قالت وكالة بلومبيرغ ان ربط العملات الخليجية بالدولار الاميركي منذ عقود، يقلل من مخاطر الصرف الاجنبي لدول المنطقة، لان اغلب إيراداتها المالية تأتي من النفط المسعَّر دوليا بالعملة الاميركية، موضحة ان آليات ربط العملات الخليجية بالدولار يتم اختبارها بشكل دوري، ومع عودة أسعار النفط الى مستوى الـ100 دولار في 2022، يبدو ان اوضاع العملات الخليجية واحتياطيات دول المنطقة بوضع جيد رغم التساؤلات حول دور الدولار في الاقتصاد العالمي.
واشارت الوكالة في تقريرها الى ان ربط العملات الخليجية بالدولار ساعد على حماية اقتصادات المنطقة من تقلب اسواق الطاقة، وسمح للبنوك المركزية الخليجية بتكديس احتياطيات مالية ضخمة والتي تستخدمها، الى جانب اصول اجنبية في صناديقها السيادية، في الدفاع عن ربط عملاتها بالدولار.
ارتفاع التضخم
واشارت الى ان ربط العملات الخليجية بالدولار تعني ان البنوك المركزية في المنطقة غالبا ما تشير الى سياسة البنك الفدرالي الاميركي. وتعاني اليوم دول الخليج من ارتفاع معدلات التضخم واحتمال زيادة اسعار الفائدة بقيادة الفدرالي، وهناك قلق بشأن هيمنة الدولار عالميا واستعداد أميركا لاستخدام الدولار وسيلة ضغط على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وأكدت «بلومبيرغ» ان ايا من الحكومات الخليجية لم تقترح فكرة التخلي عن ربط عملاتها بالدلار والعملات الاجنبية الاخرى، او ان تترك للاسواق تقدير قيمة عملاتها، لفتت الى انه مع ذلك يقال ان السعودية تدرس قبول مدفوعات باليوان مقابل صادراتها النفطية الى الصين، موضحة انه في حال اتخاذ الرياض لهذه الخطوة فسيتم اختبار نظام البترودولار في الخليج، خصوصا اذا قررت دول خليجية اخرى فعل نفس الخطوة.
احتياطيات مالية
وبينت الوكالة ان عمان والبحرين لطالما كانتا الاضعف اداء في الخليج الا ان وضعهما تحسن في الاونة الاخيرة بفضل ارتفاع اسعار النفط، والذي خفف من مخاوف تتعلق بقدرة مسقط على الحفاظ على ربط عملتها بالدولار، ما دفع تجار العملات والمستثمرين الى تخفيض رهاناتهن على تخفيض قيمة الريال العماني، مشيرة الى ان السعودية والامارات والكويت وقطر تمتلك احتياطيات مالية كبيرة للدفاع عن ربط عملاتها بالدولار.
ماذا لو تخلت دول الخليج عن ربط العملات؟
واضافت في حين ان سياسة ربط العملات الخليجية بالدولار وعملات اجنبية اخرى يمنح حكومات المنطقة قدرا اقل من حرية الحركة لمتابعة اهداف سياساتها المالية، مثل انعاش النمو الاقتصادي او خلق فرص عمل جديدة، الا ان تلك السياسة توفر قدرا اكبر من التوقعات للمستثمرين الاجانب والمقيمين في دول المنطقة. وفي حال تخلت دول الخليج عن ربط عملاتها بالدولار فان وضع العملة الاميركية كعملة احتياطية عالمية سيضعف.
اختبارات صعبة
وذكرت ان نظام ربط العملات الخليجية بالدولار نجا في السابق من اختبارات صعبة، ابرزها سنوات متتالية من انخفاض اسعار النفط في تسعينيات القرن الماضي، وفترة ضعف الدولار قبل الازمة العالمية في 2008، وانهيار اسعار النفط في 2014، لافتة الى ان السعودية وبدلا من اختبار قيمة الريال في الازمات من قبل الاسواق، عمدت الى تخفيض الانفاق وتحولت الى اسواق الدين لتمويل عجز ميزانياتها حينها، واتخذ العديد من دول الخليج الاخرى ذات الاجراءات لمواجهة الازمة خصوصا في 2020.
اتباع «الفدرالي»
قالت الوكالة ان دول الخليج وللحفاظ على ربط عملاتها بالدولار تضطر لاتباع البنك الفدرالي الاميركي في رفع اسعار الفائدة بشكل متتال، ما قد يشكل خطرا على اقتصاداتها. الا ان ارتفاع اسعار النفط يجنب دول الخليج حالات الركود، ما يوفر لها الكثير من السيولة النقدية لتعزيز الانفاق الحكومي ودعم النمو.