تطوّر المراكز المالية للمصارف الأهلية العراقية للسنوات الخمس 2017 – 2021
«الأهلي العراقي» أكبر المصارف الأهلية في 2021 من حيث ميزانيته
يليه «التنمية الدولي للإستثمار والتمويل الإسلامي» و«بغداد»
يُقاس المركز المالي لأي مصرف في تاريخ معين (مجموع الميزانية العامة) والذي هو كناية لحجم المصرف. فالمصرف كبير الحجم له قدرات وقابليات تفوق على مَن هم دونه، ويفترض أن يُحقق أرباحاً أعلى. في هذا السياق، إن أكبر المصارف الأهلية العراقية، كما هي في نهاية العام 2021، هو المصرف الأهلي العراقي الذي يبلغ مجموع ميزانيته العامة 1821 مليار دينار، ثم مصرف التنمية الدولي للإستثمار والتمويل الإسلامي 1547 ملياراً، ومصرف بغداد 1540 ملياراً، ومصرف كوردستان الدولي الإسلامي للإستثمار والتنمية 1450 ملياراً، ومصرف جيهان للإستثمار والتمويل الإسلامي 1260 ملياراً.
في حين كانت أعلى المراكز المالية قبل أربع سنوات، أي سنة 2017، لأول خمسة مصارف كبيرة الحجم هي مصرف بغداد 1241 مليار دينار، ومصرف كوردستان الدولي الإسلامي للإستثمار والتنمية 1093 ملياراً ومصرف التنمية الدولي للإستثمار والتمويل الإسلامي 669 ملياراً، ومصرف جيهان للإستثمار والتمويل الإسلامي 624 ملياراً، والمصرف الأهلي العراقي 603 مليارات دينار.
هذا يعني أن بلوغ القمّة ممكن، إنما الإحتفاظ بالمنصب أمر بالغ الصعوبة. فمنذ العام 1994 وحتى العام 2021 أي طوال 30 عاماً تناوب على التربع على القمة عدد غير قليل من المصارف لم يتمكّن أي منها الإستمرار على تولي الزعامة، فتركها عدا مصرف بغداد!! بل منها مَن هوَت مراكزها المالية بعدئذ إلى الحضيض، كمصرف الوركاء للإستثمار والتمويل، ومصرف الشمال للتمويل والإستثمار والمصرف المتحد للإستثمار.
لهذا تُعقد الريادة لمصرف بغداد الذي ما أن يضطر أحياناً على التنحي عن مركز أكبر المصارف حجماً لصالح غيره، حتى نراه بعد سنة أو سنوات عدة يعود إلى زعامته المطلقة سابقاً وحتى تاريخه.
يُشار إلى أن جميع مصارف القطاع المصرفي العراقي الأهلي هي عبارة عن مصارف صغيرة وضعيفة، وغير معروفة عربياً أو عالمياً، وتُقتصر عليها فقط وفي ما بينها. فعندما نقول إن مصرفاً ما كبير الحجم فهو كذلك محلياً. علماً أن أفضل وأقوى مصرف أهلي في العراق في الوقت الراهن، هو مصرف كوردستان الدولي الإسلامي للإستثمار والتنمية.
1- المصرف الأهلي العراقي
كان المركز المالي للمصرف للسنوات 2017 – 2019 متواضعاً، ولم يصل إلى مستوى المصارف الأهلية الكبيرة الحجم التي يزيد مجموع الميزانية العامة لكل منها على التريليون دينار. لكن المركز المالي لهذا المصرف كما هو في نهاية العام 2021 قد تضاعف على مركزه المالي للعام 2020، مما أهّله لأن يكون من المصارف كبيرة الحجم، بل وأكبر الجميع حجماً، وذلك في سابقة قلّ نظيرها. وقد بلغت نسبة مركزه المالي للعام 2021 إلى مركزه المالي للعام 2017 ما مقداره 202 % التي هي أعلى نسبة على الإطلاق.
2- مصرف التنمية للإستثمار والتمويل
كان مركزه المالي لسنوات 2017 – 2019 أعلى من مركز المصرف الأهلي العراقي، وفي نهاية العام 2020 أصبح مصرف التنمية الدولي من المصارف الكبيرة الحجم. لكنه في العام 2021 وإن إرتفع المركز المالي بما يزيد على الضعف، إلاّ أنه لم يبلغ مستوى مركز المصرف الأهلي العراقي العالي، حيث بلغت نسبة مركزه المالي للعام 2021 إلى مركزه المالي للعام 2017 ما مقداره 131.2 % مقابل 202 % للمصرف الأهلي.
3- مصرف بغداد
كان مصرف بغداد في العام 2017 أكبر المصارف الأهلية العراقية قاطبة، وبعد تراجع مركزه المالي قليلاً في عامي 2018 و2019، عاد وإرتفع في عامي 2020 و2021 بتواضع. ومع ذلك فقد إحتل المركز الثالث للعام 2021.
ولعدم إرتفاع مركزه المالي آخر المدة كثيراً على مركزه المالي أولاً، فقد إنحدرت نسبة مركزه المالي لعام 2021 إلى مركزه المالي لعام 2017 إلى 24.1 %.
4- مصرف كوردستان الدولي الإسلامي للإستثمار والتنمية
كان أكبر المصارف الأهلية العراقية حجماً في العام 2017 بعد مصرف بغداد، إلاّ أنه تفوّق عليه في السنوات 2018 – 2020 متمسكاً بزعامته على أكبر المصارف الأهلية العراقية أي على جميع المصارف طوال ثلاث سنوات متتالية، لكنه في العام 2021 هبط مركزه المالي إلى المركز الرابع!!
5- مصرف جيهان للإستثمار والتمويل الإسلامي
إنه في العام 2017 كان من المصارف المتواضعة، كما هي حال المصرف الأهلي العراقي، ومصرف التنمية الدولي، والمصرف العراقي الإسلامي، ومصرف الإقليم التجاري وهكذا. وقد إرتفع مركزه المالي قليلاً في الأعوام 2018 – 2020، لكنه إرتفع عالياً في العام 2021 ليضع نفسه بين المصارف الأهلية كبيرة الحجم وفي المركز الخامس، حيث زاد مركزه المالي في العام 2021 بأكثر من ضعف ما كان عليه في العام 2017 وبنسبة 101.9 %.
6- المصرف العراقي الإسلامي للإستثمار والتنمية
كان هذا المصرف من أوائل المصارف الأهلية العراقية تأسيساً، حيث باشر عمله في العام 1993، لكنه لم يُحرز نجاحاً وإعتُبر من المصارف الفاشلة. وبعد أن تغيّرت إدارته العليا مؤخراً تحسّنت أحواله بل أصبح في نهاية الفصل الاول من العام 2022 من ضمن أكبر المصارف الأهلية العراقية حجماً. لقد كان مركزه المالي عامي 2017 و2018 متواضعاً، إلاّ أنه في عامي 2019 و2020 إرتفع مركزه المالي، مما يلفت الأنظار فأصبح في العام 2021 قريباً من مراكز كبار المصارف الأهلية العراقية حجماً، بعد أن تضاعف مركزه في العام 2021 على ما كان عليه في العام 2017 وبنسبة 102.1 %.
7-مصرف الإقليم التجاري للأعمال المصرفية
من خلال بياناته المالية الفصلية غير المدقّقة، تبيَّن أنه مصرف غير مستقر، فبياناته المالية ترتفع بحدّة مرة، ثم تنخفض بحدّة أيضاً بعدها، مما يجعلها غير جديرة بالثقة، فلا يُمكن إعطاء تقديرات أو تخمينات في شأنها. لقد كان المركز المالي للمصرف في العام 2017 متدنياً، لكنه إرتفع عالياً في العام 2018، وإستمر في صعوده في العام 2019، بما يقارب ضعف ما كان عليه في العام 2017، بل وأصبح من المصارف كبيرة الحجم، ثم عاد وهبط في عامي 2020 و2021 إلى ما دون ذلك.
8- مصرف الموصل للتنمية والإستثمار
هذا المصرف من المصارف الهادئة، متميّزاً بجودة بياناته المالية وصدقيتها، مما يدلّ على حسن الأداء في عهد إدارة مؤسسيه. وكان مركز إدارته في الموصل قد تعرّض لخسائر جسيمة عندما إحتلت مدينة الموصل من قبل الإرهابيين، ثم إنتقل إلى بغداد. وبعد أن إستُبدل مالكوه وإدارته، تحوّل إلى مصرف بالدولار (من المصارف الدولارية)، لكنه بقي ممارساً لعملياته المصرفية وتحسّنت أحواله مؤخراً، وأصبح من المصارف متوسطة الحجم، بعدما كان من أصغرها. وبقي مركزه المالي المتدني مستقراً من دون أي تقدّم للسنوات 2017 و2020، لكن مركزه المالي قفز في العام 2022 إلى أقلّ من الضعف.
9- مصرف الإستثمار العراقي
هو من المصارف الأهلية الرواد، باشر عمله في العام 1993 كرابع مصرف أهلي عراقي يُؤسس في العراق بعد مصرف بغداد، والمصرف التجاري العراقي والمصرف العراقي الإسلامي. وكان تقدّمه ونمو مركزه المالي بطيئاً. وفي المقارنة، يتبيَّن أن مركزه المالي طوال السنوات الخمس شبه مستقر. فعلى سبيل المثال كان مركزه المالي في العام 2015 بنحو 552 مليار دينار. وفي العام 2017 بنحو 574 ملياراً، وفي العام 2021 بنحو 650 ملياراً. لذا فإن تقدمه كان بطيئاً جداً. فإذا كانت نسبة المركز المالي للعام 2021 للمصرف الأهلي العراقي مثلاً، إلى ما كان عليه في العام 2017 بلغت 202 %، فإن هذه النسبة لمصرف الإستثمار العراقي مجرد 13.2 %!!
10- مصرف الجنوب الإسلامي للإستثمار والتمويل
مصرف صغير حديث التكوين، حصل على إجازة التعاطي بالصيرفة من البنك المركزي العراقي في العام 2016، ضمن موجة المصارف الإسلامية الحديثة التي تأسست لغرض توفير الدولار لمالكيها وجهاتهم المقرّبة عن طريق نافذة العملة الأجنبية التي يُديرها البنك المركزي العراقي، والتي إعترف المسؤولون الحكوميون بفسادها، ليتمتع هؤلاء بالمكاسب الوفيرة جداً من دون أن تحصل مصارفهم على نصيب منها، فهي مجرّد جهة وسيطة لقاء هامش أو عمولة بسيطة.
فمن بين الـ 20 مصرفاً التي تأسست لأغراض الحصول على الدولار كما سبقت الإشارة، برز مصرف الجنوب الإسلامي للإستثمار والتمويل كمصرف يُمارس الأعمال المصرفية التقليدية أيضاً، فعرض نفسه على القطاع المصرفي بينها العراقي العامل، منافساً لمصارف أخرى أكبر منه حجماً سبقته، وهو على تواضعه وصغر حجمه، كان المركز المالي لهذا المصرف في العام 2017، أي بعد مرور أقلّ من سنة على مباشرته للعمل المصرفي في أدنى حالاته، لا يزيد على مقدار رأسمال المصرف المدفوع إلاّ قليلاً.
وقد إرتفع المركز المالي تدرريجاً في السنوات التالية ليبلغ في العام 2021 بنحو 1.5 ضعف ما كان عليه في العام 2017، وليحصل في العام 2021 على المركز المالي في العام 2017. وتبعاً لصغر حجمه وتواضع أدائه المصرفي، نجدُه في أدنى جميع المصارف المقارنة في شأن مجموع المركز المركز المالي للسنوات الخمس 2017 – 2021.
المراكز المالية للمصارف المقارنة على مستوى السنوات الخمس
1- المراكز المالية للمصارف في نهاية العام 2017
أعلى المراكز المالية هما مصرفا بغداد وكوردستان، تبعهما بفارق كبير، مراكز مصارف «التنمية»،و«جيهان»، و«الأهلي» و«الإستثمار»، ثم المراكز المالية للمصارف «الإسلامي»، و«الإقليم»، و«الموصل»، وجاء في أدنى الجميع المركز المالي لمصرف الجنوب، وفي ذلك مفخرة له، لأنه كان قد زاول عمله للمرة الاولى في العام 2016، كما سبقت الإشارة. ونظراً إلى ما حققه من مكاسب بعد ذلك إرتفع مركزه المالي في العام 2012 بما يفوق الضعفين.
2- المركز المالي للمصارف في نهاية العام 2018
برز المركز المالي لمصرف كوردستان، فإحتل أعلى المراكز المالية للمصارف المقارنة، تلاه مركزا مصرفي بغداد والإقليم. ثم جاءت بعدها بفارق قليل المراكز المالية للمصارف «جيهان»، و«التنمية»، و«الإستثمار»، و«الأهلي»، و«الإسلامي»، و«الموصل». وأخيراً بفارق كبير المركز المالي لمصرف الجنوب.
3- المركز المالي للمصارف في نهاية العام 2019
حافظ المركز المالي لمصرف كوردستان على صدارته، كذلك مركزا مصرفي بغداد والإقليم، ثم مصارف «الإسلامي»، و«التنمية»، و«الأهلي»، و«الإستثمار»، و«الموصل» و«الجنوب».
4- المركز المالي للمصارف لعام 2020
للسنة الثالثة توالياً، يتولّى المركز المالي لمصرف كوردستان الزعامة مع رديفه مصرف بغداد، ولحق بهما هذه السنة المركز المالي لمصرف التنمية، ثم جاءت بعده المراكز المالية لمصارف «الأهلي»، و«الإسلامي»، و«الإقليم»، و«جيهان» و«الإستثمار»، ثم المركز المالي للمصرف الإسلامي، كذلك مصرف الجنوب الذي تساوى مع مركز مصرف الموصل.
5-المركز المالي للمصارف في نهاية العام 2021
هذه هي السنة الأخيرة التي نُسبت مراكزها المالية إلى مراكز العام 2017، فتفوّق فيها المركز المالي للمصرف الأهلي على جميع المصارف الأخرى، تلاه المركز المالي لمصرف التنمية، ثم جاء المركز المالي لمصرف جيهان. علماً أن المركز المالي لأي مصرف من هذه المصارف الخمسة يزيد عن التريليون دينار، ثم فارقها المركز المالي للمصرف الإسلامي، تبعتها المراكز المالية لمصارف «الإقليم»، و«الموصل»، و«الإستثمار» و«الجنوب».
في الخلاصة، إن أفضل المصارف التي أحرزت المركز المالي الأعلى خلال السنوات الخمس المقارنة هو مصرف كوردستان الدولي الإسلامي للإستثمار والتنمية، فقد كان مركزه المالي الأول لثلاث سنوات من أصل خمس، ولم يُحرز أي مصرف آخر المركز المالي الأعلى مرتين، إنما مرة واحدة لكل من مصرف بغداد والمصرف الأهلي العراقي.
في المحصلة، إن أكبر مجموع للمراكز المالية للسنوات الخمس، حصل عليه كل من مصارف «بغداد»، و«كوردستان الدولي الإسلامي» و«الأهلي العراقي».
