متحدثاً عن الصيرفة الإسلامية والشباب العربي

Download

متحدثاً عن الصيرفة الإسلامية والشباب العربي

موضوع الغلاف
ملف خاص

متحدثاً عن الصيرفة الإسلامية والشباب العربي

رئيس مجموعة البركة المصرفية الشيخ صالح كامل:

طموحي أن يكون لدينا إقتصاد قوي في السعودية

على أسس سليمة وإيجاد فرص عمل للناس

 

في حديث شامل عن الصيرفة الإسلامية والشباب العربي، نستذكر رجل الأعمال والإستثمار العربي، رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية الشيخ صالح عبد الله كامل حين قال إن «من أهم مفاتيح النجاح التي تحققت في حياتي، هي معرفة نفسك، بمعنى عندما تعرف نفسك تنجح، إذ إن هناك أناساً يعيشون إلى منتصف العمر لكنهم لا يعرفون أنفسهم أو بالأحرى لا يكتشفون ذواتهم، كذلك ينبغي تقوى الله: «فمن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من غير أن يحتسب»، وأخيراً رضى الوالدين».

يقول الشيخ صالح كامل في حديثه الصحافي: «لم نُدخل في حياتنا نشاطاً تقليدياً، إذ نبحث عن الحاجات الضرورية للمجتمع، فنحاول أن نُشبعها أي نُسدد حاجات المجتمع، ومن ثم نعود لنبحث عن أمر جديد آخر يعود بالنفع على المجتمع كي نقوم بإشباعه.. وهكذا..».

يضيف الشيخ صالح: «قبل أن أقوم بأي عمل، يكون حلماً، بمعنى في بداية الأمر، أحلم حلماً كبيراً، لكن عندما تأتي للتنفيذ، فإنك تُنفذه بمقدار معين، رغم أن حلمك يكون كبيراً، لكن إياك أن تحقق حلمك دفعة واحدة، عندها تفقد كل شيء».

ويتابع الشيخ صالح كامل «لا بد أن تضيف جديداً ما دمت على قيد الحياة، فإذا لم تُضف على الدنيا شيئاً فأنت فيها زائل، وليس عيباً أن تفشل، لكن العيب أن ترتكب الخطأ عينه، فلا ترتكب الخطأ مرتين».

في ذكريات الشيخ صالح كامل، ولا سيما عن طفولته والصبا، يقول: «بين مكة المكرمة والطائف أكملت دراستي الإبتدائية. أما الحس التجاري، فإني أحمد الله أنه أعطاني هذا الحس مبكراً، أي منذ الطفولة. أول عمل بدأته أنني طلبت من أمي (رحمها الله) أن تعمل لي «قدر» بليلة (حمص مسلوق)، فنزلت إلى الشارع كي أبيع منه بالقراطيس. ثم بدأت أبيع أموراً أخرى يلعب بها رفقائي في المدرسة. منذ طفولتي بدأت أكوّن مبلغاً صغيراً، كان يُعتبر ثروة في ذلك الوقت».

يتابع الشيخ صالح حديثه بالقول: «والدي كان موظفاً حكومياً وكان وضعه المالي متوسطاً، فيما كان جيراننا في مكة من التجار من عائلات: البوغري، والدهلوي وغيرها، فكانت أحوالهم المادية أفضل من أحوالنا، لذا قررتُ أن أمارس العمل الحر، عندها سيكون عندي أموالاً أكثر وأقدر أن أسعد في الحياة على نحو أكثر، وألا أكون مثل والدي موظفاً لأنني سأكون عندها محدود الدخل».

يضيف الشيخ صالح عن فتوته: «أولُ ما دخلت الكشافة إلى السعودية، كنتُ أول مَن إنضم إليها، وكنتُ قائد الكشافة في مكة وجدة، ومن ثم في الجامعة أصبحت رئيس الجوالة، وبقيت على صلة وثيقة بالكشافة وجمعياتها. في هذا السياق، ولأنه لم يكن لدينا في السعودية مكان لممارسة الرياضة، أنشأت «بيت الكشاف العربي» في المرحلتين المدرسية الإعدادية والثانوية، فإستلفت من والدي فلوساً وسافرتُ إلى كل من مصر ولبنان وإشتريت بدلات متخصصة للكشافة وصفارات وحبالاً وشارات، وكنتُ أضعها في «شنطة السيارة» وألف بها في جدة كي أبيع تلامذة المدرسة ما يحتاجونه للكشافة».

ويقول الشيخ صالح: «منطلقي في الدراسة النشاط، إذ كنت أحصل على تقدير جيد، لكن في النشاط (نسج أفضل العلاقات مع أولاد الوزراء ومجتمع العاصمة الرياض)، كنتُ متزعماً الحركة الطلابية. كما وطدتُ علاقاتي مع وزارة المعارف حيث كان الملك فهد رحمه الله وزيراً للمعارف، حيث كنتُ معروفاً من الوزير حتى آخر موظف».

ويلفت الشيخ صالح إلى «أن النشاط الطلابي كان محور العمل في المدارس، لكن من بعدي لم يعد هذا النشاط موجوداً»، مشيراً إلى أنه لم يكن يحضر فصول الدروس الثانوية، «بل كنتُ أنقل ما يقولونه الأساتذة عن زملائي، لذا تعبتُ، عندها كنتُ أذهب إلى الأساتذة فآخذ منهم الدروس وأطبعها فأريح نفسي ويرتاح زملائي، فأسستُ أول مكتب في المملكة يقوم بطباعة الدروس (المذكرات)، وبعدما صار معي ما يكفي من الفلوس إشتريت أول سيارة من فلوسي».

ويشرح الشيخ صالح: «بعد  التخرج من الجامعة، توظفت في المالية كممثل مالي (كي أتعلم وأستفيد من الخبرات المهنية وليس كموظف) لنحو عشر سنوات، وكنتُ أدور في الطائف، جدة، المدينة وغيرها فأكسبتني خبرة في كل الأعمال. ثم إستقلت».

ويقول: «أسستُ «دلة البركة» من ثم تفرغت لها، وعملنا بمشروع الطواف، ومن ثم قمنا بمشروع تنظيف جدة وكنا نقف على المشاريع بأنفسنا».

عن الإقتصاد الإسلامي يشرح الشيخ صالح كامل: «منذ منتصف الستينيات في القرن الماضي، بدأ إهتمامي بموضوع تحريم الربا، حيث كانت والدتي تُنهيني عن التعامل مع المصارف، بإعتبار أن أموالها من الربا. من هنا نشأت فكرة المصارف الإسلامية ولا سيما بعدما إستفتيت الشيخ الشعراوي الذي قال لي: «من يتكل على الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من غير أن يحتسب»، حيث عرض عليّ طريقة «المضاربة الشرعية». فذهبتُ إلى مدير البنك الذي أتعامل معه حيث شرحتُ له معنى «المضاربة الشرعية» وصرنا نعمل معاً بهذه الطريقة الشرعية.. ».

يضيف الشيخ صالح: «في تلك الأثناء كان الأمير محمد الفيصل والشيخ سعيد لوتاه يفكران التفكير عينه، فإلتقينا معاً وتم تأسيس بنك دبي الإسلامي، وبنك فيصل السوداني وبنك فيصل المصري، ومن ثم أسست بنوك البركة، وصرتُ أهتم بالإقتصاد الإسلامي. فكنا ننظم ندوة البركة للإقتصاد الإسلامي، فكانت مرجعية للفقه الإسلامي بالمعاملات. ولو طبقنا الأشياء المطلوبة منا في الإسلام، كما لو طُبقت الزكاة بمنظار إقتصادي، فهي أفضل خطة إقتصادية في العالم لا يمكن لعقل بشري أن يضع مثلها».

ويقول الشيخ صالح كامل «إن مجموعة دلة البركة باتت تضم 360 شركة، حيث كنتُ كل سنة أُركز على قطاع، مثلاً قطاع الخدمات، الصناعة، والأشياء التي لا تتعلق بالحكومة. فنحن في دلة شركة قابضة، فطرقنا كل الأمور الحلال ونجحنا بها. فحياتي كلها مبنية على التغيير. فأنا لم أُخلق كي أقوم بالأعمال الروتينية اليومية، بل أن أعمل بطريقة تغييرية ومبتكرة».

وأكد الشيخ صالح قائلاً: «لا شك في أنه مَن عنده مقدرة على الإكتشاف والريادة، عليه أن يقوم بتنميتها، المهم أن يعرف الإنسان نفسه، فلا أتردد في إتخاذ القرار ولا أتهور في إتخاذ القرار، فخير الأمور الوسط».

عن نشاطه الإعلامي يقول الشيخ صالح: «في أول نشاط إعلامي غير عكاظ، كانت الشركة العربية للإنتاج الإعلامي سنة 1969، وقد أنتجت معظم المسلسلات العربية والتي كانت من درر الفن، وأخذت وكالة التلفزيون المصري».

وتحدث الشيخ صالح عن «إنشاء شبكة تلفزيونية متخصصة هي ART، من الحكايات، أطفال و«إقرأ»، لكن بعدها قام الكثير من المحطات التلفزيونية، وبات التنافس على أشدّه في المجال التلفزيوني الرياضي، فلم أقدر على الإستمرار بتلفزيون الرياضة، فبعت حقوق الرياضة وخرجت من هذا المضمار. الآن لدينا ART  الأفلام والحكايات، وباللغتين الإنكليزية والفرنسية. المهم بالموضوع، أن طغيان العديد من القنوات وضياع الأهداف.. أضاع مبرر وجود القنوات. لذا قررتُ أن أُخفف العمل في شبكة الـ ART، فأصبحنا في مجال الأفلام والمسلسلات فقط ونحن في طريقنا إلى التخلص منها، ونُبقي على «إقرأ».

كما تحدّث الشيخ صالح «أن نظام «ساهر» تابع لوزارة الداخلية السعودية، وستحصل مناقصة لأحد غيري. فالنظام عموماً هو عبارة عن إلتزام سرعة سير محددة، ويجب عدم مخالفة أنظمة السير، فالنظام أدى إلى تخفيف حوادث المرور وحدّ من الإصابات بالأرواح والخسائر المادية».

يخلص الشيخ صالح كامل إلى القول: «لقد إهتممتُ بالشأن العام، ثم قررتُ أن أتقاعد من دلة البركة، وتركتُ لأولادي أن يديروا الشركات والأعمال، فتقاعدت منذ 5 سنوات من العمل الخاص، وإتجهت إلى الشأن العام: كنتُ أثناء عملي في دلة، رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة، ورئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، ثم بعدما تركت دلة، أصبحت رئيس الغرفة التجارية في جدة».

ويختم الشيخ صالح بالقول: «طموحي أن يكون لدينا إقتصاد قوي في السعودية، على أسس سليمة، وإيجاد فرص عمل للناس، حيث أوجدنا في غرفة جدة مكاناً يسمى «المصفق» للقضاء على البطالة، حيث تجتمع فيه الجهات الإستشارية من البنوك وشركات الإستثمار لبحث الأفكارعن فرص الإستثمار وإنتاج عمل جديد في المجتمع. وأتمنى أن يكون هناك «مصفق» في كل غرفة تجارية للقضاء عل البطالة، وهذا يؤدي إلى القضاء على الإرهاب».

ويقول: «يجب أن تتغير نظرتنا للعمل، فالأنبياء كانت لهم حرف (النجار، الحداد وغيرها)، فهل نحن أفضل من الأنبياء؟ طبعاً لا».