محمد طلعت حرب باشا
رائد الاقتصاد المصري
في الذكرى المئوية لبنك مصر، نستذكر رائد الاقتصاد المصري، رجل الاقتصاد الوطني الزعيم الراحل محمد طلعت حرب باشا، أحد اعلام الاقتصاد في تاريخ مصر.
في الذكرى ال 152 على ميلاده، ومن بين إنجازاته التي لا تعد في النهوض الاقتصادي، والمبادرات الجريئة سواء في الاقتصاد او في الحياة الفكرية المصرية، نضيء على جهوده الخلاقة في انشاء بنك مصر، عندما اقنع مائة وستة وعشرين مصرياً بالاكتتاب لإنشاء بنك، بلغ ما اكتتبوا به ثمانين ألف جنيه، تمثل 20 ألف سهم، ويوم الثلاثاء 13 أبريل/ نيسان 1920 نشرت الوقائع المصرية في الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تحت مسمى “بنك مصر”.
بدأ بنك مصر مسيرته في تعزيز القطاعات الاقتصادية، حيث لعب دوراً بارزاً في تمويل مشروعات اقتصادية وتأسيس شركات دفعت بالعجلة الاقتصادية في البلاد، وأسست لوظائف كثيرة، وساهمت في تعزيز المركز التجاري بين مصر والعالم.
ومن إنجازاته الوطنية، انه أحد أبرز رواد تحرير المرأة في كتابه الأول، وكان من اول الداعمين للسيدة لطيفة النادي، وهي اول سيدة مصرية وعربية تقود الطائرة وتحلق بها وحدها عام 1933.
وآمن بقدرات الشعب المصري الفنية، فاقتحم عالم السينما والتمثيل عام 1925 متطلعاً الى صناعة وطنية اصيلة، فأنشأ ستوديو مصر عام 1934 لينتج عدداً من الأفلام الكلاسيكية المصرية، أهمها فيلم ” وداد” لكوكب الشرق أم كلثوم.
وعلى الرغم من النجاح الذي حققه بنك مصر والإنجازات الاقتصادية التي قام بها، الا ان الازمات المفتعلة من قبل سلطات الاحتلال، وبروز بوادر الحرب العالمية الثانية، أدت الى حالة من الكساد الاقتصادي، ودفعت بالكثيرين الى سحب ودائعهم لدى بنك مصر مما تسبب في ازمة سيولة. ومما زاد في الازمة قيام صندوق توفير البريد بسحب كل ودائعه من البنك، ورفض المحافظ الإنكليزي للبنك الأهلي وقتها ان يقرضه بضمان محفظة الأوراق المالية.
يومها ذهب طلعت حرب باشا الى وزير المالية حينذاك حسين سري باشا لحل هذه المشكلة، وطلب منه اما ان تصدر الحكومة بياناٌ بضمان ودائع الناس لدى البنك، او ان تدفع البنك الأهلي لإقراض بنك مصر مقابل المحفظة، او ان تأمر بوقف سحب ودائع صندوق توفير البريد، الا ان حسين سري باشا رفض ذلك بإيعاز من علي ماهر باشا بسبب قيام محمد طلعت حرب باشا بمساندة خصمه النحاس باشا من قبل، واقترح الوزير حلاً لهذه الازمة لكنه اشترط تقديم محمد طلعت حرب باشا لاستقالته، فقبل على الفور هذا الشرط من أجل إنقاذ البنك، وقال كلمته المشهورة: “فليذهب طلعت حرب وليبقى بنك مصر”.