جيولوجيون: «حمى ذهب» جديدة على الهيدروجين
(البيان)-21/02/2024
يشير الجيولوجيون إلى بدء «حمى ذهب» جديدة على مورد مهمل سابقاً خالٍ من الكربون، وهو الهيدروجين الذي يتولد بشكل طبيعي داخل الأرض. ووفقاً لدراسة غير منشورة أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يوجد ما يصل إلى 5 تريليونات طن من الهيدروجين في خزانات تحت الأرض حول العالم.
وقال جيفري إليس، رئيس المشروع، الذي استعرض النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في دنفر: «يحتمل أن يكون معظم الهيدروجين غير قابل للوصول إليه، ولكن الحصول على نسبة قليلة منه ستظل تلبي كل الطلب المتوقع، البالغ 500 مليون طن سنوياً لمئات السنين».
تم تلبية الطلب على الهيدروجين كوقود ومادة خام صناعية، وخاصة لصنع الأمونيا لإنتاج الأسمدة، بشكل أساسي حتى الآن عن طريق الإصلاح الكيميائي للغاز الذي يتكون إلى حد كبير من الميثان، والمعروف باسم «الهيدروجين الأزرق» عندما يتم احتجاز انبعاثات الكربون أو «الهيدروجين الرمادي» عندما لا يتم احتجازها.
وتنتج كمية أقل من طريق شطر الماء باستخدام التحليل الكهربائي عبر مصادر الطاقة المتجددة، والمعروفة باسم «الهيدروجين الأخضر»، لكن مينغلي تشانغ من كلية كولورادو للمناجم، قالت إن استغلال الهيدروجين الطبيعي، المعروف أيضاً باسم الهيدروجين الجيولوجي أو الذهبي، سيكون أنظف وأرخص من الهيدروجين الأزرق أو الأخضر. وقالت في المؤتمر: «إن حمى البحث عن الهيدروجين الذهبي قادمة».
وبدأ هذا الاحتمال في جذب اهتمام المستثمرين، حيث جمعت شركة كولوما الناشئة الأمريكية 91 مليون دولار العام الماضي من صناديق بما في ذلك «بريكثرو إنرجي فنشرز» التابعة لبيل جتس. وقال بول هاراكا، المدير التجاري لشركة كولوما: «يمثل الهيدروجين الجيولوجي فرصة استثنائية لإنتاج هيدروجين نظيف ليس فقط منخفض الكربون، ولكن أيضاً منخفض البصمة الأرضية والمياه واستهلاك الطاقة».
حفرت شركة ناشونال هيدروجين إنرجي الأمريكية بئراً استكشافية في نبراسكا، وقال المدير التنفيذي فياشيسلاف زجونيك: «سيستغرق الأمر عامين حتى نصل إلى الإنتاج التجاري»، مضيفاً: «نحن نفعل كل ما بوسعنا للوصول إلى هناك بشكل أسرع».
وكان الرأي العلمي السابق يعتقد أنه من المحتمل وجود القليل فقط من الهيدروجين النقي بالقرب من سطح الأرض لأنه يتم استهلاكه من قبل الميكروبات الموجودة تحت الأرض، أو تدميره في العمليات الجيوكيميائية، لكن الجيولوجيين يعتقدون الآن أن الهيدروجين يتولد بكميات كبيرة عندما تتفاعل معادن معينة غنية بالحديد مع الماء، كما أخبر أليكسيس تيمبلتون من جامعة كولورادو بولدر مؤتمر الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.
ويتطلب الهيدروجين ظروفاً جيولوجية مختلفة عن حقول النفط والغاز الطبيعي. وقال جيفري إليس: «لم نبحث عن موارد الهيدروجين في الأماكن الصحيحة وبالأدوات المناسبة».
يعثر الجيولوجيون الآن على احتياطيات الهيدروجين الطبيعي في جميع أنحاء العالم. وهذا الشهر، أفاد الباحثون عن تدفق أكثر من 200 طن من الهيدروجين سنوياً من منجم بولكيزي للكروميت في ألبانيا.
وغالباً ما يُنظر إلى قرية بوراكيبوجو في مالي على أنها مسقط رأس استخراج الهيدروجين الطبيعي، فمنذ عام 2012، يتدفق الهيدروجين النقي تقريباً من بئر هناك، من دون أي انخفاض في الضغط، ما يمنح القرويين أول مصدر للكهرباء لديهم.
وقال إليس إن بئر الغاز في بوراكيبوجو ربما تكون قد ألهمت حمى الهيدروجين والتي يمكن مقارنتها بولادة صناعة النفط في عام 1859، عندما قام إدوين دريك بحفر أنبوب في الأرض في تيتوسفيل بولاية بنسلفانيا واكتشف النفط.