حسين سعيد سعيفان:  تجاوزنا تحديات «كورونا» لتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات الرقمية

Download

حسين سعيد سعيفان:  تجاوزنا تحديات «كورونا» لتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات الرقمية

مقابلات
العدد 499/خاص القطاع المصرفي الأردني

الرئيس التنفيذي المدير العام للبنك الإسلامي الأردني

الدكتور حسين سعيد سعيفان:

تجاوزنا تحديات «كورونا» لتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات الرقمية

وتوفير العديد من المنصّات التي تقدم الخدمات المصرفية لمتعاملينا

يقول الرئيس التنفيذي المدير العام للبنك الإسلامي الأردني الدكتور حسين سعيد سعيفان «لقد إستطاع البنك الإسلامي الأردني تذليل العقبات وتجاوز التحديات التي واجهته جرّاء تأثيرات جائحة كورونا على بيئة الاعمال، وتم تقديم المزيد من الخدمات والمنتجات الرقمية وتوفير العديد من المنصات الرقمية التي تقدم الخدمات المصرفية لمتعاملينا، مع التركيز على مشاريع التحوّل الرقمي التي تُعدّ من أهم إستراتيجيات البنك للسنوات المقبلة، وتقديم الخدمات من خلال قنوات البنك الإلكترونية ومن أهمها إطلاق خدمة فتح الحساب الإلكتروني، وخدمة تحديث بيانات العميل إلكترونياً، وخدمة الدفع للضمان الإجتماعي، والقسيمة الرقمية، وخدمة السحب من الصرّافات الآلية بالبطاقة اللاتلامسية وغيرها من الخدمات، كما كان مصرفنا سبّاقاً في تقديم خدمات رقمية لقطاع الشركات».

في ما يلي الحوار مع الرئيس التنفيذي المدير العام للبنك الإسلامي الأردني الدكتور حسين سعيد سعيفان:

* إختير البنك الإسلامي الأردني كأفضل مؤسسة مالية في الأردن لعام 2022، كيف تُقيّمون هذا النجاح؟ وما هي أبرز إستراتيجيات التطور في البنك؟

– إن إستمرارية حصول مصرفنا على الجوائز من المجلات والمؤسسات العالمية ولأعوام متتالية، والتي كان آخرها حصوله على جائزة أفضل مؤسسة مالية إسلامية في الأردن من مجلة «غلوبال فايننس» هو نتاج جهود مشتركة دؤوبه ومستمرة من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموارد البشرية المؤهلة وثقة متعاملينا، حيث إستطاع مصرفنا وعلى مدار أكثر من أربعين عاماً، أن يُوجه إهتمام الجهات المتخصصة بتسليط الضوء على نجاح المؤسسات المالية الإسلامية، وعرض تجربتها من خلال قوة ونجاح مسيرة مصرفنا وريادته العمل المصرفي الإسلامي وتنفيذه بحرفية تامة لسياسته القائمة على مواجهة مختلف المخاطر والتحديات والمحافظة على متانة المركز المالي، والحفاظ على سلامة وجودة الأصول وتنويع مصادر الدخل وتعزيز الكفاءة التشغيلية، ليستمر بتحقيق نمو في مختلف المؤشرات المالية، حيث نمت ميزانيته العمومية لتصل إلى 7.5 مليارات دولار في العام 2021، ونما صافي الربح والودائع والتمويل بأكثر من 10 % للعام عينه، ويعمل البنك على تلبية إحتياجات عملائه بتقديم مجموعة واسعة من المنتجات المصرفية المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، والتوسع في تقديم الخدمات المصرفية الرقمية والتي تواكب أحدث التطورات التكنولوجية.

ولدى البنك خطة إستراتيجية معتمدة، بالإضافة إلى خطط موازية لها أبرزها خطة التحول الرقمي، وتهدف تلك الخطط إلى تعظيم إلايرادات، وتحسين القدرات التكنولوجية والتحوّل الرقمي وإستغلالها بطرح/تطوير الخدمات والمنتجات، والتنويع في مصادر الأموال وإستخداماتها، وزيادة رضى المتعاملين والموظفين.

ويقوم مصرفنا بالعمل على تحقيق تلك الخطط من خلال تنفيذ مشاريع وطرح منتجات/خدمات جديدة، وتحسين القائم منها، وزيادة وتوسيع الخدمات المقدمة من خلال القنوات الرقمية (إسلامي موبايل، إسلامي إنترنت).

يقوم مصرفنا بتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع، ومنها مشروع التوثق الحيوي (Finger Vein)، مشروع البطاقات الرقمية (Card-On-App)، وخدمة السحب من دون بطاقة، وإيداع الشيكات من خلال أجهزة الصرافات الالية، وطرح المزيد من الخدمات من خلال قنواته الرقمية. كما قام مصرفنا بإطلاق صفحته على منصات YouTube, Facebook, Instagram, LinkedIn لزيادة القدرة على الترويج لمنتجات وخدمات البنك والوصول إلى شرائح مستهدفة. ولإدامة التواصل مع متعاملي البنك، تم إطلاق المساعد الرقمي (إسلامي مسنجر Messenger) وخدمة البنك الناطق ومركز الإتصال المباشر على مدار 24 ساعة.

* كيف تعزّزت بيئة الأعمال بعد جائحة كورونا؟ وما هي أبرز المصاعب أو التحديّات التي تُواجهونها؟

– لقد إستطاع مصرفنا تذليل العقبات وتجاوز التحديات التي واجهته جرّاء تأثيرات جائحة كورونا على بيئة الأعمال، وتم تقديم المزيد من الخدمات والمنتجات الرقمية، وتوفير العديد من المنصات الرقمية التي تقدم الخدمات المصرفية لمتعاملينا، مع التركيز على مشاريع التحول الرقمي التي تُعدّ من أهم إستراتيجيات البنك للسنوات المقبلة، وتقديم الخدمات من خلال قنوات البنك الالكترونية ومن أهمها إطلاق خدمة فتح الحساب الالكتروني، وخدمة تحديث بيانات العميل الكترونياً، وخدمة الدفع للضمان الإجتماعي، والقسيمة الرقمية، وخدمة السحب من الصرّافات الالية بالبطاقة اللاتلامسية وغيرها من الخدمات، كما كان مصرفنا سبّاقاً في تقديم خدمات رقمية لقطاع الشركات.

ويُواجه القطاع المصرفي الأردني سواء الإسلامي أو التقليدي تحديات عديدة، من أبرزها: وضع الإقتصاد العالمي، ثورة التقنيات المالية، التغيّرات المتسارعة في تطلعات وإحتياجات العملاء، أساليب الحياة الجديدة ما بعد كورونا والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

* كيف ترون مستقبل المصارف الاسلامية عموماً وواقعها في الأردن خصوصاً؟

– إن أداء المصارف الإسلامية في مواجهة مختلف التحديات (السياسية والإقتصادية وآثار وتبعات جائحة كورونا على العالم) كان مميَّزاً، ويدعو إلى التفاؤل بمستقبل زاهر للصناعة المصرفية الإسلامية التي إستطاعت تحقيق إنتشار واسع ونجاحات متتالية ومعدلات نمو مرتفعة، رغم التحديات المختلفة، وحسب أحدث التقارير الصادرة مؤخراً، يُتوقع أن يصل حجم أصول التمويل الإسلامي عالمياً إلى حوالي3.47 تريليون دولار في العام 2024 وذلك في ضوء معدل نمو سنوي مُركّب متوقع حوالي 5.5 %، وبالتالي تحقيق نمو إقتصادي أقوى في البلدان التي تدعم التمويل الإسلامي.

أما بالنسبة إلى المصارف الإسلامية في الأردن، فقد إستطاعت أن تُثبت وجودها في القطاع المصرفي الأردني بكل جدارة من خلال إستحواذها على حصة سوقية جيدة في القطاع المصرفي الأردني، فإلى جانب مصرفنا، يوجد ثلاثة مصارف إسلامية أخرى، ويحتل مصرفنا المرتبة الثالثة في القطاع المصرفي الأردني الذي يضم 23 مصرفاً لتصل الحصة السوقية للبنك الإسلامي الأردني، إلى 8.7 %، 9.6 % و11.6 % من الموجودات، ودائع العملاء والتمويل والإستثمار على التوالي كما في نهاية العام 2021، والمرتبة الأولى بين المصارف الإسلامية وبحصة سوقية تُراوح بين 48-50 % للمؤشرات المذكورة سابقاً، ومحققاً معدلات نمو جيدة رغم المنافسة الشديدة، فقد بلغ صافي أرباح البنك قبل الضريبة حوالي 136 مليون دولار والموجودات حوالي 7.5 مليار دولار وأرصدة الأوعية الإدخارية حوالي 6.5 مليار دولار، وأرصدة التمويل والإستثمار حوالي 5.8 مليار دولار، ويتوقع أن يحافظ البنك على نموه وتميزه بتحقيق المزيد من الإنجازات مستقبلاً بإذن الله.

* كيف تنظرون الى سياسات البنك المركزي لجهة تطوير متطلبات النمو؟

– إن السياسات والإجراءات الحصيفة التي يطلقها البنك المركزي الاردني وبالتوازي مع سياسات الإصلاح الإقتصادي للحكومة، تنعكس إيجاباً على أداء ونمو القطاع المصرفي الأردني ليبقى مستقراً وسليماً ومتيناً، حيث إن تبنّي نظام سعر الصرف الثابت يُساهم في دعم الإستقرار المالي والنقدي، ويُعزّز الثقة بالإقتصاد الوطني، وينعكس إيجاباً على القطاع المصرفي الأردني، ليُحقق نتائج جيدة رغم مختلف الأزمات، ويُحافظ على سلامته ومتانة أوضاعه المالية والإدارية، وتمتعه بمستويات جيدة من كفاية رأس المال، إلى جانب تمتّعه بسيولة مريحة، مكّنته من القدرة على تحمّل الصدمات والمخاطر المرتفعة ومواجهة الأزمات، والحفاظ على دوره المهم في دعم الإقتصاد الوطني والمجتمع المحلي، والتوسع في التمويلات والإستثمارات ودعم المشاريع الإنتاجية والتنموية. بالإضافة إلى حرص البنك المركزي وبشكل دائم على إستمرارية إطلاق المزيد من المبادرات المختلفة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقطاعات توريد المواد الاساسية لتمويلها بمعدلات عوائد منخفضة، وتسهيل عمليات المنح حتى لا تتأثر هذه القطاعات بإرتفاع أسعار العوائد، وجهوده التي يبذلها في الحفاظ على التوازن والإستقرار المالي والنقدي وما يُوليه من إهتمام بخصوصية وطبيعة عمل المصارف الإسلامية ودعمها ومساندتها.

* ما هو رأيكم في تكريم الدكتور زياد فريز كأفضل محافظ لعام 2021؟

– أُثمّن قرار إتحاد المصارف العربية بتكريم الدكتور زياد فريز وإختياره كأفضل محافظ لعام 2021 لإستحقاقه هذا التكريم وبكل جدارة، فالدكتور زياد فريز قامة مصرفية وإقتصادية مميزة، إستطاعت أن تحظى بإحترام الجميع محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث تميِّز بالحضور القوي والشخصية المؤثرة والكفاءة العالية والجهود الواضحة، والحنكة الإقتصادية التي ساهمت بقيادة أهم مؤسسة رسمية أُردنية دعمت الإقتصاد الوطني لمواجهة مختلف التحديات، وحظيت بإشادات من كبرى المؤسسات الدولية بناءً على النتائج الإيجابية المتحققة، وذلك من خلال إتباع سياسة نقدية حصيفة ساهمت في تحقيق الإستقرار النقدي من خلال المحافظة على سعر صرف ثابت وقوي للدينار الأردني، ومواكبة التطورات التكنولوجية الجديدة المتسارعة نحو الإقتصاد الرقمي، وإطلاق مبادرات تمويلية لمواجهة تبعات جائحة كورونا للمحافظة على إستدامة عمل القطاعات المختلفة، والإنعكاس الإيجابي على أداء البنوك الاردنية لتبقى تعمل بشكل كفوء وتدعم التنمية الإقتصادية.

وفي هذا المقام، أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور زياد فريز على جهوده وعطائه الكبير، مستلهمين منه العزيمة والإصرار وإتّباع أُسس النجاح والتقدم، ومتمنياً له دوام الصحة والعافية، مع تمنياتي للدكتور عادل شركس بالتوفيق والنجاح في متابعة مسيرة العمل بقيادة دفة البنك المركزي الاردني، وكلي ثقة بقدراته في إستمرارية تعظيم الإنجازات والحفاظ على الإستقرار النقدي والإرتقاء بأداء السياسة النقدية وبكل إقتدار.