مجموعة البركة عقدت ندوتها السنوية الثامنة والثلاثين
عقدت مجموعة البركة المصرفية ندوتها السنوية الثامنة والثلاثين في مدينة جدة – السعودية، وحضرها عدد كبير من المهتمين بشؤون المصرفية الإسلامية، ومن الخبراء والفقهاء، وتركزت أبحاثها ومناقشاتها حول جملة من الموضوعات في مقدمتها المواضيع الاقتصادية، والمعاملات المالية في الصيرفة الإسلامية، وأثر القوانين المدنية على نمو وتطوير صناعة الخدمات المصرفية الإسلامية.
وقد ترأس الندوة، رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة، ورئيس مجلس الأمناء لوقف «إقرأ» للإنماء والتشغيل الشيخ صالح كامل، الذي افتتحها بكلمة تطرّق فيها إلى مفهوم الاقتصاد الإسلامي، ودعا أصحاب الأموال إلى الاستثمار في إعمار الأرض وقال: «لو فعلنا ذلك وركّزنا على إعمار الأرض وتشغيل الناس لما كُنا في ذيل الأمم، ولما ظهرت البطالة ولما ظهر الإرهاب، فالبطالة هي أساس كل سوء في مجتمعاتنا، فالجميع يعلم بعلم التنمية المستدامة الموجود في الغرب، والذي يعجز أي باحث في الشرق أو الغرب أن يلخص هذا العلم أبلغ من الأحاديث النبوية، فالعلوم الجديدة قد طورت في الغرب وأصولها لديننا، فالإسلام يفضل المستقبل عن الحاضر».
وأضاف كامل «للأسف كلمة إعمار تعني في الوهلة الأولى لدى الكثيرين هي بناء أطول الأبراج وأضخمها في العالم واختصرت على المباني فقط، وأصبحنا عالة على تراث السلف الذين اجتهدوا ولم نقدم نحن اجتهاداً يوازي ذلك، بل فقط نبحث عن ما أوردوه لنا، فهناك معانٍ كثيرة في القرآن لم نصل لتفسيراتها إلى الآن ورغم ذلك فإن كافة العلوم الجديدة في الغرب جميع أصولها موجودة في كتاب الله وسنَّة رسوله، لذا نحن بحاجة إلى تكريس الجهود في تكريس علوم القرآن في مجتمعاتنا».
كما تحدث في الندوة الرئيس التنفيذي في مجموعة البركة المصرفية عدنان أحمد يوسف، فأشار إلى أهمية معاني تزايد الاهتمام العالمي بالمصرفية الإسلامية ومميزات الاستقرار التي يتّسم بها التمويل الإسلامي. وتحدث عن تجربة وأداء مجموعة البركة، معتبراً أنها مثال يُحتذى في نجاح المصرفية الإسلامية وفقاً لمعاييرها وقيمها في إرساء تجربة متقدمة لا تقاس نجاحاتها وفقاً لمؤشرات القياس الكمية، موضحاً أن المؤشرات قد تخفي في كثير من الأحيان الحقائق النوعية الأكثر أهمية والتي لا يمكن قياسها إلا من خلال المعايشة للتجربة في مجموعة البركة المصرفية، وكيف انتقلت على مدار عقد من الزمن من مجموعة وحدات متناثرة لا يجمعها رابط واحد سوى حكمة ورؤية مؤسسها صالح كامل. واستشهد الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية بمؤشرات الإنجاز الكمية خلال الفترة من 2003 وحتى نهاية آذار/ مارس 2017، حيث ارتفع حجم الأصول من 4.1 مليارات دولار في نهاية عام 2003 إلى نحو 23.4 مليار دولار في نهاية آذار/مارس 2017 بمعدل نمو سنوي قدره 14 في المئة، وبارتفاع حجم الاستثمار والتمويل من 2.7 مليار دولار في نهاية العام 2003 إلى ما يقارب الـ 17.7 مليار دولار في نهاية آذار/ مارس 2017 بمعدل نمو سنوي قدره 15 في المئة، وبارتفاع حجم حسابات العملاء من 3.5 مليار دولار في نهاية العام 2003 إلى 19.1 مليار دولار في نهاية آذار/مارس 2017 بمعدل نمو سنوي قدره 14 في المئة، وبارتفاع حجم حقوق الملكية من 490 مليون دولار في نهاية العام 2003 إلى حوالي 2 مليار دولار في نهاية آذار/مارس 2017 بمعدل نمو سنوي قدره 11 في المئة، وبارتفاع مجموع الدخل التشغيلي للمجموعة من 182 مليون دولار خلال العام 2003 ليتجاوز المليار دولار خلال العام 2016 بمعدل نمو سنوي قدره 14 في المئة.
كما شهدت الندوة تقديم عدد من الأبحاث حول مفهوم الربا وكيفية تطبيق الأحاديث النبوية على المعاملات المالية المعاصرة.