هناك فجوة استثمارية كبيرة بين الشركات الناشئة التي يقودها الرجال، وتلك التي تقودها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولعل سد الفجوة بين الجنسين قد يؤدي إلى فتح فرص اقتصادية أمام المنطقة، قد تصل قيمتها إلى 2.7 تريليون دولار بحلول عام 2025، وفقاً لتقرير عن التنوع بين الجنسين في مجالس إدارات الشركات.
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تكون ساحة جديدة لروّاد الأعمال، لكنها مازالت لا تمنح فرصاً متكافئة لرائدات الأعمال. ففي السنوات القليلة الماضية، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بين اتجاهات أخرى، توسعاً كبيراً في الأعمال والمشاريع والاستثمارات، وظهور العديد من الشركات الناشئة.
وبحسب تقرير صادر عن ومضة وديجيتال دايجست، جمعت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمويلاً بقيمة 3 مليارات دولار في عام 2022. وفي أكتوبر، سجلت استثمارات بقيمة 646 مليون دولار.
ومن هذا المبلغ، تلقت الشركات الناشئة في الإمارات 460 مليون دولار، ومصر 113 مليون دولار، والسعودية 70 مليون دولار. ورغم أن النمو كان إيجابياً للشركات في المنطقة، فإنه لم يكن كذلك بالنسبة للشركات الناشئة، التي تقودها النساء، والتي جمعت %0.06 فقط من إجمالي التمويل.
وفي حين أن الشركات، التي يقودها رجال بالكامل، تلقت %99.47 من إجمالي الاستثمارات، حصلت الشركات الناشئة، التي يشارك في تأسيسها رجال ونساء، على %0.47 فقط من التمويل.
تفاوت عالمي
على الصعيد العالمي، يسود التفاوت بين الجنسين جميع جوانب الهيكل الاقتصادي. فبحسب تقرير بشأن الفجوة بين الجنسين في العالم لعام 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تمثل ثاني أكبر فجوة بين الجنسين في القوى العاملة بعد جنوب آسيا.
وفي تقرير بعنوان «التنوع بين الجنسين في مجالس الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي»، سلطت شركة ستيت ستريت غلوبل أدفايزرز الضوء على أن سد الفجوة بين الجنسين يمكن أن يضيف 2.7 تريليون دولار إلى اقتصادات المنطقة، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، بحلول عام 2025.
ومن أصل 2.4 مليار دولار، التي تم استثمارها في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام (يناير – سبتمبر 2022)، تلقت الشركات الناشئة، التي تقودها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، %2 فقط، أقل من 50 مليون دولار، تمثل 38 شركة ناشئة تقودها نساء من أصل 482 شركة ناشئة.
جمع الأموال.. أكبر العقبات
استناداً إلى إجابات 125 رائدة أعمال ومؤسسة لشركات ناشئة، فإن غالبية %57.8 من المؤسسات يعتقدن أن المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أقل احتمالاً للاستثمار في الشركات الناشئة، التي تقودها النساء مقارنة بالمستثمرين العالميين.
واحتلت عملية جمع الأموال المرتبة الأولى من بين العقبات، التي تواجهها المؤسسات، تليها قلة اهتمام أو معرفة المستثمر بقطاع مؤسسة الشركة الناشئة أو نشاطها، وانعدام الرؤية أو النماذج التي تُحتذى. وشملت العوامل الأخرى التوقعات المجتمعية ونقص المعرفة المالية والعثور على مؤسس مشارك.