الصيرفة الإسلامية العربية تنمو بنحو 10 % في 2021
وأصول الخدمات تشكل 14 % من إجمالي أصول المنطقة
شهدت الصناعة المالية الإسلامية تطورات لافتة على المستوى العالمي، إذ حققت نمواً سنوياً بما يزيد على 10 % بحسب تقرير مجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2021، لتبلغ المالية الإسلامية نحو 2.7 تريليون دولار خلال العام 2020، مقابل 2.44 تريليون دولار في العام 2019.
وتساهم دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 70 % من الصيرفة الإسلامية العالمية، حيث تُمثل الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية جزءاً كبيراً من إجمالي الأصول المصرفية فيها. مع الاشارة إلى أن أصول الخدمات المصرفية الإسلامية تشكّل نسبة 14 % من إجمالي الأصول المصرفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أما في دول مجلس التعاون الخليجي فتتجاوز الحصة السوقية للخدمات المصرفية الإسلامية عتبة الـ 25 %.
وقد زادت الأصول المصرفية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بنسبة 9.8 % خلال 2020، لتصل إلى حدود 1 تريليون دولار، مقارنة بنمو بنسبة 12 % في العام 2019.
ضمن هذا الإطار، تستحوذ المملكة العربية السعودية التي تُعد أكبر سوق للتمويل الإسلامي في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها على ما نسبته 28 % تقريباً من إجمالي الأصول المالية الإسلامية عالمياً، التي تبلغ قيمتها 2.7 تريليون دولار. ويبلغ مجموع أصول الخدمات المالية الإسلامية في السعودية حالياً بنحو 800 مليار دولار، موزعة على قطاعات المصارف، والصكوك، والتأمين، وصناديق الإستثمار. كما أظهرت المؤشرات الرئيسية لقطاع المصرفية الإسلامية في السعودية نمواً متسارعاً، فقد بلغ إجمالي التمويل المتوافق مع الشريعة ما يفوق 430 مليار دولار، وذلك في نهاية الفصل الأول من العام 2021. وواصلت المصارف الاسلامية السعودية تحقيق مكاسب كبيرة خلال العام 2020، مع وجود أربعة مصارف ضمن التصنيف العالمي لأفضل 10 مصارف إسلامية بحسب تصنيف مجلة The Banker، وقد سجلت المصارف السعودية الأربعة ضمن المراكز العالمية العشرة الأولى (وهي مصرف الراجحي والبنك الوطني السعودي ومصرف الإنماء وبنك الرياض) إرتفاعاً في الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بأكثر من 15 %، مدعومة بإرتفاع أسعار النفط. كما حقق مصرف الراجحي، وهو أكبر مصرف إسلامي في العالم، نسبة نمو في موجوداته بلغت 24 % خلال العام 2021، لتصل إلى 155 مليار دولار. كما شهد البنك الأهلي التجاري زيادة في موجوداته المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بنسبة 27 %.
من جهة أخرى، شهد بنك دبي الإسلامي نمواً في موجوداته بنسبة 25 % بعد عملية إندماجه مع نور بنك، التي إكتملت في بداية العام 2020، لتصل موجوداته الى نحو 79 مليار دولار. في مقابل ذلك، إنخفضت الأصول المتوافقة مع الشريعة الموجودة في النوافذ الإسلامية للمصارف التقليدية الاماراتية، مثل بنك الإمارات دبي الوطني وبنك أبو ظبي الأول، وذلك بنسبة 2.4 % خلال العام 2020، وفقاً لبيانات البنك المركزي الإماراتي.
أما في سلطنة عُمان، فقد شهد بنك عُمان العربي زيادة في أصوله المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بنسبة تزيد عن 400 % لتصل إلى 2.3 مليار دولار في نهاية العام 2020، وذلك بعد إستحواذه على بنك العز الإسلامي في يونيو/حزيران 2020، الأمر الذي خوّله أن يُحقق أسرع نمو في العالم لموجودات متوافقة مع الشريعة، يُديرها مصرف تقليدي.
ومن بين أبرز المصارف الإسلامية في المنطقة العربية، بنك فيصل الإسلامي المصري، الذي شهد نمواً في موجوداته بنسبة 14.1 % خلال العام 2020 لتصل إلى 7.3 مليارات دولار. كما سجّل المصرفان الإسلاميان الفلسطينيان، البنك الإسلامي العربي والبنك الإسلامي الفلسطيني، نمواً في الأصول بنسبة 22.5 % و14.6 % توالياً خلال العام 2020. بينما سجل بنك الزيتونة التونسي نمواً بنسبة 20 % تقريباً.
من جهة أخرى، وبحسب وكالة موديز للتصنيف الإئتماني، فإن إصدارات دول الخليج من الصكوك بلغت في النصف الأول من العام 2021، 35.3 مليار دولار. كما صنّفت الوكالة السعودية أكبر مُصدر للصكوك الإسلامية في الخليج، بنحو 62 % أو 22 مليار دولار من الحجم الإجمالي. وأكدت «موديز» أن المملكة ستبقى أكبر مُصدر بين دول الخليج للصكوك الإسلامية، كما أن الكويت كانت ثاني أكبر مصدر للصكوك في دول الخليج، من خلال إصدار ما قيمته 7.2 مليارات دولار.
أما في الإمارات والبحرين بلغت قيمة إصدارات الصكوك 11.6 مليار دولار لكل دولة منهما، أما قطر فكان إصدارها الأقل بقيمة نحو مليار دولار.
المصارف الإسلامية في العالم العربي: البيانات المجمعة والإنتشار الجغرافي
بالإستناد إلى البيانات المالية المتوفرة للمصارف الإسلامية العربية، تشير تقديراتنا إلى أن مجموع الموجودات للمصارف الإسلامية العربية التي تتوفر البيانات المالية لها، والتي يبلغ عددها 81 مصرفاً، قد وصلت إلى نحو 812 مليار دولار بنهاية الفصل الثالث من العام 2021، وأن مجموع الودائع لها قد بلغ نحو 589 مليار دولار، ومجموع القروض لهذه المصارف نحو 537 مليار دولار والقاعدة الرأسمالية لها نحو 101 مليار دولار. أما بالنسبة لصافي الأرباح المجمّعة لهذه المصارف، فمن المقدّر أنها وصلت الى نحو 10 مليارات دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2021.
وبالنسبة لتوزع المصارف الإسلامية الـ 81 بين الدول العربية، إحتلت العراق المركز الأول بالنسبة لعدد المصارف (24 مصرفاً)، تلتها السودان (10 مصارف)، فالبحرين (8 مصارف)، فالإمارات (6 مصارف)، فكل من قطر والكويت (5 مصارف)، فكل من السعودية واليمن (4 مصارف)، فكل من مصر والاردن (3 مصارف)، فكل من سلطنة عُمان والجزائر وسوريا وفلسطين (مصرفين لكل منها)، ومصرف واحد في تونس.
ترتيب المصارف الإسلامية العربية بحسب الموجودات وعرض للبيانات المالية الأساسية
يُظهر الجدول رقم 2 ترتيب المصارف الإسلامية العربية بحسب الموجودات في نهاية الربع الثالث من العام 2021. كما يُظهر الجدول رقم 3 البيانات المالية الأخرى لتلك المصارف. (مرفق الدراسة كاملة pdf )
https://uabonline.org/wp-content/uploads/2022/04/موضوع-الغلاف-الصيرفة-الاسلامية-العربية.pdf