ترويج غير مسبوق للمغرب في أفق إحتضانه للإجتماعات السنوية
لصندوق النقد والبنك الدوليين في مراكش للعام 2023
إحتفت الدورة الحالية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، المنظمة في العاصمة الأميركية واشنطن (خريف 2022)، بوجهة المغرب، بصفته البلد المضيف للإجتماعات السنوية المقبلة للمؤسستين الماليتين الدوليتين، والتي ستنعقد في مراكش في العام 2023. وقد تم إعداد برنامج غني للترويج لوجهة المغرب في مقرّي المؤسستين في واشنطن، وذلك لمناسبة هذا الإجتماع العالمي، الذي تميّز بالحضور الفعلي للمشاركين عقب الجائحة.
ومكّنت العديد من الأنشطة الرئيسية من إبراز جاذبية المغرب الإقتصادية والسياحية والثقافية، كما نجحت في جذب الإهتمام بالإجتماعات السنوية للمؤسستين، المقرر عقدها في المدينة الحمراء في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. كما يتم في بهو المقر الرئيسي لصندوق النقد الدولي، الإحتفاء بالصناعة التقليدية المغربية من خلال جناح تمت تهيئته على مساحة 125 متراً مربعاً من قبل دار الصانع.
وتضمّن المكان، أجنحة عدة مخصصة للعرض والتسويق والتنشيط، تعكس غنى وتنوع مختلف جوانب الصناعة التقليدية المغربية، ويسهر على تنشيطها حرفيون يعملون في النسيج والمصنوعات الجلدية، إلى جانب ورشتين لفن الخط، والتزيين بالحناء، فضلاً عن معرض للأزياء المغربية، ولبيع منتجات الصناعة التقليدية.
وقد تدفق مئات الأشخاص بشكل يومي إلى جناح الصناعة التقليدية المغربية، بمن فيهم كبار ممثلي الوفود الرسمية من الدول الأعضاء في المؤسستين، الذين حضروا هذه الإجتماعات السنوية. كما أتاحت هذه الأجنحة فرصة للزوار للتعرُّف على أصالة وإبداع مختلف الفاعلين في مجال الصناعة التقليدية، وإكتشاف حسن الضيافة المغربية، من خلال حفل شاي تم تنظيمه في نهاية كل يوم على هامش هذا الجناح.
يُذكر أن الإجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين عقدت لعامين متتاليين في مقر مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن العاصمة، وكل سنة ثالثة في أحد البلدان الأعضاء. وإلتقى تحت مظلة الإجتماعات السنوية، طوال أسبوع، عدد كبير من محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية، والمسؤولين التنفيذيين من القطاع الخاص، وممثلي المجتمع المدني ووسائل الإعلام والأكاديميين.
وتمثّل الهدف في مناقشة القضايا ذات الإهتمام العالمي، بما في ذلك آفاق الإقتصاد العالمي، والإستقرار المالي العالمي، والسياسات المالية، والنمو والشغل، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية، ونجاعة المساعدات.
وتكتسي نسخة مراكش في العام 2023 رمزية كبيرة، لكونها «تبصم» على عودة هذه الإجتماعات السنوية إلى إفريقيا، بعد تلك المنظمة للمرة الأولى في نيروبي (كينيا) في العام 1973.
أهمية الإجتماعات السنوية في المغرب
تُعتبر الإجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين الموعدَ السنوي البارز للقطاع المالي الدولي، إذ يجمع الوجوه البارزة في هذا المجال، وتحديداً وزراء المالية وولاة (محافظي أو حكام) البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في هاتين المؤسستيْن البالغ عددها 189 بلداً، إضافة إلى ممثلي القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والوسط الأكاديمي.
ويأتي إختيار المغرب للإجتماعات السنوية في العام 2023، ليُعزز سمعة المملكة كوجهة مفضلة لعقد المؤتمرات الدولية الضخمة، كما أن إختيار مراكش يُكرّس سمعتها كمدينة دولية منفتحة على العالم.
وتُنظم الإجتماعات في باب إغلي الذي كان في السابق بوابة المدخل الرئيسي للمدينة القديمة، وإسمه مأخوذ من الحراس المسؤولين عن مراقبته. وبمساحته الشاسعة الممتدة على أكثر من 300 هكتار عند مخرج المدينة بإتجاه أوريكا، إستضاف باب إغلي خلال 2016 مؤتمر COP 22 حول المناخ والمشاركين فيه البالغ عددهم 30 ألفاً، إضافة إلى القمة الأفريقية الأولى للعمل من أجل المناخ. كما شهد المكان عينه في العام 2014 تنظيم القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال التي جمعت رؤساء الدول وممثلين حكوميين رفيعي المستوى وأكثر من 3000 مقاول.
ونظراً إلى قيمة المشاركين، فإن الإجتماعات السنوية 2023 تضع بين يدي المملكة فرصة تعزيز جاذبيتها والترويج لصورتها كبلد مستقر يطبعه التسامح والانفتاح والديناميكية، فضلاً عن موروث لا مادي غني، وتاريخ ضارب في القِدم، وثقافة منوعة وعادات غذائية فريدة، إضافة إلى التقدّم الذي تحقق في السنوات العشرين الأخيرة على المستوى الديموقراطي والإجتماعي والإقتصادي.
يُذكر أن المغرب، «شكل مصدر إلهام بالنسبة إلى العالم في مجال الطاقة الشمسية»، بحسب تأكيد الدكتور جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي السابق، أثناء حديثه عن الورش الكبرى والبرامج الإجتماعية والإقتصادية الجارية في المملكة.
وأثناء حديثها عن المغرب، وصفت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، البلد بأنه «فاعل إقتصادي تزداد أهميته يوماً بعد يوم، وممرّ نحو أفريقيا والشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن «المغرب مكان مثالي لتنظيم الإجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي تُشكل إحدى أهم التجمعات لأبرز صنّاع القرار الإقتصاديين في العالم وأكثرها إنفتاحاً. إننا ممتنون للمغرب لقبوله تنظيم هذا الحدث.
مؤشرات ماكرو إقتصادية مستقرة وقوية
بفضل إستراتيجيته الإقتصادية، تمكّن المغرب خلال العقدين الأخيرين من تحقيق معدلَ نمو قوي، ووضع التضخُّم تحت السيطرة. كما مكّن الإستقرارُ المالي والتحكمُ في عجز الميزانية البلدَ من تحقيق مرونة متزايدة للعملة المحلية.
أفق 2030 وأهداف التنمية المستدامة
وقد كان المغرب في العام 2016 من بين البلدان الأولى التي قدمت تقييمها الوطني الطوعي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. ويتجلّى إلتزام المملكة بالتنمية المستدامة في مشاريع عدة من أبرزها الدستور والقانون الإطار، بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، وحصيلة برنامج الأهداف الإنمائية للألفية، كذلك إعتماد سياسات قطاعية تندرج في إطار مقاربة التنمية المستدامة.
وعلى مستوى التنفيذ، تبنّت «لجنة تتبع ومواكبة أهداف التنمية المستدامة»، التي ترأسها مصالح رئيس الحكومة، 19 مخططاً قطاعياً للتنمية المستدامة تم وضعها بطريقة تشاركية أثناء إجتماعات اللجنة المكلفة بتتبع وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.