قالت وكالة ستاندرد اند بورز ان البنوك الخليجية ابلغت عن عدد قليل من الهجمات الالكترونية على مدار العقد الماضي، وان اغلبية بنوك المنطقة نقلت انشطتها الى منصاتها على الانترنت بدفع من جائحة كورونا بأقل قدر من الاضطرابات، وذلك بفضل سنوات من استثمارها في البنية التحتية والانظمة الالكترونية المتطورة لتقليل تعرضها للمخاطر الالكترونية المحتملة.
وقالت الوكالة في تقريرها ان البنوك الخليجية تدير وتتحكم بتعرضها للمخاطر الالكترونية بشكل فعال، بما في ذلك الاستثمار في الامن الرقمي، بالاضافة الى ان ربحيتها القوية ووفرة رساميلها وسيولتها توفر حاجزا ماليا قويا ضد اي هجمات الكترونية محتملة.
الأمن السيبراني
واشارت الى ان البنوك الخليجية تواصل الاستثمار في الامن السيبراني وإدارة المخاطر الالكترونية بشكل استباقي، مع الاخذ بالاعتبار طبيعة التهديدات المتطورة. ورغم ان بعض البنوك في المنطقة قد لا يبلغ عن خروقات الكترونية الا انه من المحتمل ان تكون تلك الخروقات ثانوية، نظرا لعدم وجود خسائر كبيرة في النتائج المالية السنوية وقلة المخصصات المالية للمخاطر التشغيلية نسبيا.
وتابعت: بحسب بيانات «غايدواير» المتخصصة بالامن السيبراني فان اكبر 19 مصرفا في المنطقة المصنفة في الوكالة ستعاني بالمتوسط من انخفاض بـ%7.5 في صافي دخلها وانخفاض بـ%0.6 في حقوق المساهمين (استنادا الى عام 2021) بسبب حوادث الكترونية متفرقة.
واوضحت ان متوسط مخصصات المخاطر التشغيلية للبنوك الخليجية بلغت نحو %3.6 من اجمالي حقوق الملكية، موضحة ان للبنوك الخليجية رساميل كافية لتغطية الخسائر المتعلقة بالمخاطر الالكترونية.
واكدت «ستاندرد اند بورز» ان للهجمات الالكترونية قدرة على الاضرار بالتصنيفات الائتمانية للبنوك، من خلال الاضرار بالسمعة والخسائر المالية، الا ان بيانات «غايدواير» تشير الى ان مخصصات المخاطر التشغيلية للبنوك الخليجية كافية لتغطية اي هجمات، ومع ذلك لا تتضمن تقييمات شركة الامن السيبراني لخسارة ايرادات محتملة مرتبطة بالاضرار بالسمعة او طلب الفدية من هجمات قرصنة الكترونية.
الأسواق المتقدمة
بينت «ستاندرد اند بورز»: ان نتائج «غايدواير» تشير الى ان قدرة البنوك الخليجية لمواجهة المخاطر الالكترونية يمكن تشابهها مع بنوك الاسواق المتقدمة وليس بنوك الاسواق الناشئة. علماً ان بنوك الاسواق الناشئة اكثر عرضة من نظرائها في الخليج من ناحية انقطاع اعمالها الالكترونية او اعمال القرصنة، ويمكن تفسير ذلك من خلال استثمار دول الخليج وبنوكها المتزايد في البنية التحتية الرقمية، الذي يبدو انه قلل من مخاطر انقطاع اعمال بنوك المنطقة بشكل ملحوظ.
المخاطر الإلكترونية تتطور
قالت الوكالة ان المخاطر الالكترونية تتطور بسرعة، وتتطلب جهودا متواصلة من بنوك المنطقة ان أرادت ان تظل محمية من الهجمات الالكترونية، ولا يوجد نظام امن الكتروني بعد يمكنه الحماية من مخاطر الهجمات الالكترونية غير المتوقعة.
الاستثمار بالتكنولوجيا
وذكرت ان اغلبية البنوك الخليجية استثمرت بالتكنولوجيا والمعدات المتطورة وتدريب الموظفين للحد من اي مخاطر سيبرانية محتملة، كما واصلت بنوك المنطقة تحديث سياساتها التنظيمية وزيادة استثماراتها في الامن الالكتروني، مشيرة الى انه في السيناريوهات المرتفعة المخاطر فانه قد تكون للمخاطر الالكترونية اثار سلبية على سيولة البنوك الخليجية.