هل تشهد عمليات الاندماج والاستحواذ طفرة في عهد ترامب؟
(العربية)-18/11/2024
مع سيطرة الجمهوريين على الكونغرس الأميركي، أخذت “وول ستريت” تتأهب لطفرة محتملة في عمليات الاندماج والاستحواذ في ظل إدارة دونالد ترامب القادمة.
يرى محللو “بنك أوف أميركا” أيامًا أكثر إشراقًا في المستقبل لعقد الصفقات، إذ يتوقعون أن يطيح ترامب برئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، لينا خان، التي كان موقفها العدواني من مكافحة الاحتكار عقبة رئيسية أمام نشاط الاندماج والاستحواذ في جميع القطاعات، بحسب ما ذكره موقع “Benzinga” واطلعت عليه “العربية Business”.
بالإضافة إلى عوامل الاقتصاد الكلي المواتية وطلب المستثمرين على رأس المال الاستثماري وعمليات الاندماج والاستحواذ بدلاً من سداد الديون، هناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأن عام 2025 وما بعده قد يشهد نشاطًا كبيرًا في الصفقات.
البنوك والتكنولوجيا الحيوية بالصدارة
يشعر المحللون بالتفاؤل بشكل خاص بشأن آفاق عمليات الاندماج والاستحواذ في المؤسسات المالية، والتي كانت تتمتع تاريخيًا بنشاط صفقات أعلى بنسبة تزيد عن 50% في ظل إدارات الحزب الجمهوري مقارنة بالإدارات الديمقراطية. ومع توقع تخفيف القواعد التنظيمية، فإن الساحة خصبة لزيادة صفقات البنوك.
قالت جيل كاري هول، المحللة المالية المعتمدة “بنك أوف أميركا”، إن نتائج الانتخابات الرئاسية قد تسفر عن بيئة تنظيمية أقل تشدداً، ما قد يفتح الباب أمام المزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ في القطاع المصرفي.
بينما بدأت الصفقات في قطاع التكنولوجيا الحيوية في الارتفاع بالفعل، ولا سيما عمليات الاستحواذ الصغيرة. و تواجه شركات الأدوية الكبرى ضغوطًا متزايدة لتعويض انتهاء صلاحية براءات الاختراع. لذا، تبحث عن عمليات استحواذ لتجديد خطوط إنتاج الأدوية الخاصة بها. قد تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة وإلغاء القيود التنظيمية المحتملة إلى زيادة عمليات الدمج والاستحواذ في مجال التكنولوجيا الحيوية مع اقترابنا من عام 2025.
عوامل الاقتصاد الكلي تعزز صفقات الاندماج والاستحواذ
تعزز العديد من عوامل الاقتصاد الكلي ارتفاعاً دورياً في نشاط الدمج والاستحواذ. وتشير العائدات القوية لسوق الأسهم، والتقييمات الرخيصة للشركات الصغيرة مقارنة بالشركات الكبيرة، وضيق الفروق الائتمانية، إلى بيئة مواتية لعقد الصفقات.
ومع ذلك، ليست جميع المؤشرات إيجابية، إذ قد يؤدي تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي، والغموض حول أسعار الفائدة، وارتفاع التقلبات إلى إثارة القلق.
ورغم تحسن التوقعات طويلة الأجل لنمو الشركات الصغيرة، لا تزال أقل من المتوسط. ويتوقع استراتيجيو الائتمان في “بنك أوف أميركا” أن يكون عام 2025 أكثر ملاءمة لعمليات الدمج والاستحواذ، مدعوماً بتأثير تخفيضات أسعار الفائدة وانخفاض التقلبات.
وأضافت هول أن أصحاب الشركات الكبرى يمتلكون قدرًا كبيرًا من رأس المال غير المستغل، مما يحفزهم على استثماره في بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا.
من هو الرابح الأكبر؟
ومع تراجع الصفقات الكبيرة، أصبحت الشركات الأصغر هي المرشح الرئيسي لعمليات للاستحواذ. إذ انخفضت القيمة الإجمالية للصفقات في السنوات الأخيرة مع تضاؤل الصفقات الضخمة وباتت الصفقات الأصغر والأكثر قابلية للإدارة هي الأساس.
ويأتي هذا التوجه بثماره للطرفين، إذ حققت عمليات الاستحواذ للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة أداءً متميزًا بعد الإعلان عن الصفقات، بينما سجل المستحوذين من الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة مكاسب قياسية في يوم واحد خلال عام 2023، رغم ارتفاع العلاوات المدفوعة للصفقات.
يشير هذا النمط إلى أن المستثمرين يكافئون الشركات التي تستحوذ على تلك النامية وخاصة في ظل المشهد الاقتصادي غير المؤكد اليوم.