*بروك ماسترز من نيويورك وهاريت أجنيو من لندن
يواجه مديرو الأصول العالميون حسابا متأخرا طال انتظاره في 2023، إذ تجبرهم الأصول المتراجعة على خفض التكاليف واتخاذ قرارات صعبة حول أين يستثمرون لتحقيق النمو.
تراجعت الإيرادات في جميع أنحاء هذه الصناعة العام الماضي، بعد عام قياسي في 2021، حيث أثرت الأسواق الهابطة في جميع فئات الأصول تقريبا في رسوم الإدارة والأداء على حد سواء. في الولايات المتحدة، انخفض إجمالي الأصول في الصناديق المتداولة في البورصة وصناديق الاستثمار المشتركة 17 في المائة بين بداية 2022 ونهاية تشرين الأول (أكتوبر)، وفقا لأحدث الأرقام المتاحة من “معهد الشركات الاستثمارية”.
في الوقت نفسه، يتعرض معظم مديري الأموال لضغوط للعثور على أموال لرفع مستوى التكنولوجيا الخاصة بهم وكسب عملاء جدد. نتيجة لذلك، فإنهم يضغطون على تكاليف الموظفين عبر تجميد التوظيف وخفض المكافآت على أمل تجنب فقدان الوظائف الجماعي. كما أفاد خبراء استشاريون بحدوث ارتفاع حاد في طلبات المشورة بشأن “الكفاءات”.
قال ماركوس هابل، الشريك في شركة باين الذي يركز على هذا القطاع، “كان هناك كثير من التهاون. يحتاج كثير من اللاعبين الآن إلى تنظيم أنفسهم. إذا لم تكن تملك الحجم، فإن الأمر سيكون أكثر شدة”.
في حين أن رد الفعل الأولي لاضطراب العام الماضي كان إلى حد كبير تدابير لشد الحزام وتخفيضات صغيرة شاملة، يتوقع محللو الصناعة أن العام سيتطلب مزيدا من القرارات الاستراتيجية.
قالت جوليا هوبارت، الشريكة في ممارسة إدارة الثروات والأصول في شركة أوليفر وايمان، “الرغبة هي أنك تريد أخذ القليل من كل شيء. في الواقع ذلك لن يغير شيئا. سيترتب على المديرين أن يقرروا ما الذي سيركزون عليه وما الذي لن يركزوا عليه. سيتعين إجراء تغييرات هيكلية كبيرة لخفض التكاليف التي تتحملها الشركة”.
من جانبه، أضاف جيريمي تيلور، الذي يرأس شركة لازارد أسيت مانجمنت في المملكة المتحدة، “ماذا تفعل شركة إدارة أصول عندما تنخفض الإيرادات؟ تميل إلى فعل القليل مما لم ينجح خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة الماضية وتفرض مزيدا من التدقيق على الأشياء التي لم تنم (…) ولا تتخلى عن أي منتج واسع”.
في الواقع، يحرص مديرو الأصول الأقوى على الضغط من أجل تحقيق مكاسب بينما يجري منافسوهم الأضعف تخفيضات. قال باتريك طومسون، الرئيس التنفيذي لأوروبا في شركة جيه بي مورجان أسيت مانجمنت، “نواصل الاستثمار عبر دورة السوق في الاتجاهات طويلة الأمد التي تمثل أولويات استراتيجية بالنسبة إلينا، بما في ذلك الاستثمار المستدام، والبدائل، والإدارة النشطة، والصناديق المتداولة في البورصة. إذا استثمرت بشكل كبير في تلك الاتجاهات خلال فترة تراجع اقتصادي، فهذا يعطي الأفضلية حيث قد يضطر الآخرون إلى تقليص الإنفاق”.
يأمل كثير من مديري الأصول في أن تبدأ صناديق السندات، التي شهدت انخفاضات كبيرة في الأسعار وتدفقات خارجة ضخمة مع ارتفاع أسعار الفائدة، في التعافي هذا العام. قال توم ميلز، الذي يحلل القطاع لبنك جيفريز المتخصص، “إنه نعمة ونقمة لمديري الأصول لأنك ستشهد تدفقات تأتي من فئات الأصول ذات الهامش الأعلى إلى فئات أصول الدخل الثابت ذات الهامش المنخفض”.
كما يتوقع بعض مديري الأصول أن يؤدي التراجع الاقتصادي إلى تسريع تحول العملاء من الصناديق المشتركة التقليدية وحسابات الوساطة إلى طرق جديدة للاستثمار، بما في ذلك صناديق الاستثمار المتداولة، والحسابات المدارة بشكل منفصل، والمحافظ النموذجية.
قال مارتن سمول، الذي يرأس أعمال استشارات الثروة في الولايات المتحدة في “بلاك روك” والمدير المالي المقبل، “في أي وقت تكون هناك صدمات كبيرة في السوق، يجري الأشخاص تغييرات كبيرة على محافظهم الاستثمارية. في أسواق المستثمرين الأفراد في الولايات المتحدة، هناك تحول من حسابات الوساطة إلى الاستشارات القائمة على الرسوم، وهذا يعني مزيدا من المحافظ النموذجية ومزيدا من صناديق الاستثمار المتداولة”.
قضى مديرو الأصول 2021 وأوائل 2022 في اقتناص مزودين متخصصين في الأسواق الخاصة والاستثمارات البديلة، لكن إبرام الصفقات جف إلى حد كبير وسط اضطراب السوق. كما انخفضت أسعار الأسهم في هذا القطاع بحدة، انخفض مؤشر إس آند بي كومبوزيت 1500 لمديري الأصول 23 في المائة منذ بداية العام. يحجم البائعون عن قبول هذه الأسعار والمشترون المحتملون ليسوا على استعداد لدفع المزيد.
يعتقد فيليب كوش، رئيس ممارسة إدارة الأصول الأوروبية في شركة ماكينزي، أن الضغط المستمر على التكاليف قد يغير الحسابات، ولا سيما في النصف الثاني من 2023. قال، “قد يستنتج بعض اللاعبين أن نماذج أعمالهم لم تعد مستدامة وينظرون في مزيد من الحلول الإبداعية للتوحيد والاندماج والاستحواذ. كان معظم مديري الأصول في جانب الشراء، وعدد قليل جدا من البائعين – وهذا قد يتغير”.
قد تكون الضغوط ببساطة كبيرة للغاية بالنسبة إلى بعض اللاعبين القدامى. قال سايروس تارابوريفالا، الذي استقال للتو من منصب الرئيس التنفيذي لشركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز، “كلما كان هناك تراجع، وإن كان تراجعا عميقا، يتم التخلص من اللاعبين الذين يفتقرون إلى الموارد. هذا أمر طبيعي”.