خسائر تفجير مرفأ بيروت بالأرقام
خلَّف إنفجار مرفا بيروت في 4 آب/ أغسطس 2020، حفرة يُقدَّر عرضها بنحو 140 متراً، وقد إمتلأت بمياه البحر. وقد سُويِّت بالأرض المستودعات التي إشتعلت فيها النيران، كما تعرَّضت أهراءات الحبوب (صوامع التخزين) المجاورة لها إلى أضرار كبيرة.
تقييم الخسائر
تُراوح الأضرار الإجمالية الناجمة عن الإنفجار الكبير بين 3.8 مليارات دولار، و4.6 مليارات دولار، فيما الخسائر الإقتصادية تُراوح بين 2.9 مليار دولار و3.5 مليارات دولار، وفق تقرير «تقييم بيروت للأضرار والإحتياجات السريع» الصادر عن البنك الدولي.
التجارة والصناعة
وفقاً للبنك الدولي، يوجد حوالي 1500 متجر يقع في الجزء الشرقي من العاصمة اللبنانية بيروت بما في ذلك منطقة وسط المدينة، الصيفي، الأشرفية، مار مخايل، الجميزة،
الكرنتينا وبرج حمود. وثمة ما يقرب من 80 % من هذه المتاجر عبارة عن مشاريع صغيرة (أقل من خمسة موظفين)، في حين أن 13 % منها صغار التجار، و5 % متوسطة الحجم و2 % كبيرة الحجم. وتقع معظم الشركات في المباني السكنية، في محيط منطقة الإنفجار.
كما أن هناك أربعة مراكز تجارية كبيرة تتضمن «أزقة تسوق»، إثنان منها قريبان من موقع الميناء، وقد تعرّض لأضرار بالغة.
وتتضمن منطقة الكرنتينا عشرة إلى 15 صناعة متوسطة إلى كبيرة الحجم، بما في ذلك المطاحن والمواد الغذائية، وأعمال التعبئة والتغليف وتغليف الأسمنت، كذلك مصانع وورش الأثاث. وتقع المطاحن الرئيسية الثلاثة (التي تمثل 55 % من حصة السوق) في نطاق ثلاثة كيلومترات من موقع الميناء، وهي المنطقة التي سجلت أعلى الأضرار المبلّغ عنها.
وفقاً للبنك الدولي، الذي إعتمد على مطالبات التأمين، فإن العديد من الشركات لديها
أبلغت عن مستويات عالية من الأضرار المادية، ولا سيما الأضرار الجزئية للآلات والمعدات. كما فقدت الشركات التجارية والصناعية المخزون بسبب تدمير حاويات الشحن الخاصة بها الموجودة في الميناء.
وفقاً للبنك الدولي، أكثر من 90 % من جميع الصناعات التحويلية المتوسطة إلى الكبيرة
تضررت الصناعات في دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات من موقع الانفجار، بمعدلات متفاوتة.
وقد تم تدمير نحو 3 % من المرافق المتضررة والتي تحتاج إلى إعادة بنائها مجدداً، وتشمل الأضرار المادية وفقدان البضائع المخزنة في الميناء وفي موقع الإنفجار تحديداً.
التعليم
تُقدّر وزارة التربية والتعليم العالي، تكلفة إعادة تأهيل المدارس الإبتدائية والثانوية بمبلغ 22.5 مليون دولار، والتعليم التقني والمهني ومراكز التدريب بنحو 2 مليون دولار (تقرير الوضع الإنساني في لبنان رقم 4، اليونيسف، 19 آب/ أغسطس 2020).
وفقاً لتقديرات وزارة التربية والتعليم العالي، هناك أكثر من 170 ألف طالب على المستوى الوطني، ويُتوقع أن ينتقل عدد كبير منهم (نحو 30 ألف طالب) من المدارس الخاصة إلى المدارس العامة، (40 % من طلاب المدارس الخاصة في بيروت وجبل لبنان)، مما سيُسبّب خسائر كبيرة في الإيرادات، رغم أن المداخيل ستزيد في المدارس الرسمية.
البيئة
المنشآت المتضررة في قطاع البيئة: منشأة الكرنتينا لإعادة تدوير النفايات الصلبة وفرزها (مدمرة)، ومنشأة سماد النفايات الصلبة، برج حمود (ضرر جزئي)، ومرافق تخزين نفايات الرعاية الصحية في ثلاثة مستشفيات في بيروت، ومعدّات جمع ونقل النفايات الصلبة والبيئية، ومعدات المراقبة في المجلس الوطني للبحث العلمي، والجامعة الأميركية في بيروت (أضرار جزئية).الضيافة والسياحة
يُظهر التقييم الأولي أن الأضرار تُراوح بين طفيفة وشديدة. وتقوم وزارة السياحة بإعداد تقييم للأضرار، من قبل المؤسسات المتضررة لتقديم طلباتها إلى الوزارة قبل تاريخ 21 أغسطس/ آب 2020.
هناك 3279 منشأة سياحية في العاصمة بيروت، تأثر منها (دمار كلي أو جزئي) نحو 65 % أي نحو 2141 منشأة تأثرت سلباً بالإنفجار. وقد أُغلقت معظم المرافق السياحية المتضررة إما جزئياً أو مؤقتا. علماً أن ثمة 80 % من المنشآت السياحية في العاصمة بيروت قد تأثرت جراء الأضرار، يليها ثلثا الفنادق والمطاعم، ونحو نصف شركات السياحة والسفر ووكالات تأجير السيارات، الموجودة في بيروت كما سبقت الإشارة وفقاً للبنك الدولي.
الصحة
هناك حاجة ماسة لدعم إعادة بناء مستشفيين على الأقل، وتجهيز المرافق الصحية المتضررة الأخرى. كما أن هناك حاجة للأدوية والمستلزمات الطبية، حيث كان القطاع يعاني بالفعل بسبب الأزمة الإقتصادية الراهنة في لبنان وزيادة حالات «كورونا» – «Covid-19».
البنى التحتية
المنشآت المتضررة في قطاع الكهرباء: تلف ناقل الحركة (محطة تحويل الأشرفية ذات الجهد العالي والمحطة الوطنية)، ومركز التحكم؛ والتوزيع (المحطات الفرعية وخطوط التوزيع والبيانات)، ومركز نظام الفواتير (مؤسسة كهرباء لبنان – المقر الرئيسي (مدمر)، ومقر وزارة الطاقة والمياه (أضرار جزئية).
المساعدات.. ومؤتمر دولي للمانحين بزعامة فرنسا
إنعقد من أجل لبنان، مؤتمر المانحين الدولي في باريس، فيما الأموال ستديرها الأمم المتحدة. وقد أدى المؤتمر الطارئ للمانحين عبر الفيديو، بمشاركة فاعلة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي إستضاف المؤتمر وترأسه، في حضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، و36 دولة ومنظمة دولية، إلى جمع تعهدات بقيمة 253 مليون يورو تقريباً (300 مليون دولار)، للإغاثة الإنسانية العاجلة. وسيتم تنسيق الإستجابة الدولية من قبل الأمم المتحدة.
وقد تقرر أن تكون المساعدات الدولية المشار إليها، في الوقت المناسب وأن تكون كافية ومتسقة مع إحتياجات اللبنانيين، وتسليمها مباشرة إلى اللبنانيين بأقصى قدر من الكفاءة والشفافية، وفق البيان الختامي للمؤتمر.
وأكد البيان الختامي أنه «لن تكون هذه الإلتزامات مشروطة بالإصلاح السياسي أو المؤسسي من قبل القوى العالمية». وقال الرئيس ماكرون خلال المؤتمر: «دورنا هو أن نكون إلى جانب اللبنانيين وألا نخزلهم»، وحث الدول المشاركة على تنحية خلافاتها جانباً، ودعم الشعب اللبناني، فيما طالبت الدول المانحة بالشفافية حيال كيفية إستخدام المساعدات.
أما الدول التي تسلمت التعهدات بالشفافية فهي: الإتحاد الأوروبي، أستراليا، بلجيكا، البرازيل، كندا، قبرص، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الكويت، هولندا، النرويج، قطر، سويسرا، والمملكة المتحدة.
منظمات دولية
جمعت الأمم المتحدة 15 مليون دولار (6 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ)، ونحو 8.5 ملايين دولار من صندوق لبنان الإنساني، وأطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نداء إنسانياً عاجلاً لجمع 565 مليون دولار، وأطلقت «اليونيسف» نداءً عاجلاً للتمويل يتطلب 46.7 مليون دولار للإستجابة للإحتياجات الفورية للأطفال وعائلاتهم في أعقاب الإنفجار.
الصليب الأحمر- الوطني والدولي
وزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مواد طبية طارئة – إمدادات إلى 12 مستشفى في بيروت وضواحيها، وتم إطلاق الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء لجمع 20 مليون فرنك سويسري (21.8 مليون دولار) لتوسيع نطاق الدعم الطبي الطارئ وإغاثة اقتصادية للناجين من إنفجار الميناء.
وتبرعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بأجهزة كهربائية من بينها ثلاجات وهواء مكيفات الهواء وأجهزة التلفزيون للأشخاص المتضررين من الإنفجار. وبدأت جمعية الهلال الأحمر القطري إستجابة فورية: 50 مليون ريال قطري (13.7 مليون دولار) جمعت لتقديم الإغاثة والمساعدات الطبية والغذائية. وتبرّع الصليب الأحمر السنغافوري بمبلغ 50 ألف دولار للصليب الأحمر اللبناني، ودعم الصليب الأحمر الإسباني الصليب الأحمر اللبناني بمبلغ 100.000 يورو (110.000 دولار). وخصّص الصليب الأحمر السويسري 500 ألف فرنك سويسري (550 ألف دولار) للمساعدة الطارئة، وتبرّع الهلال الأحمر التركي للصليب الأحمر اللبناني بـ 10000 قناع جراحي،1000 بدلة واقية، 1152 كيس دم، 100 نظارة واقية، 20000 قفازات.
في المحصلة، أدى الإنفجار الذي هز بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020 إلى تفاقم الأزمة المعيشية لدى اللبنانيين، الذين كانوا يرزحون تحت وطأة أسوأ أزمة إقتصادية في تاريخهم، الأمر الذي دفع بعدد من دول العالم لإرسال مساعدات عاجلة، وفي مقدمة هذه الدول فرنسا التي تواصل إرسال المساعدات بالتعاون مع منظمات وجمعيات المجتمع المدني.