*جاري سيلفرمان، وفيليب ستافورد من بوكا راتون، فلوريدا
قطع سام بانكمان فرايد رقما مستبعدا عندما اعتلى المنصة في صباح اليوم الأخير من المؤتمر الكبير لصناعة المشتقات هذا العام في بوكا راتون، فلوريدا. بدا الرئيس التنفيذي لبورصة تبادل العملات المشفرة إف تي إكس البالغ من العمر 30 عاما، الذي كان يرتدي قميصا رماديا وحذاء رياضيا، وشعره مجعد، وكأنه طالب خرج للتو من سريره لتناول الإفطار في كافتيريا كليته أكثر من كونه رئيس بورصة دولية للعملات المشفرة قيمتها 32 مليار دولار.
ما أضاف إلى التناقض في حدث “فيوتشرز إندستري أسوسييشن” هو أن بانكمان-فرايد كان يشارك في محادثة فردية مع أليكس رودريجز، نجم البيسبول الأمريكي المتقاعد والمذيع ومدير الأعمال التنفيذي المعروف باسم إيه-رود. كان أطول من محاوره بستة إنشات ولا يزال يتمتع باللياقة في سن 46 عاما، وكان خطيب جينيفر لوبيز سابقا ويشبه المشاهير بكل تفاصيله في بذلته الداكنة وقميصه الأبيض وربطة تنم عن القوة.
لكن إيه-رود هو الذي كان أعلى من مستواه.
كان بانكمان-فرايد قد لفت الأنظار في اجتماع آذار (مارس) باقتراح رائد للمنظمين الأمريكيين لأتمتة إدارة المخاطر في الأسواق المالية – باستخدام الممارسات يتم تطويرها للأصول الرقمية. تقول بورصة إف تي إكس إنها تخطط للبدء بسوق صغيرة – عقود آجلة مدعومة للعملات المشفرة. لكنها تثير احتمال وجود عالم جديد شجاع يتم فيه استبدال الوسطاء التقليديين بأجهزة الكمبيوتر، وتقوم الآلات بإجراء مطالبات الهوامش في تداولات تدوم 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع.
أثناء مقارنة الملاحظات برودريجز، تعلق بانكمان-فرايد برؤية مستقبلية، متمسكا بإسهاب “بالتجربة الجميلة حقا” لاستخدام بعض البروتوكولات الجديدة التي يتم بناؤها على بلوكتشين ، وهي تكنولوجيا دفتر الأستاذ الموزع التي تدعم العملات المشفرة. بحلول الوقت الذي انتهى فيه، كان لاعب فريق نيويورك يانكيز السابق من المعجبين. قال، “هذا الرجل ذكي للغاية”.
كان الاستقبال الحار الذي لقيه الشاب من قبل الأشخاص الذين يرتدون بدلات في مؤتمر فلوريدا أمرا مفاجئا. بانكمان-فرايد وصناعته مثيران للجدل. كمواطن أمريكي، هو ملياردير على الورق عدة مرات بناء على حصة الأغلبية – لم يتم الكشف عن ممتلكاته على وجه التحديد – في بورصة تشفير دولية تم تأسيسها في أنتيجوا وبربودا وتعمل بترخيص صادر من جزر الباهاما. مجلس إدارته المكون من ثلاثة أشخاص لديه مدير خارجي ومحام في موطن الشركة الأم.
تواجه الأعمال المشفرة رياحا معاكسة على جبهات متعددة. قال جاري جينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، إن هناك “قدرا كبيرا من الضجيج والالتفاف” حول كيفية عمل الأصول الرقمية ونقص حماية المستثمرين في أسواق “الغرب المتوحش” حيث يتداولون. تساءلت السلطات الصغرى عن الطريقة التي يمكن بها للقطع النقدية التي تحمل اسم كلاب صغيرة أو رموز غير قابلة للاستبدال تصور القردة الملولة أن تكون ذات قيمة كبيرة. تم تقويض الآمال في أن تعمل عملة البيتكوين كنوع من الذهب الرقمي بسبب تحركات الأسعار التي يصعب تفسيرها في الأزمات.
مع ذلك، أحدث بانكمان-فرايد ضجة كبيرة في بوكا من خلال التركيز بشكل أقل على ما يتم تداوله في البورصات مثل “إف تي إكس” ومزيد من التركيز على كيفية تداوله – هذا يعني أن الذهب قد يكون في نظام تدفق العناصر في الأسواق المالية نفسها بدلا من التركيز على ما يتدفق من خلاله. في هذه العملية، اتخذ نهجا مختلفا تماما في التعامل مع الحكومة عن زملائه الأكثر قتالية في مجتمع العملات المشفرة ذي الميول التحررية. دعا إلى الإشراف وسعى إلى إجراء حوار مع المنظمين – الأمر الذي حصل عليه.
تناول روستين بهنام، رئيس لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية، التي تنظم أسواق المشتقات، اقتراح “إف تي إكس” في خطاب ألقاه في الحدث نفسه. بينما تعهد بأن يكون “حريصا وصبورا ومتقبلا للتحاور بشأن هذا الطلب”، وأعرب بهنام أيضا عن إعجابه العام بالأفكار الكامنة وراء نقاش بانكمان-فرايد.
قال بهنام، “يمثل الطلب اقتراحا مبتكرا يستحق دراسة متأنية”، مضيفا، “لم تكن وظيفتنا اختيار الفائزين أو الخاسرين في الصناعة مطلقا، وينبغي ألا تكون كذلك على الإطلاق. يمكن فقط للسوق والعملاء فعل ذلك”.
التداول ليل نهار
مهدت هيئة تداول السلع الآجلة نفسها المسرح لدخول نجم بانكمان-فرايد قبل خمسة أيام فقط من المؤتمر. في العاشر من آذار (مارس)، أصدرت طلبا للتعليق العام على اقتراح قدمته ذراع المشتقات الأمريكية لبورصة إف تي إكس للسماح لبورصة أمريكية صغيرة للعقود الآجلة اشترتها العام الماضي بتقديم عقود آجلة مدينة.
المنتجات التي تقدمها حاليا للمستثمرين الأفراد – لاستخدام لغة الصناعة – “مضمونة بالكامل”، ما يعني أن “إف تي إكس” لا تتحمل أي مخاطر ائتمانية. هناك فرق كبير مع العقود الآجلة ذات الرافعة المالية. هذه العقود تتيح للمستثمرين اتخاذ مراكز كبيرة مع وضع جزء بسيط من قيمة المعاملة، المعروف باسم الهامش. تعني المديونية أنه يمكن للمستثمرين الحصول على قيمة أفضل على أموالهم إذا سارت الأمور على ما يرام. تضمن وظائف الهامش عدم انتقال الرهان السيئ والتخلف عن السداد عبر النظام المالي.
الجزء الجديد من اقتراح “إف تي إكس” هو كيفية تعاملها مع الهامش. في أسواق اليوم، يقوم الوسطاء المعروفون باسم تجار العمولات الآجلة، بجمع الهامش والتأكد من أن العملاء لديهم ما يكفي منه لدعم مراكزهم. إذا لم يفعلوا ذلك، فإن تجار العمولات الآجلة يطلبون مزيدا من المال، تكون في أغلب احيان ليلة واحدة، أو يقدمون أموالا لعملاء خاصين لإبقائهم في اللعبة.
يسهم تجار العمولات الآجلة أيضا في ضمان الأموال في غرف المقاصة – الأطراف الثالثة التي تقف بين المشترين والبائعين للعقود الآجلة – من أجل “تبادل” الخسائر في حالة تخلف كبرى عن السداد. تقول هيئة تداول السلع الآجلة، إن شركات تجارة العمولات الآجلة تمتلك 456 مليار دولار من أموال العملاء، وكان أكبرها ذراعي “جيه بي مورجان تشيس” و”جولدمان ساكس”.
تسعى “إف تي إكس” إلى تجاوز الوسطاء واستخدام نهج تم تطويره في تجارة العملات المشفرة التي تعمل بنهج تداول العملات المشفرة دون وسيط على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. في هذا العالم، تتحرك الأصول الرقمية على شبكات الكمبيوتر التي ليس لها أوقات فتح أو إغلاق، أو أي من مراقبي المعلومات التقليديين الذين كانت تتطلبهم التكنولوجيات القديمة.
بموجب خطة “إف تي إكس”، يودع العملاء ضمانات في حسابات “إف تي إكس” – نقدا أو كعملات مشفرة – ويكونون مسؤولين عن الاحتفاظ بما يكفي لتغطية متطلبات الهامش في جميع الأوقات. سيتم احتساب مستويات الهامش كل 30 ثانية. إذا انخفض الهامش للغاية، ستبدأ “إف تي إكس” بتصفية المركز في ثوان، عن طريق بيعه بعلاوات قدرها 10 في المائة أو، في أسوأ السيناريوهات، عرضه على “مزودي سيولة الدعم الذين يوافقون مسبقا على قبول مبلغ محدد”. كما وعدت “إف تي إكس” بوضع 250 مليون دولار نقدا في صندوق ضمان.
يجادل مسؤولو “إف تي إكس” بأن الممارسة الحالية المتمثلة في طلب الهامش توجد عالما من الائتمان غير المضمون حيث يأمل تجار العمولات الآجلة أساسا أن يدفع العميل في مرحلة ما. يقولون إن نظامهم الآلي سيكون أكثر أمانا. ستكون عمليات التصفية أكثر تواترا، لكنها أقل تدميرا. كدليل على ذلك، أشاروا إلى قدرة البورصة الدولية البالغة من العمر ثلاثة أعوام على الصمود في وجه التقلبات الشرسة لأسعار الأصول الرقمية.
قال بانكمان-فرايد في مقابلة مع “فاينانشال تايمز”، “من منظور المخاطرة، وهذا يضيع أحيانا في المناقشات، أعتقد أن اقتراحنا، في بعض النواحي، أكثر تحفظا بكثير (…) مما جرى عليه العرف”.
يقول دون ويلسون، الرئيس التنفيذي في “دي آر دبليو”، واحدة من أكبر شركات تداول المشتقات في العالم، إن مجموعته كانت “تتداول بهذه الطريقة لبعض الوقت في مجال العملات الرقمية” وقد نمت لتصبح نشاطا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. التشفير هو ضمان مفيد للغاية للاعبين ذوي الديون الذين يتطلعون إلى التصرف بسرعة في الأسواق، لأنه يمكن تحريكها في جميع الأوقات.
“من الأمور التي تتيحها تكنولوجيا البلوكتشين هو تبادل الضمانات بشكل أكثر كفاءة في الوقت الفعلي. بمجرد أن تكون لديك القدرة على نقل الضمانات بطريقة فورية تقريبا، يمكنك بعدها إعادة التفكير في الطريقة التي تقوم بها بتأمين أموالك”، كما يقول ويلسون.
يشرح قائلا، “علينا إدارة الضمانات في الوقت الفعلي ولهذا لم يتم إغلاق مركزنا الذي تمت تصفيته”. قال، “الأشخاص الذين لا تتوافر لديهم الضمانات فإنه يتم إغلاقهم من مراكزهم وهذا شيء جيد. هذا يقلل من المخاطر النظامية، وبمجرد وصولك إلى القدرة على إغلاق المراكز بكفاءة عالية (…) فهل تحتاج الآن حقا إلى وسيط؟”.
التخلص من مراقبي المعلومات
تلقت حجة الوساطة البشرية في أسواق العقود الآجلة ضربة حقيقية حين التقى مديرو الصناعة في بوكا راتون. عبر المحيط الأطلسي، أوقفت بورصة لندن للمعادن تداول النيكل لمدة أسبوع – وألغت يوما كاملا من الصفقات – بعد رهان هبوطي كبير قام به قطب المعادن الصيني شيانج جوانجدا بنتائج عكسية ويتركه يواجه مطالبات هامشية ضخمة. لكن لم يتم استئناف النشاط إلا بعد أن أبرم شيانج اتفاقية مع الأطراف المصرفية المقابلة بما فيها “جيه بي مورجان” و”ستاندرد تشارترد” لإبقاء مركزه مفتوحا.
أشارت الكارثة إلى وجود فجوة في الدفاعات التي أقامها المنظمون العالميون استجابة للأزمة المالية في 2008 والدور الذي لعبه تداول المشتقات الغامضة فيها. في حين دفع المسؤولون لمزيد من التخليص المركزي للصفقات ومتطلبات هامش أكثر صرامة كدعم للنظام. لكن المنظمين لم يتمكنوا أبدا من إنشاء لوحة تحكم لإدارة المخاطر في الوقت الفعلي التي من شأنها أن تمكنهم من اكتشاف أي لاعب كبير في السوق ليتبوأ مركز مديونية كبير بشكل خطر.
في الوقت الذي كانت فيه بورصة لندن للمعادن تتأرجح، كانت منصة إف تي إكس تقدم عرض مبيعات في توقيت جيد ليمكنها من سد الفجوة. حسبما زعمت “إف تي إكس”، ستتمكن الجهات التنظيمية من تسجيل الدخول إلى موقعها على الإنترنت والاطلاع على “إجمالي حجم المخاطر في النظام”. قال بانكمان-فرايد إنه بالإمكان أيضا مشاركة بعض هذه البيانات مع الجمهور.
يقول، “أعتقد أنه سيكون من الرائع لو توافرت لوحة تحكم متاحة للجمهور لكي توضح جزءا كبيرا من هذا”. أضاف، “نحن نعلم مقدار الضمانات الموجودة في النظام بالضبط. نحن نحتفظ بها. تتوافر لدينا مقاييس داخلية وإنذارات تنطلق منذرة إذا ما تغير ذلك من الداخل. نحن فقط لم نجعلها متاحة للجمهور”.
كما أن الاضطرابات في أسواق السلع التي أعقبت الأزمة في أوكرانيا أعطت “إف تي إكس” الفرصة للتداول على مدار الساعة. على الرغم من أن ذلك قد يكون مدمرا للتوازن بين العمل والحياة للمشاركين في الصناعة، إلا أنه سيسمح للمستثمرين والنظام المالي بالتكيف بأسرع ما يمكن مع اندلاع الحروب أو الكوارث الأخرى، كما تقول الشركة.
يقول بانكمان-فرايد، “لا يعني الانتظار حتى الإثنين أنه لم تكن لديك أي مخاطرة خلال عطلة نهاية الأسبوع. لقد كانت موجودة بالفعل. لكنك تعمدت عدم الانتباه إليها”. تابع قائلا، “يمكن أن يتوافر لديك مزيدا من تقليص المديونية باستمرار. أنت لست مضطرا إلى تحمل عبء هذه الثغرات على مدى ثلاثة أيام يمكن أن تندلع فيها الحرب”.
ليس الجميع، بالطبع، متحمسين لهذه الدرجة. يقول كريج بيرونج، أستاذ التمويل في جامعة هيوستن، إنه يخشى أن يثبت نهج منصة إف تي إكس الميكانيكي أنه “مزعزع للاستقرار”، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم تحركات السوق في أي من الاتجاهين، وربما يوجد فرصا للجهات الفاعلة السيئة للتلاعب بالأسعار على أمل التسبب بعمليات التصفية. يقترح أن تضيف لجنة تداول السلع الآجلة “مخففا للصدمات” إلى نظام إف تي إكس من أجل إبطاء الحركة عند الضرورة.
يقول، “هذا السلاح ذو حدين. إذ توجد مقايضة في ذلك. يجب السماح بالابتكار، ولكن يجب الاعتراف بالمشكلة المحتملة التي قد تحدث بسبب هذا الابتكار ويجب أن تستعد لجنة تداول السلع الآجلة للتخفيف من حدتها”.
أشارت لجنة تداول السلع الآجلة “سي إف تي سي” إلى أنها ستأخذ الوقت اللازم في البت فيما يجب فعله. في إشارة إلى قدوم الجدل المحتدم، قامت الجهة التنظيمية بتمديد فترة التعليقات الأصلية على اقتراح “إف تي إكس” لمدة 30 يوما، حتى 11 أيار (مايو). أصبح المشاركون في السوق يتساءلون بالفعل عن مصداقية خطة إف تي إكس لمقدمي السيولة الاحتياطية أو ما إذا كان من شأنها أن تجعل المخاطر محصورة في أيدي عدد قليل جدا من الأشخاص. نظرا إلى استخدام المزارعين ومربي الماشية للعقود الآجلة للتحوط من المخاطر، فإنه قد يكون للمصالح الزراعية تأثير ما، وذلك من شأنه تعقيد الأمور من الناحية السياسية.
أما تجار العمولة الآجلة فلا يمكن التنبؤ بهم. حيث يبذل المسؤولون في منصة إف تي إكس قصارى جهدهم ليقولوا إن المستثمرين الذين يرغبون في الاحتفاظ بوسطائهم يمكنهم التداول من خلالهم في الأسواق التي يختارونها. “إف تي إكس” لا تعني بذلك أنه “لمجرد أننا نسمح بالتخلي عن الوساطة، فلا بد من التخلي عن الوساطة”، كما يقول بريت هاريسون، رئيس FTX.US.
لكن من غير المرجح أن يكون اللاعبون التقليديون سعداء بذلك. بعد فترة طويلة من الانخفاض – انخفض عدد تجار العمولة الآجلة من 178 في نهاية 2005 إلى 61 في أحدث استطلاع للجنة تداول السلع الآجلة – بدأ التطلع إلى آفاق الأعمال. يقول كارل جيلمور، رئيس شركة إنتيجريتاس فاينانشال كونسالتينج، إن ارتفاع أسعار الفائدة سيجعل من الاحتفاظ بأرصدة العملاء أكثر ربحية، مضيفا، “لا تتفاجأ إذا رأيت مجموعة من تجار العمولة الآجلة يشكون من هذا الأمر في الأسابيع القليلة المقبلة”.
معركة التنظيم
مهما حدث، فإن مقترح “إف تي إكس” والجدل الذي أثارتته يمثلان مرحلة جديدة في الدراما حول تنظيم العملات الرقمية، التي حتى هذه اللحظة أعادت إلى الأذهان كتاب “في انتظار جودو” لكاتبه صموئيل بيكيت، على الأقل في الولايات المتحدة.
في أمر تنفيذي صادر بشأن العملات المشفرة هذا العام، أشار جو بايدن إلى عزمه تنظيم الصناعة – والتأخيرات التي ستليها. كان إعلان الرئيس مقتضبا في التفاصيل لكنه مسترسل في الدراسات. سيستغرق الأمر شهورا قبل أن تظهر مقترحات مفصلة من أعضاء إدارته. على الرغم من أن مجموعة من المشرعين من كلا الحزبين تناقش كيفية التعامل مع العملات المشفرة، إلا إن الإجراء النهائي في كابيتول هيل سيستغرق وقتا.
نتيجة لذلك، لا توجد جهة تنظيمية واحدة في الولايات المتحدة تشرف على السوق الفورية في الأصول الرقمية. بينما تهتم هيئة تداول السلع الآجلة بمشتقات العملات المشفرة، هناك جدل محتدم حول تأكيد جينسلر بأن كثيرا من العملات المشفرة هي أوراق مالية بموجب قانون الولايات المتحدة، ما يجعل اللعبة عادلة للجنة الأوراق المالية والبورصات. تعمل معظم بورصات العملات المشفرة في الولايات المتحدة من خلال تراخيص شركات تحويل الأموال.
“هل نريد أن يقر الكونجرس مشروع قانون يوضح كل شيء؟ بالتأكيد نعم”، هذا ما قاله بانكمان-فرايد، الابن لأستاذين في كلية الحقوق في جامعة ستانفورد. قال، “لكن هذا قد يستغرق عدة أعوام”.
في غضون ذلك، تأخذ “إف تي إكس” زمام الأمور التنظيمية بنفسها. اقترح بانكمان-فرايد بالفعل على الكونجرس أن تكون هيئة تداول السلع الآجلة هي الجهة المنظمة لجميع الأصول الرقمية في الأسواق الفورية وأسواق المشتقات في الولايات المتحدة. تعمل “إف تي إكس”، من خلال مقترحها إلى هيئة تداول السلع الآجلة، على حث منظمها المفضل على العمل الذي يمكن أن يضع القواعد الأساسية للطريق بالنسبة إلى المتداولين.
يقول بانكمان-فرايد، “نرغب بمزيد من الوضوح حول الطريقة الصحيحة للحصول على ترخيص لنا وتسجيل للأصول الرقمية”. وتابع قائلا، “أعتقد أن هذه محاولة بالنسبة إلينا للحصول على ما يبدو أنه أفضل إشراف يمكن تقديمه، بالنظر إلى الهيكل الموجود لدينا اليوم”.
بدأ بانكمان-فرايد منصة إف تي إكس لتداول العملات الرقمية منذ ثلاثة أعوام فقط، حيث أنشأ أولا بورصة دولية ثم أنشأ بورصة مخصصة للمستخدمين في الولايات المتحدة. تبلغ قيمة العمليات الدولية الكبرى الآن أكثر من “دويتشه بنك” أو “كريدي سويس”، بناء على تقييمها البالغ 32 مليار دولار في جولة تمويل في كانون الثاني (يناير) التي شملت مصرف سوفت بانك الياباني وخطة تقاعد المعلمين في أونتاريو الكندية.
في الطريق من بوكا راتون، يلعب فريق ميامي هيت التابع العضو في الاتحاد الوطني لكرة السلة في ملعب “إف تي إكس أرينا”. يؤدي “لاري ديفيد” دور النجومية في الإعلانات التجارية للشركة. حتى إن الرئيس التنفيذي لشركة إف تي إكس يفكر في النمو بشكل كبير لدرجة تمكنه من شراء مصرف جولدمان ساكس.
أوضح بانكمان-فرايد حجم طموحاته للمسؤولين الذين ينظرون في اقتراحه. في خطاب أرسله إلى المنظمين في شباط (فبراير) من خلال أحد محاميه الداخليين – وهو من الموظفين السابقين في هيئة تداول السلع الآجلة السابقين الذي يعمل الآن في “إف تي إكس” – تم إخطار الحكومة بأن هذه هي البداية.
كتب برايان مولهيرين، المستشار العام لمشتقات “إف تي إكس” الأمريكية، “تخطط ’إف تي إكس‘ لقيادة أسواق العقود الآجلة في الولايات المتحدة نحو القرن الـ21”.