تحت عنوان “التحول إلى البيئة في الخليج.. الاستدامة في قطر” نشرت مجلة the businessyear مقالا استعرضت من خلاله خطط الاستدامة في قطر وأبرز المشاريع التي يجري التخطيط لها في هذا الصدد وفي مقدمتها مشاريع توسعة إنتاج الغاز. وقالت المجلة إن الاستراتيجيات الجديدة من القطاعين العام والخاص تهدف إلى تحقيق انتقال سلس لاستخدات الطاقة النظيفة في قطر. وتقول المجلة: قطر هي أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تم توريد حوالي 80 مليون طن في عام 2021، على غرار الولايات المتحدة وأستراليا من حيث الحجم. وتهدف الدولة إلى توسيع الإنتاج إلى 110 ملايين طن سنويا كجزء من المرحلة الأولى من خطط التوسعة الجديدة، ورفعها لاحقًا إلى 126 مليون طن بحلول عام 2027.
قطر للطاقة
في الربع الثاني من عام 2021، أعادت قطر للبترول تسميتها إلى قطر للطاقة، وهي خطوة رمزية لكنها تشير إلى مدى جدية قطر في التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة وتعكس استراتيجية جديدة والتركيز على كفاءة الطاقة والتكنولوجيا الصديقة للبيئة مثل عزل ثاني أكسيد الكربون. وقطر للطاقة هي من بين أفضل 10 شركات غير مدرجة في قطر، وتعمل بشكل وثيق مع وكالات التخطيط الحكومية، والهيئات التنظيمية، وهيئات صنع السياسات. وتستخدم شركة قطر للطاقة الكثير من تجارتها في حقول نفط الشمال، والتي تغطي أكثر من 6000 كيلومتر مربع وتحتوي على ما يقرب من 10 ٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج في العالم. وفي عام 2017، أعلنت شركة قطر للطاقة عن توسعة الحقل، الأمر الذي سيزيد من الطاقة الإنتاجية لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال بنسبة تصل إلى 43٪ سنويا. ويلعب هذا التوسع دورا رئيسيا في رؤية قطر الوطنية 2030، وهي خطة واسعة النطاق تتوخى تنويع الاقتصاد، لا سيما أنها ستسمح للبلد بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير.
التنمية المستدامة
وتشتهر قطر أيضا بالتكلفة المنخفضة التي تنتج بها الغاز الطبيعي المسال، كما أنها حريصة على الاضطلاع بدور رائد في التنمية المستدامة، ليس فقط في قطاع الهيدروكربونات ولكن عبر اقتصادها. وفي أكتوبر 2021، أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، قرارا أميريا بإنشاء وزارة البيئة وتغير المناخ وعين الشيخ فالح بن ناصر آل ثاني وزيراً لهذه الوزارة، والذي يتمثل دوره الآن في حماية وقيادة النمو في الاقتصاد الأخضر بناءً على بروتوكولات ومؤشرات الأداء الرئيسية. ومن جهة أخرى، وافق مجلس الوزراء على الخطة الوطنية لتغير المناخ، وهي إطار يعكس الاستراتيجيات طويلة المدى التي يجري اتباعها للاستجابة بفعالية لأزمة المناخ. تتضمن الخطة 35 إجراء وأكثر من 300 مبادرة تشمل الأبحاث والمدن الذكية والنقل الأخضر والطاقة النظيفة وكأس العالم لكرة القدم المستدامة من حيث إدارة المرافق والبنية التحتية. وتم التخطيط لأدوار رئيسية لمراكز البحث مثل واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة (QEERI)، والتي ستلعب دورًا حيويًا كمراكز وحاضنات للحفاظ على البيئة وقيادة فكر الاستدامة، كما تساعد أيضًا في تجسير المهارات الفجوة وتشجيع التدفق الحر للمعرفة والتقنيات الجديدة إلى البلاد.
أحدث طراز
وتعد قطر موطنًا لمنطقتين على أحدث طراز معماري ذكي وصديق للبيئة، وهما مدينة لوسيل ومشيرب قلب الدوحة، واللتان صممتا لتجمعا بين التكنولوجيا الصديقة للبيئة والتخطيط الحضري الأمثل. ومشيرب قلب الدوحة، الحائزة على جائزة كأول مشروع تجديد مستدام في العالم، تقلل من الحاجة إلى استخدام السيارات الشخصية، وتحافظ على المياه من خلال تطبيق طرق إدارة جديدة، وتقلل استخدام الموارد بنسبة 30٪، وتزيد من كفاءة الطاقة من خلال إنشاء الألواح الشمسية التي توفر الكهرباء، والماء الساخن. كما أن مدينة لوسيل مدينة ذكية بنظام تبريد يوفر 65 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهي من بين أكبر المدن في العالم. وبينما تستعد قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، فهي حريصة على إبراز أوراق اعتمادها الخضراء على المستوى العالمي. في الواقع، وتم تصميم ملاعبها لتستهلك 30٪ طاقة أقل و40٪ ماء أقل من الملاعب ذات الأحجام المماثلة. وبينما تسعى الدولة لتحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25٪ بحلول عام 2030، فإن رؤية قطر واضحة وخططها جريئة لتحقيق هذه الأهداف.
العلاقات الدافئة
ويقول محللون وخبراء في مجال الطاقة إن العلاقات الدافئة لقطر، عملاق الغاز، مع الولايات المتحدة وأوروبا، هي علامة على تحول تحالفات الطاقة. وقد تزامنت طموحات قطر لتنمية أعمالها في مجال الغاز الطبيعي المسال مع الطلب المتزايد على الطاقة من قبل الدول الغربية وسط التعافي من وباء كورونا. وقال فاندانا هاري، الرئيس التنفيذي لشركة Vanda Insights: “إن حرب أوكرانيا تعيد رسم خريطة الأصدقاء والأعداء العالميين، لذلك ربما ندخل مرحلة طاقة جديدة هنا”. “إن استمالة الولايات المتحدة لقطر يندرج بشكل جيد في سياق محاولة الولايات المتحدة تأمين المزيد من سبل الغاز لأوروبا لتحل محل الجزيئات الروسية”. وكانت قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم العام الماضي، حيث بلغ إجمالي الإمدادات 110.2 مليار متر مكعب من الغاز المكافئ، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز جلوبال. تلتها أستراليا (107.2 مليار متر مكعب) والولايات المتحدة (96.3 مليار متر مكعب). وتوفر قطر حوالي 5٪ من الطلب الأوروبي على الغاز، وتسلم 23 مليار متر مكعب في عام 2021، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز جلوبال. وأظهرت البيانات أن أكبر أسواقها كانت إيطاليا (6.6 مليار متر مكعب) والمملكة المتحدة (6.2 مليار متر مكعب) وبلجيكا (3 مليار متر مكعب) وإسبانيا (2.7 مليار متر مكعب) وبولندا (2.4 مليار متر مكعب). وآسيا هي أكبر سوق في دول الخليج لتسليم الغاز الطبيعي المسال، بإجمالي 78.5 مليار متر مكعب تم تسليمها في عام 2021، مع الهند وكوريا الجنوبية والصين واليابان أكبر المشترين.