المستثمرون الذين ضخوا أموالا في الصناديق بهدف حمايتهم من عمليات بيع الأسهم الشاملة وجدوا أن عديدا من الاستراتيجيات أتت بنتائج عكسية، وأنها تقدم قليلا من الحماية أو لا تقدم أي حماية من التراجع الذي اقتطع 13 تريليون دولار من سوق الأسهم الأمريكية.
الصناديق التي تركز على شراء خيارات بيع الأسهم، التي في الأغلب ما تستخدم كتأمين ضد انخفاض الأسهم، تكافح لتحقيق مكاسب حتى في الوقت الذي يعاني فيه مؤشر إس آند بي 500 أسوأ تراجع منذ الأزمة المالية 2008. وأولئك الذين استعدوا لتقلبات عنيفة عن طريق شراء خيارات الشراء على مؤشر خيارات مجلس بورصة شيكاغو Cboe Vix، التي من شأنها أن تؤتي ثمارها إذا ارتفع مقياس السوق للتقلب المتوقع، لم يتحقق ما كان يتوقعونه.
انخفض مؤشر Cboe، الذي يتتبع محفظة نظرية تشتري الأسهم في مؤشر إس آند بي 500 وتشتري أيضا خيارات بيع الأسهم – المعروفة باسم مؤشر بي بي يو تي – بنسبة 20 في المائة تقريبا هذا العام، وهذا ليس أفضل من إجمالي عائد إس آند بي 500.
قال ديلان جريس، المؤسس المشارك لشركة كالدروود كابيتال للاستشارات وأبحاث صناديق التحوط، إن أداء خيارات بيع هذا العام أثار أسئلة “أساسية” حول الهدف من بعض الاستراتيجيات. أضاف: “إنها كشركة التأمين التي لا تدفع عندما تتعرض لحادث”.
كان الأداء الضعيف مدفوعا جزئيا بالانخفاض البطيء في سوق الأسهم، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف دون تقديم نوع من عمليات البيع الحاد التي وفرت مكاسب هائلة في الأيام الأولى لوباء فيروس كورونا في آذار (مارس) 2020، أو في خضم الأزمة المالية في أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) 2008.
عديد من صناديق الاستثمار المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة ـ التي يتم تسويقها على أنها تحوط ضد الانخفاضات في سوق الأسهم الأمريكية ـ تستخدم استراتيجيات بسيطة نسبيا، وتشتري باستمرار العقود التي من شأنها حماية محفظتها إذا انخفض مؤشر إس آند بي 500 إلى ما دون حد معين. وتجري كل شهر تعديلا على حدودها القصوى، وتنفق بشكل كبير على عقود البيع الجديدة في خضم ذلك.
على الرغم من أن مؤشر Vix كان أعلى بكثير من متوسطه التاريخي طوال 2022، إلا أنه ظل في نطاق ضيق نسبيا، وهذا حد من عوائد المتداولين. في الأزمات السابقة، يمكن لعائد 200 في المائة أو 300 في المائة من رهان صغير نسبيا على ما يسمى “مقياس الخوف” أن يعوض التراجع في المحفظة الأوسع لخطة وقفية أو صناديق المعاشات التقاعدية. في المقابل، قدمت التقلبات الأخيرة التي راوحت بين 25 و35 جزءا فقط من العائد الذي تمتع به بعض المستثمرين عندما ارتفع المؤشر من 13.68 في شباط (فبراير) 2020 إلى 82.69 في الشهر الذي تلاه.
“عليك أن تكون مدير تحوط ذكيا للغاية من المخاطر، وكثير منها (…) مبني على القواعد والصيغ، وذلك مكان من الخطر أن تكون موجودا فيه”، بحسب بيتر فان دويجيويرت، اختصاصي التحوط في صندوق مان جروب للتحوط. أضاف: “لقد كان Vix معدوم الفائدة تماما كوسيلة للتحوط منذ الأيام الأولى لحرب أوكرانيا”.
الصناديق التي تستخدم مزيجا أوسع من الأصول للتحوط من فترات الركود شهدت عاما أفضل بكثير. وعلى النقيض من ذلك، مؤشر مخاطر يوريكاهيدج، الذي يتتبع سلة من صناديق التحوط المتخصصة، ارتفع 13 في المائة منذ بداية العام.
يعود ذلك إلى أن التقلبات في أسواق السندات السيادية والعملات كانت أعلى كثيرا مما كانت عليه في سوق الأسهم. مؤشر موف الذي يتتبع التقلبات في سوق سندات الخزانة الأمريكية، ارتفع هذا العام إلى أعلى مستوى له منذ الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا في 2020. أتاح ذلك مجالا مربحا أكثر بكثير لتداول الخيارات – وبالنسبة للصناديق التي ركزت على فئات الأصول الأخرى – كانت النتائج قوية.
قال توماس ليك، رئيس الحلول في شركة كابستون التي تركز على التقلبات في صناديق التحوط: “الأزمة التي نعيشها هي بالفعل أزمة مدفوعة بأسعار الفائدة”. أضاف: “أنها أزمة متعلقة بتشديد البنوك المركزية وبعدم اليقين في السوق بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة، وقد تمخض ذلك عن أزمة حادة أدت بدورها إلى زيادة كبيرة للغاية في تسعير السوق لتقلب أسعار الفائدة”.
بواز واينشتاين، من سابا كابيتال مانيجمنت، قال لـ”فاينانشيال تايمز” الشهر الماضي، إن صندوقه الخاص بمخاطر المحافظ التي تظهر عند تحرك استثمار ما، أكثر من ثلاثة انحرافات معيارية، ارتفع 31 في المائة، مشيرا إلى أنه كان يحتفظ بأصول تحمي من حالات التخلف عن السداد الائتماني بدلا من بيع الأسهم، لأن أداءها لا يكون جيدا عندما تنخفض الأسواق.

تحوطات فاشلة .. 13 تريليون دولار خسائر الأسهم الأمريكية
International News
(الإقتصادية)-11/11/2022