب مسبق، من خلال أكبر شبكة أجهزة طباعة موجودة في الكويت، إلى جانب خدمة استخدام الساعات الذكية لإنجاز المعاملات عبر أجهزة الصرف الآلي، كما يعتبر أول بنك يقدم خدمة طلب التمويل الشخصي من خلال التوقيع الإلكتروني.
وأضاف الشملان أن هناك خدمات إضافية تميّز وتفرّد فيها «بيتك» كأول بنك يطلقها في الكويت، على سبيل المثال لا الحصر، يقدم خدمة التحويل الفوري إلى «بيتك – تركيا» من خلال شبكة الريبل باستخدام تكنولوجيا «البلوكشين»، وكذلك منتج الذهب الذي تميز وانفرد به «بيتك» في السوق، وهو عبارة منتج يمكن العميل من فتح حساب من الذهب وبيع وشراء المعدن الأصفر من خلال القنوات الإلكترونية، كذلك استلام فوري لسبيكة ذهبية بحجم 10 غرامات وطباعة دفتر الشيكات الفوري والسحب النقدي من دون بطاقة عن طريق الموبايل من خلال الرمز التعريفي QR code.
وأشار إلى أن البنك يوفر خدمة إيداع الشيكات إلكترونياً، وهو أول بنك في الكويت قدّم هذه الخدمة، إلى جانب امتلاكه لفروع ذكية KFHGo منتشرة في البلاد لتقديم جميع الخدمات المصرفية.
وفي مطلع هذا العام أطلق بيتك كأول بنك في الكويت خدمة تحويل الأموال إلى البنوك المحلية من خلال رقم الهاتف النقال، التي تتيح لعملاء «بيتك» تنفيذ تحويلات ماليّة من حساباتهم المصرفية إلى أي حساب في البنوك المحليّة بسهولة ووفق معايير أمان عالية.
الإبداع والابتكار
لفت الشملان إلى أن «بيتك» خلق بيئة ابتكارية وإبداعية مميزة لتلبية احتياجات العملاء، لا سيما جيل الألفية البارع في استخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي.
أما في ما يتعلق بقياس تجربة العملاء، أوضح أن لدى البنك العديد من البرامج التي تقيس وتحفّز الموظفين. على سبيل المثال، أطلق «بيتك» حملة «قدها» خلال عام 2021، وكذلك مبادرة CXHero التي تهدف إلى تعزيز الخدمة المقدمة للعملاء وتحفيز الموظفين لتقديم أفضل الخدمات.
كذلك يقوم «بيتك» بمسابقة دورية على مستوى المجموعة، حيث تهدف هذه المبادرة إلى استخلاص أفضل الأفكار والإبداعات وتحفيز وتشجيع الموظفين لتقديم ما لديهم من ابتكارات وإبداعات للوصول إلى أفكار ومنتجات وخدمات مبتكرة لترجمتها وتقديمها للعملاء.
تطوّر مستمر
لم تتوقف عجلة التطوير والابتكار في «بيتك»، فمازال يمضي قدماً في إستراتجية التحوّل الرقمي، وتبنى أحدث خدمات التكنولوجيا المالية وترسيخ الثقافة الرقمية.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس تكنولوجيا المعلومات للمجموعة، هيثم التركيت، أن «بيتك» حريص على تقديم أحدث الوسائل التكنولوجية في العمليات المصرفية، وتعزيز مبدأ التحول الرقمي عن طريق تبنيه السريع للخدمات الجديدة المبتكرة عبر الأجهزة الذكية، مثل: فتح حساب عميل جديد، إنشاء حسابات أونلاين، فتح ملف عميل من دون الحاجة إلى زيارة الفرع،، توفير إمكانية تحويل الأرباح آلياً، التمويل الإلكتروني، وتحديث بيانات العملاء، كما انفرد بيتك بتوفير حزمة من الخطط الاستثمارية الطويلة الأجل للسوق المصرفي الكويتي، وهي خدمات متوافرة على الأجهزة الذكية.
محافظ إلكترونية
قال التركيت إن «بيتك» وفّر آلية للتحول الرقمي، وطرح محافظ إلكترونية موجودة على Fitbit وخدمة Samsung Pay وغيرها، وكان رائداً في هذا المجال، حيث أعطى العميل القدرة على استخدام هذه المحافظ للسحب والإيداع عن طريق أجهزة الصرف الآلي، كما وفّر خدمات إضافية غير موجودة في الكويت مثل خدمة بيع وشراء الذهب عبر الأجهزة الذكية، إلى جانب KFH WALLET المتوافرة حصرياً لعملاء «بيتك».
أما في مجال التحويلات المالية، فقد لفت إلى أن هناك تحويلات تتم عبر SWIFT GPI لتتبعها إلكترونياً، ومراقبتها عبر SWIFT Control، فضلاً عن شبكة ريبل لخدمة التحويلات المالية السريعة.
كوادر كفوءة
لا شك أن الابتكار ومواصلة «بيتك» لمسيرته الرائدة تحتاج إلى طاقات بشرية ذات كفاءة عالية، وعلى قدر المسؤولية للمحافظة على مكانة البنك المرموقة عالمياً.
وبهذا الخصوص، قال رئيس الموارد البشرية للمجموعة، زياد العمر: إن «بيتك» يعتبر رائداً في استقطاب الطاقات البشرية وتدريبها وصقل مهاراتها، وخلق كوادر مصرفية مميزة.
وأضاف أن عملية التطوير تحتل أهمية قصوى في «بيتك»، حيث قدّم سلسلة من الدورات المكثفة، بالتعاون مع جامعات عالمية، مثل هارفارد وإنسياد وIMD، كما أبرم شراكات مع منصات تعليم إلكترونية مثل LinkedIn Learning، لموظفي البنك.
أكبر جهة تكويت
وأكد العمر أن «بيتك» نجح في تنفيذ استراتجية بناء الكوادر والكفاءات الوطنية واستقطاب وتطوير المواهب الوطنية، حيث احتل المركز الأول على مستوى البنوك الكويتية وكافة مؤسسات القطاع الخاص في توطين العمالة.
وكشف أن «بيتك» يواصل تحقيق التقدم في مؤشرات العمالة الوطنية ونسب التكويت، حيث تراوحت نسبة استقطاب الكويتيين من التعيينات الجديدة للسنوات الأخيرة ما بين %97 إلى %100 معظمهم من حديثي التخرج.
حلول رقمية عالية الجودة
أكد الشملان أن «بيتك» يستثمر بقوة في مجال التحول الرقمي، وهو سباق في تقديم الخدمات والحلول الرقمية العالية الجودة، ويلاحظ ذلك من خلال النمو الملحوظ في استخدام الخدمات المصرفية الرقمية.
دقة في أمن المعلومات
أكد التركيت أن «بيتك» يتبع منهجية دقيقة للحفاظ على جميع بيانات العملاء وتوفير الأمن السيبراني اللازم لهم، وهو ملتزم بالسعي إلى الحصول على شهادات دولية في هذا المجال للحفاظ على أمن وسرية المعلومات.
وأوضح أن «بيتك» يستخدم الأتمتة للتأكيد على دقة البيانات وأمن المعلومات، بما في ذلك قواعد البيانات المنتشرة في كل مكان.
تنمية إبداعات الموظفين
أوضح العمر أن «بيتك» يواصل تنفيذ برنامج بعثات الموظفين الذي تم إطلاقه في عام 2013 بهدف منحهم فرصة سنوية للحصول على درجتي الماجستير والبكالوريوس لتعزيز تحصيلهم العلمي.
وأضاف أن «بيتك» انفرد بإطلاق برنامج «فرصة» للمتفوقين الكويتيين، الذي يهدف إلى تعزيز فكرة العقلية الرقمية المبتكرة لديهم، وبالتالي تنمية إبداعاتهم. وتضمن برنامج «فرصة» في نسخته السابقة زيارات ميدانية إلى أكبر وأبرز المؤسسات التكنولوجية العالمية، مثل مايكروسوفت وغوغل وأبل، وغيرها من عمالقة التكنولوجيا.
تعزيز مشاركة المرأة
أكد العمر أن «بيتك» يواصل التركيز على تعزيز مشاركة المرأة ضمن صفوف القوى العاملة في «بيتك»، مع إتاحة الفرصة لشغل الوظائف لسيدات موهوبات، وهذا ما ساهم في تحقيق تقدم في زيادة تمثيل المرأة ضمن فريق عمل البنك، بما يتماشى مع إستراتيجيته في هذا المجال.
وأشار إلى أن «بيتك» يؤمن في العدل بين الجنسين، حيث إن عمليات التعيين والتقييم تكون مبنية على الكفاءات والأداء وليس على جنس المتقدم، وبما أن لدى «بيتك» فروعاً خاصة بالسيدات كميزة تنافسية، فإن ذلك يدل على أن لدى البنك موظفات لخدمة العميلات وفق أعلى معايير الجودة.
ولفت العمر إلى أن المرأة في بيت التمويل أثبتت قدرتها على لعب أدوار مهمة في مختلف إدارات البنك، ولدى البنك العديد من الموظفات في مناصب إدارية تنفيذية، وقد أثبتن تميزهن وكفاءتهن، وهذا الأمر يتماشى مع إستراتيجية الاستدامة لبيت التمويل الكويتي.
