ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ عامين أمس مع اجتياح موجة من تجنب مخاطر الأسواق العالمية، في حين سجل اليوان الصيني أكبر سلسلة خسائر على مدى ثلاثة أيام خلال ما يقرب من أربعة أعوام، بسبب المخاوف المتزايدة من التباطؤ الاقتصادي في الصين.
وبحسب “رويترز”، مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثالث وتزايد المخاوف من تفشي كوفيد – 19 في شتى أنحاء الصين والذي تسبب في تراجع الأسهم الصينية، تخلى المستثمرون عن عملات مثل الدولار الأسترالي واليوان الصيني.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه أمام ست عملات رئيسة 0.6 في المائة إلى 101.62، وهو مستوى بلغه آخر مرة في آذار (مارس) 2020. وانخفض الدولار الأسترالي، الذي كان إحدى أكبر العملات تحقيقا للمكاسب في الربع الأول من 2022 بفضل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وهبط أكثر من 1 في المائة مقابل الدولار الأمريكي وانخفض بمعدل مماثل مقابل الفرنك السويسري.
وتراجعت الكرونة النرويجية بأكثر من 1 في المائة مقابل الدولار.
وتبددت بسرعة المكاسب الضئيلة التي حققها اليورو بعد فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وانخفضت العملة الموحدة 0.8 في المائة إلى 1.0729 دولار.
كما أثارت التصريحات المتشددة، التي أطلقها عديد من صانعي السياسة الأسبوع الماضي مخاطر تشديد البنوك المركزية العالمية للسياسة النقدية. وتتوقع أسواق المال أن يرفع بنك الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة نصف نقطة مئوية في الاجتماعين المقبلين. وتتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة 25 نقطة أساس في تموز (يوليو).
وتراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له في عام واحد.
وقاد تزايد تفشي كورونا في الصين إلى عمليات بيع في أسواقها، وتراجع اليوان بأكثر من 2 في المائة الأسبوع الماضي، في أكبر انخفاض منذ التخفيض المفاجئ لقيمة العملة في آب (أغسطس) من 2015.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “بيزنس ديلي”، عن مصادر لم تسمها، أن البنك المركزي الكيني طلب من البنوك التجارية الحد من مبيعات الدولار، وسط شح في توافره.
ووفقا لوكالة “بلومبيرج” للأنباء، فقد سجل الشلن الكيني تراجعا قياسيا الجمعة الماضية، ووصل سعر صرفه إلى 116.01 لكل دولار. من جهة أخرى، تراجعت أسعار الذهب أمس إلى أدنى مستوى في أربعة أسابيع، حيث عززت الرهانات على ميل مجلس الاحتياطي الاتحادي لتشديد السياسة النقدية من قوة الدولار ونالت من الطلب على السبائك. وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 1916.41 دولار للأوقية خلال التعاملات أمس، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 29 آذار (مارس) عند 1914.58 دولار.
كما هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.9 في المائة إلى 1917.40 دولار للأوقية. ووسط توقعات برفع سعر الفائدة نصف نقطة مئوية في اجتماع مجلس الاحتياطي في أيار (مايو)، راهن المتداولون الجمعة على أن البنك المركزي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة أكثر في الشهور التالية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 1.7 في المائة إلى 23.73 دولار للأوقية، في أكبر انخفاض لها في أكثر من شهرين.
وانخفض البلاتين 0.8 في المائة إلى 923 دولارا للأوقية في أقل مستوى منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهوى سعر البلاديوم في المعاملات الفورية 13 في المائة وسط مخاوف من تضرر الطلب في الصين.
