المصارف اللبنانية والمغربية والبحرينية والإماراتية في الطليعة
طوّرت المصارف العربية شبكة إنتشار خارجي واسعة وبأشكال قانونية عديدة كفروع ومكاتب تمثيل ومصارف شقيقة أو تابعة، وذلك لأسباب عدة أبرزها محدودية بعض الأسواق المحلية، وخدمة قاعدة العملاء العرب في دول الإنتشار، والمنافسة المحلية الشديدة، والفرص الإستثمارية الواعدة في الخارج.
تُلقي هذه الدراسة، التي أعدّتها إدارة الدراسات والبحوث في الأمانة العامة لإتحاد المصارف العربية، الضوء على الإنتشار الخارجي (خارج المنطقة العربية) لفروع أكبر 10 مصارف في عدد من الدول العربية (المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، لبنان، الأردن، مصر، المغرب، تونس، الجزائر، وليبيا)، لأن هذه المصارف تسيطر على الجزء الأكبر من شبكة الفروع الخارجية في تلك الدول بشكل خاص، وفي الدول العربية بشكل عام.
تنتشر فروع المصارف العربية اليوم في ست قارات وأكثر من 36 دولة حول العالم. يُظهر الجدول رقم 1 الإنتشار المصرفي العربي الكبير في القارة الأوروبية، بدءاً من المملكة المتحدة وفرنسا وقبرص وسويسرا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، وصولاً إلى هولندا وبيلاروسيا ومالطا وموناكو ورومانيا وإسبانيا. كما توسّعت المصارف العربية باتّجاه أميركا الشمالية (الولايات المتحدة الأميركية) وأميركا الجنوبية (البرازيل) وأفريقيا (ساحل العاج، الكونغو، توغو، بوركينافاسو، مالي، النيجر، غينيا بيساو، السنغال، الغابون، الكاميرون، وجنوب أفريقيا)، وأخيراً أستراليا. بالإضافة إلى وجود فروع لهذه المصارف في دول غرب آسيا (تركيا وأرمينيا) وشرق آسيا (الصين، هونغ كونغ، كوريا الجنوبية، وماليزيا، وسنغافورة)، وجنوب آسيا (الهند وباكستان وإندونيسيا).
تتميز المصارف اللبنانية والمغربية والبحرينية والإماراتية بأكبر شبكات إنتشار عالمي، على التوالي. وتتركز فروع المصارف العربية الخارجية في المملكة المتحدة (24 مصرفاً، 15 منها خليجي) وفرنسا (17 مصرفاً)، وقبرص (15 مصرفاً) تقدم خدمات مصرفية للشركات والأفراد. ويعمل في سويسرا 10 مصارف عربية (4 منها لبنانية)، معظمها مصارف خاصة (Private Banks) تقدم خدمات استشارية وتقوم بإدارة ثروات واستثمارات العرب عموماً والخليجيين خصوصاً، مستفيدة من الإستقرار السياسي والإقتصادي، والعملة المستقرة، والسرية المصرفية.
كما يعمل في قبرص 3 مصارف أردنية و12مصرفاً لبنانياً نتيجة القرب الجغرافي الذي جعل قبرص ملاذاً آمناً وقريباً لأموال اللبنانيين خلال الحروب والأزمات، بالإضافة إلى التسهيلات الإدارية والفرص الإستثمارية خصوصاً في القطاع العقاري.
وتجدر الإشارة إلى تواجد فروع للمصارف الخليجية في الهند وباكستان نتيجة العمالة الوافدة من هذه الدول إلى دول الخليج، خاصة السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
وتدير المصارف المغربية (خصوصاً التجاري وفا بنك) فروعاً عدة في أوروبا وافريقيا بسبب المنافسة المحلية، خصوصاً من المصارف الفرنسية العاملة في المغرب وضيق حجم السوق المغربي المحلي.
من جهة أخرى، يبقى الإنتشار الخارجي لأكبر 10 مصارف مصرية (بإستثناء البنك الأهلي المصري وبنك مصر) والجزائرية محدوداً بالرغم من حجم وانتشار الجالية المصرية والجزائرية حول العالم، وذلك لأن معظمها مصارف مملوكة من الدولة ولأن الأسواق المصرية والجزائرية كبيرة جداً وغير مخدومة مصرفياً بشكل كاف (Under banked) حتى الآن، ما يدفع تلك المصارف إلى التركيز على أسواقها المحلية، فلا تضطر المصارف الكبرى العاملة في هاتين الدولتين إلى الإنتشار. أما تونس، فقطاعها المصرفي صغير نسبياً وتركز المصارف التونسية على السوق المحلية بشكل أساسي.
وعلى صعيد المصارف، يتميز التجاري وفا بنك (المغرب) بأكبر شبكة من الفروع الخارجية في عدد من الدول الأوروبية والإفريقية، يليه البنك العربي (الأردن)، فبنك أبو ظبي الوطني (الإمارات)، وبنك قطر الوطني (قطر)، ومجموعة البنك الشعبي (المغرب).
إعداد: الأمانة العامة لإتحاد المصارف العربية
إدارة الدراسات والبحوث