العدد الذهبي لإتحاد المصارف العربية
مصر تشهد أعظم حدث ثقافي وفني في العصر الحديث
فراعنة مصر تجوبُ شوارع القاهرة
نتائج إقتصادية وسياحية في المديين القريب والمتوسط
تجنيها الدولة المصرية من وراء الحدث
لم يكن حفلُ موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارة، حدثاً مرتبطا بالقيمة التراثية فحسب، ولكنه جاء رسالة ذات مردود إقتصادي مهم، وهو ما كشفت عنه الدكتورة سها بهجت المتحدثة بإسم وزارة السياحة والآثار المصرية، والتي قالت: «إن الدولة ستجني نتائج إقتصادية وسياحية منقطعة النظير، خلال المديين القريب والمنظور».
وقد أعطى حدث نقل المومياوات المليكة الـ22، رسالة إلى العالم أجمع بأن الدولة المصرية مستقرة وآمنة، وتنهض وتستعيد مجدها وحضاراتها، وتالياً فهي آمنة لجذب الإستثمارات وإقامة المشروعات وعودة السياحة، مما يُعطي إنطباعاً رائعاً لرجال المال والأعمال والإقتصاد في العالم أجمع، بعد إثبات أن مصر دولة قادرة على الوقوف على قدميها رغم كافة التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية. علماً أن العائد السياحي على مصر مُرجح أن يبدأ بالتزامن مع فصل الصيف 2021، ولا سيما بعد أن ثبت للعالم كله أن مجريات الأمور في مصر تسير على قدم وساق، والحياة تبدو طبيعية، والدولة تُوفر كافة السبل الإحترازية لجعل إنتشار فيروس كورونا المستجد تحت السيطرة.
وهكذا كما سبقت الإشارة، شهدت مصر والعالم، أعظم حدث ثقافي وفني في العصر الحديث، تمثل بخروج 22 مومياء ملكية، بينها 18 ملكاً، و4 ملكات من المتحف المصري القديم، و17 تابوتاً من الأسرة الـ 18، و19 و20 حيث ذهبت جميعها إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، في مصر القديمة، وتحديداً في منطقة عين الصيرة، في جنوب القاهرة، وهي المنطقة التي عملت فيها الحكومة في الفترة الأخيرة، وطورتها، كما نظفت البحيرة الطبيعية فيها، من أجل أن تكون منطقة جذب سياحي عالمي. وكانت كل مومياء موجودة داخل سيارة، مزينة برسوم فرعونية في موكب مهيب إستغرق نحو 40 دقيقة.
واكب هذا الحدث التاريخي المصري والعالمي، نحو 400 قناة تلفزيونية محلية وأجنبية مباشرة، كما تم بث الحدث على قناة اليوتيوب الرسمية للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، كما نقل عدد من المواقع الإلكترونية البث المباشر من خلال قناة اليوتيوب.
وتقدم تحرك الموكب بـ21 طلقة تحية لملوك وملكات مصر العظام، عدد من الفنانات مرتديات الزي المصري القديم بقيادة المايسترو نادر عباسي، ورافقته فرق الموسيقى العسكرية المرتدية الملابس الفرعونية.
كما صاحبت العروض الفنية، الموكب الملكي، حيث تضمنت موسيقى وأغان باللغة المصرية القديمة، وأفلاماً وثائقية عن أشهر المناطق الأثرية في مصر، قدمها عدد من أشهر الفنانين، في مقدمهم خالد النبوي، ويسرا، وأحمد عز، ومنى زكي، وأحمد حلمي، وكريم عبدالعزيز، ونيلي كريم، وهند صبري.
وتميّزت إطلالة النجوم بطابعها الفرعوني، من إختيار أقمشة الفساتين، مروراً بتصميم الملابس ليُحاكي أزياء المصريين القدماء، وإنتهاء بإختيار الألوان التي تمحورت غالبيتها حول الأبيض الناصع والأزرق والذهبي.
وبدأ سير الموكب من المتحف المصري بميدان التحرير، الذي تم تطويره بوضع مسلة و4 كباش أثرية، إلى جانب توحيد لون دهانات وجهات العمارات به، حيث دارت العربات حول المسلة وإضاءتها، وفي الوقت نفسه، تمت إضاءة المباني التي حولها، ثم إتجه الموكب نحو الكورنيش من غاردن سيتي ثم القصر العيني والنيل ومصر القديمة، ثم إتخذ الكوبري المؤدي إلى منطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
من الأقصر للقاهرة.. قصة «أنشودة العظمة» في موكب المومياوات:
«مهابة لإيزيس السيدة الوحيدة ربة الغرب زهرة اللوتس المتفتحة
التي في روح الإله وفي جسده التي تحمي الملك»
عندما علت أصوات الغناء باللغة المصرية القديمة في إحتفالية موكب المومياوات الملكية، إرتسمت إبتسامة كبيرة على وجوه المشاركين في هذا الحدث التاريخي الكبير، ولا سيما الذين أجروا التدريبات حيال المراجعة اللغوية والتاريخية للأنشودة الفريدة.
وظهرت إحتفالية نقل المومياوات الملكية بصورة مشرفة في حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمدير العام لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي، وعدد من المسؤولين والشخصيات العامة.
ميسرة عبد الله حسين
ميسرة عبد الله حسين، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، الذي سعد بمشاركته في هذه التجربة التاريخية من خلال المراجعة اللغوية والتاريخية للأنشودة الفريد، يقول عن هذه التجربة: «أشعر بالإعتزاز والفخر الشديد بعد ما رأيته في إفتتاح متحف الحضارة، وبعد تعاوني مع الفريق الفني الخاصة بالإحتفالية. نشهد اليوم تجربة ثقافية تنضم إلى المجهودات الكبيرة المبذولة في عالم المتاحف في مصر».
وتابع حسين: «منذ اللحظة الأولى بدا واضحاً إهتمام وزارة السياحة والآثار بخروج حفل الإفتتاح بروح مصرية خالصة، ليقع الاختيار على (أنشودة العظمة). وقد تم إستدعائي للكشف عن قصتها ومصدرها وأين تقع في معابد مصر».
ويضيف أستاذ الآثار بجامعة القاهرة: «بعد البحث إكتشفت وجود الأنشودة المهداة إلى الإلهة إيزيس على أبواب معبد دير الشلويط في البر الغربي بمدينة الأقصر، المنطقة نفسها التي شهدت إكتشاف المومياوات الملكية».
ويتابع عضو اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف: «تعود (أنشودة العظمة) إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويقول نصها: «مهابة لإيزيس السيدة الوحيدة ربة الغرب، زهرة اللوتس المتفتحة، التي في روح الإله وفي جسده، التي تحمي الملك».
وبحسب حسين الذي يجيد اللغة المصرية القديمة، فإن الأنشودة «تؤكد تعظيم إيزيس كربة وإلهة حامية للجبل الغربي في الأقصر، الذي يرقد فيه الأسلاف وأرواح الملوك السابقين، لكونها تقي الملك والسلطة في مصر القديمة من الشرور».
ويضيف حسين: «بعد تنفيذ المهمة الأولى حدث تواصل مع المايسترو نادر العباسي قائد أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني، من أجل حضور بروفات احتفالية نقل المومياوات، للتأكد من نطق الجميع للأنشودة بطريقة صحيحة».