أصدرت «طومسون رويترز»، المزود العالمي للمعلومات الذكية للشركات والمحترفين، أمس تقريرها الفصلي حول الاستثمار المصرفي في منطقة الشرق الأوسط، أشارت فيه إلى أن رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط بلغت 462.1 مليون دولار خلال النصف الأول من 2017، بانخفاض نسبته 15 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، لافتة الى ان إجمالي إصدارات الديون في الشرق الأوسط بلغ 57.4 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من 2017 بنمو نسبته 53 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما عمولات إصدارات الديون فبلغت 136.9 مليون دولار، بارتفاع نسبته 88 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهي أقل قيمة مسجلة في النصف الأول منذ بداية إصدار البيانات في 2000.
وقال المدير العام للشرق الأوسط وشمال آفريقيا «طومسون رويترز» نديم نجار «ارتفعت عمولات إصدارات الأسهم بنسبة 36 في المئة إلى 39.7 مليون دولار. أما إجمالي رسوم عمليات الاندماج والاستحواذ المنجزة فبلغ 98 ملايين دولار خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بانخفاض 20 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهو أقل أداء مسجل في نصف أول منذ 2012. وتراجعت رسوم القروض المجمعة بنسبة 41 في المئة على أساس سنوي إلى 187.6 مليون دولار، وهي أقل حصة مسجلة في ثلاث سنوات».
أضاف «استحوذت عمولات إصدارات الديون على 30 في المئة من إجمالي رسوم الأنشطة المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط، وهي أعلى حصة مسجلة في ستة أشهر منذ 2001. وشكلت رسوم القروض المجمعة 41 في المئة من إجمالي الرسوم، أما رسوم الاستشارات الخاصة بصفقات الاندماج والاستحواذ وعمولات إصدارات الأسهم فشكلا 21 في المئة و9 في المئة على التوالي».
واستحوذ بنك «أتش أس بي سي» على معظم رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من عام 2017، ليجمع 29.2 مليون دولار، أي ما يشكل 6.3 في المئة من إجمالي الرسوم. وتصدر بنك «يو بي أس» قائمة المشاركات في عمليات الدمج والاستحواذ المنجزة بحصة تبلغ 20 في المئة من رسوم الاستشارات، في حين حصل بنك «جيه بي مورغان» على المركز الأول من حيث رسوم إصدارات الديون. بينما احتلت «إي أف جي هيرميس» المركز الأول من ناحية رسوم الاكتتابات بالأسهم، مسجلة 12.4 مليون دولار، أي 31 في المئة من إجمالي رسوم الاكتتابات بالأسهم. أما البنك الصناعي والتجاري الصيني فاستحوذ على أعلى قيمة لرسوم ترتيب القروض المشتركة في الشرق الأوسط.
وبلغت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في الشرق الأوسط 20.1 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2017، أي أكثر بمقدار 8 في المئة عن النصف الأول من العام الماضي. وتمثلت أكبر صفقة استحواذ في منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من عام 2017 بشراء شركة «ترونكس» الأميركية لأصول قطاع «ثاني أكسيد التيتانيوم» لشركة «كريستال» السعودية مقابل 2.2 ملياري دولار، لتصل بذلك قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة إلى 6.6 مليارات دولار، وهي أقل قيمة نصف سنوية في 11 عاماً. وانخفضت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية وضمن نطاق الشرق الأوسط بنسبة 46 في المئة لتبلغ 2.8 ملياري دولار، بينما سجل نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة هبوطاً بنسبة 13 في المئة عن النصف الأول من العام الماضي لتصل إلى 8.3 مليارات دولار. وتصدر قطاع الطاقة والكهرباء قائمة القطاعات الأكثر نشاطاً في الشرق الأوسط، ليستحوذ على 41 في المئة من صفقات الاندماج والاستحواذ من حيث القيمة، أما القطاع المالي فكان الأول من حيث عدد الصفقات.
واستحوذ قطاع الطاقة على ست من أكبر عشر صفقات تم الإعلان عنها في المنطقة حتى الآن خلال عام 2017، وكان أكبرها قيام شركة التكرير السعودية، التابعة والمملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، بدفع 2.2 ملياري دولار إلى «رويال داتش شل» بعد فصل أصولهما وأعمالهما في مشروع تكرير النفط المشترك «موتيفا إنتربرايزيز».
وتصدر بنك «أتش أس بي سي» قائمة المشاركات في عمليات الاستحواذ والاندماج في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الحالي. في حين احتل «مورغان ستانلي» و«سيتي بنك» المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وبلغ إجمالي إصدارات الأسهم والأسهم المرتبطة بحقوق المساهمين في الشرق الأوسط خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مليار دولار، أي أقل بنسبة 72 في المئة من القيمة المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، وهي أقل قيمة نصف سنوية مسجلة بأول ستة أشهر منذ 2004.
وفي ما يتعلق بأسواق الأسهم، جمعت خمسة طروحات أولية 603.3 ملايين دولار، أي 60 في المئة من إجمالي النشاط بالنصف الأول من 2017. فقد جمعت شركة ADES لخدمات الحفر في المنشآت النفطيّة، ومقرها دبي، 243.5 مليون دولار من خلال طرح لأسهمها في بورصة لندن، وهو أكبر اكتتاب عام تشهده المنطقة خلال العام الحالي. أما حصة الإصدارات المالية اللاحقة فشكلت 40 في المئة من النشاط الكلي. واحتل بنك الكويت الوطني المركز الأول من حيث ترتيب إصدارات الأسهم بمنطقة الشرق الأوسط، بحصة سوقية بلغت 24 في المئة.
وتلقت سوق إصدارات الديون في الشرق الأوسط دعماً قوياً من قيام المملكة العربية السعودية بإصدار صكوك بقيمة 9 مليارات دولار في نيسان الماضي، ومن بيع الكويت سندات في الأسواق الدولية بقيمة 8 مليارات دولار خلال آذار الماضي، ليصل إجمالي إصدارات الديون في الشرق الأوسط 57.4 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من 2017 بنمو نسبته 53 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما أنها القيمة الأعلى المسجلة في أول نصف من السنة منذ بدء رصد الإصدارات في 1980.
وتصدرت السعودية قائمة الدول الأكثر نشاطاً في أسواق الديون بالشرق الأوسط، بحصة تبلغ 21 في المئة، تلتها الكويت بحصة 18 في المئة. وارتفع حجم إصدارات الديون الإسلامية على مستوى العالم 50 في المئة ليصل إلى 31.4 مليار دولار أميركي منذ بداية العام الحالي.
وتصدر بنك «مورغان ستانلي» تصنيف الشرق الأوسط لصفقات الاندماج والاستحواذ خلال النصف الأول من عام 2017، بحصة سوقية بلغت 13.4 في المئة، في حين احتل بنك «أتش أس بي سي» المرتبة الأولى في ترتيب إصدارات الديون الإسلامية بحصة سوقية بلغت 12.3 في المئة.