القادة المشاركون ثمّنوا مبادرات السعودية في مجال البيئة والمناخ
«قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»: لخفض الإنبعاثات الكربونية وإزالتها
الرياض: مبادرة عالمية لتقديم حلول الوقود النظيف
لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص في العالم
وإنشاء صندوق للإستثمار في حلول تقنيات الإقتصاد الدائري للكربون في المنطقة
القادة المشاركون في أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
أعلنت «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» في بيان رئاسي، «أن القادة والمشاركين الكبار عرضوا خلال أعمال القمة، الحزمة الأولى من البرامج والمشاريع التي أعلنتها المملكة العربية السعودية والتي تستهدف الإسهام في تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة المتمثلة في دعم الجهود والتعاون في المنطقة لخفض الإنبعاثات الكربونية وإزالتها».
وجمعت القمة، التي إنعقدت في العاصمة السعودية الرياض، بدعوة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قادة دوليين وإقليميين بارزين، ومشاركة مؤسسات حكومية ومنظمات وجمعيات أهلية من أجل التوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الإلتزامات البيئية المشتركة، وبدء مرحلة جديدة من ديبلوماسية المناخ والتعاون الدولي، من أجل تعزيز العمل المناخي على نطاق واسع وسريع.
وتضمّنت المبادرة أكبر برنامج لإعادة التشجير في العالم، ويشمل زراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط، وإستعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة أي ما يمثل 5 % من الهدف العالمي، مما يُحقق تخفيضاً بنسبة 5.2 % من معدلات الكربون العالمية، إلى جانب تخفيض 60 % من معدلات الإنبعاثات الكربونية الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة، فضلاً عما ستحققه الجهود المشتركة من تخفيض في الإنبعاثات بنسبة تتجاوز 10 % من المساهمات العالمية.
ولي العهد السعودي
وفي إفتتاح أعمال القمة، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مبادرات للمناخ بقيمة 39 مليار ريال (10.4 مليارات دولار) تساهم السعودية بـ 15 % منها.
وأعلن بن سلمان في كلمته «تأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف في المنطقة، كذلك تأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، ومركز إقليمي لإستمطار السحب، وإنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الإقتصاد الدائري للكربون، ومؤسسة المبادرة الخضراء غير الربحية لدعم أعمال القمة مستقبلاً».
البيان الختامي
وتحدث البيان الختامي «أن القادة إتفقوا على أهمية العمل سوياً لتحقيق أهداف المبادرة، حيث ستعمل المملكة على إنشاء منصة تعاون دولية لتطبيق مفهوم الإقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغيّر المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لإستخلاص الكربون وإستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف للإسهام في تقليل المخاطر الصحية الناتجة عن موجات الغبار، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية للإسهام في رفع التنوع البيولوجي البحري وخفض مستوى الإنبعاثات في قطاع الأسماك وغيرها الكثير».
أضاف البيان: «كما تنوي العاصمة السعودية الرياض إنشاء مبادرة عالمية للإسهام في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص في العالم، وإنشاء صندوق للإستثمار في حلول تقنيات الإقتصاد الدائري للكربون في المنطقة. في حين يبلغ إجمالي الإستثمار في هاتين المبادرتين نحو 39 مليار ريال، وستُسهم المملكة في تمويل قرابة 15 % منها، وذلك نظراً إلى أهمية البيئة والغطاء النباتي في أفريقيا».
ودعت القمة، بحسب البيان إلى «تكثيف التنسيق والعمل المشترك للمحافظة عليه وتنميته، إضافة الى تأسيس مؤسسة المبادرة الخضراء كمؤسسة غير ربحية مستقلة لدعم القمة ورفع مستوى التنسيق».
وثمّن القادة المشاركون في القمة «مبادرات المملكة وجهودها في مجال البيئة والتغيّر المناخي، شاكرين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على قيادته هذه الجهود».
تبنِّي «الإقتصاد الأخضر»
وكانت شهدت مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، توجهاً من قبل القادة المشاركين في القمة، لتبنّي «الإقتصاد الأخضر»، الذي يهدف إلى الحدّ من المخاطر البيئية، وتحقيق التنمية المستدامة من دون أن تؤدي إلى حالة من التدهور البيئي.
وخلال كلمته بالمبادرة، قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي: «إن كأس العالم لكرة القدم 2022 سيكون أول بطولة خالية من البصمة الكربونية»، مشيراً إلى «زراعة مليون شجرة قبل بدء المنافسات و10 ملايين شجرة في حلول العام 2030».
وذكرت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد «أن موازنة العام المالي الحالي المنتهية في يونيو/حزيران 2022، تتضمن 691 مشروعاً أخضر بإستثمارات 447 مليار جنيه (28.47 مليار دولار) في 12 قطاعاً». وقالت: «نستهدف أن تشكل المشروعات الخضراء 30 % من مشروعات الحكومة في حلول العام 2024».
وقال نائب رئيس الوزراء العراقي علي علاوي: «إن بلاده تخطط لإنتاج 7.5 غيغاوات قبل نهاية العام 2023، لسد فجوة الطاقة الحالية، وللوصول إلى 12 غيغاوات طاقة شمسية خلال السنوات العشر المقبلة».
من جهتها، دعت رئيسة وزراء تونس نجلاء بودن، الدول المانحة إلى «زيادة ضخ التمويل إلى الدول النامية، لدفع تقدمها نحو الإقتصاد الأخضر».
وذكر رئيس وزراء باكستان عمران خان، «أن 60 % من الطاقة في بلاده ستكون نظيفة في حلول العام 2030، و30 % من النقل والموصلات ستكون كهربائية».
من جهته، أشار رئيس وزراء المغرب عزيز أخنوش إلى «أن بلاده تستهدف خفض الإنبعاثات الدفيئة بنسبة 45 % في حلول العام 2030، وغرس 500 ألف نخلة سنوياً في إطار الإستراتيجية الفلاحية الجديدة».
مكتوم بن محمد ترأّس وفد دولة الإمارات
وكان الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، قد ترأس وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» في الرياض.
وثمّن آل مكتوم «الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وبمتابعة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مختلف المجالات ولا سيما تلك التي تعود بالنفع والمصلحة على الشعوب الخليجية والمنطقة العربية عموماً، حيث تعكس قمة الشرق الأوسط الأخضر حرص المملكة وقيادتها الحكيمة على إحداث نقلة نوعية حقيقية في مجال الحفاظ البيئي في المنطقة».