“ساكسو بنك”: 90% من عملاء الشرق الأوسط منكشفون على الأسهم الأميركية
(العربية)-25/01/2024
تؤثر الأحداث الجيوسياسية وتقلبات السوق بشكل كبير على استراتيجيات الاستثمار حيث يواجه المستثمر في الشرق الأوسط حاليًا مشهدًا معقدًا يتسم بالتحديات والفرص، خاصة في سياق استمرار ارتفاع أسعار الفائدة.
ويعتبر “ساكسو بنك” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدوره أن 2024 لن يكون عامًا هادئًا، نظرًا للمناخ السياسي العالمي، بما في ذلك الانتخابات الوطنية الكبرى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والصراعات المستمرة، وأزمة البحر الأحمر التي تؤثر على الشحن والخدمات اللوجستية.
استجابة للارتفاع الحاد في أسعار الفائدة خلال الفترة 2022-2023، حول المستثمرون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تركيزهم نحو النقد والدخل الثابت (السندات)، بحثًا عن أسواق عالمية لتنويع محفظتهم، وفقًا لداميان هيتشن، الرئيس التنفيذي لساكسو بنك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في مقابلة مع “العربية Business”، أكد هيتشن أن استراتيجيات نمو الثروة طويلة المدى لمستثمري الشرق الأوسط تختلف بشكل كبير.
استراتيجيات استثمار طويلة المدى
محلياً، كانت الأصول العقارية فئة أصول مفضلة ومتنامية على مدى العقدين الماضيين، كما يتضح من الارتفاع الأخير في السوق. باستثناء أولئك الذين يمتلكون أعمالهم الخاصة، فإن فئات الأصول الأكثر شيوعًا هي الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة، مع الاهتمام المتجدد بالسندات.
وأشار هيتشن أيضًا إلى زيادة كبيرة في الرافعة المالية للعملاء أو منتجات الهامش مثل العملات الأجنبية والعقود مقابل الفروقات والمشتقات. بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بأصول العملات المشفرة بين المستثمرين الأقل خبرة في المنطقة.
وفيما يتعلق بأسواق الأسهم الأميركية، تظل هذه بمثابة “حجر الأساس” لمعظم محافظ المستثمرين، حيث يمتلك أكثر من 90% من عملاء “ساكسو بنك” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أسهمًا أميركية. ووصف هيتشن الأسهم الأميركية بأنها “الأساس” في جميع محافظ العملاء تقريبًا، وهو اتجاه ثابت عبر البنوك والمنصات الأخرى، بحسب تعبيره.
كما زاد الاستثمار في الأسواق المحلية خلال السنوات الخمس إلى السبع الماضية. يعتقد هيتشن أن التطورات الاقتصادية الإيجابية في دولة الإمارات وأيضا السعودية، بما في ذلك زيادة نشاط الاكتتابات العامة والسيولة في البورصات المحلية، ساهمت في هذا الاتجاه. وتشمل الصناعات الأكثر تداولاً في الأشهر الأخيرة قطاعات التكنولوجيا والطاقة والتمويل والرعاية الصحية، مع زيادة ملحوظة في الاستثمارات في شركات الدفاع بسبب الصراعات الإقليمية المستمرة.
توقعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
بالنسبة للسوق الأميركية، فإن التوقعات متباينة، حيث يتوقع بعض الخبراء تخفيضات في أسعار الفائدة بدءا من مارس مع تباطؤ التضخم، بينما يتوقع البعض الآخر استمرار تحديات التضخم حتى نهاية عام 2024. ولخص هيتشن توقعاته للأسهم الأميركية في عام 2024 على أنها من المحتمل أن تدر عامًا آخر من عوائد مثيرة للإعجاب أو تواجه تقلبات كبيرة.
بشكل عام، يشهد المشهد الاستثماري في الشرق الأوسط تطوراً، حيث يتكيف المستثمرون مع التحولات والشكوك الاقتصادية العالمية والإقليمية.