“ارتباك” لدى وكالات الأمم المتحدة إثر تجميد ترامب للمساعدات الأميركية
(العربية)-05/02/2025
أعلنت وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد معظم المساعدات الأميركية تسبب بحالة “ارتباك”، مشيرة إلى أنها تجد صعوبة في تقييم تأثير هذه الخطوة غير المسبوقة من أكبر مانح في العالم.
وقال ينس ليركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا)، خلال إحاطة صحافية دورية في جنيف “بصراحة، هناك حالة من الارتباك”.
وأضاف “الإدارة الأميركية تتسبب لنا بحالة من الارتباك لأننا نتلقى تعليمات غير مفصلة بشأن ما سيتوقف وما سيستمر”.
وبعد توليه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، أمر ترامب بتجميد كل المساعدات الخارجية تقريبا لمدة 90 يوما، ما يمنحه الوقت لإجراء مراجعة والتأكد من أن الأموال تُصرف على مساعدات تتوافق مع سياسات إدارته.
ثم أصدرت إدارته بعض الإعفاءات شملت على سبيل المثال المساعدات الغذائية الطارئة، لكن وكالات الإغاثة تقول إن بعض السكان الأكثر ضعفا في العالم بدأوا يشعرون بتأثير القرار الأميركي.
وما زال وضع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) غير واضح، مع إعلان إيلون ماسك إغلاقها، وقول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه سيتولى إدارتها مؤقتا.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم من حيث المبالغ، وتوقُف هذه المساعدات بشكل مفاجئ أحدث صدمة كبيرة.
في العام 2024، دفعت واشنطن 47% من إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية التي طلبتها الأمم المتحدة على المستوى العالمي، أي نحو 14 مليار دولار، بحسب ما أكدت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي في جنيف.
ورأى ليركي أنه مبلغ ضخم يتلاءم مع حجم أكبر اقتصاد في العالم.
وأكد أيضا أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ووكالات أممية أخرى تحاول منذ سنوات تنويع قاعدة مانحيها لتجنب هذا النوع من الارتهان.
وقال “إنه أمر يعود بالنفع على العالم أجمع وبالطبع نرغب في أن نرى المزيد من المساهمات في هذا المجال”.
وحذر بيو سميث، المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق الأمم المتحدة للسكان الثلاثاء من جنيف أيضا، من العواقب الوخيمة لتجميد المساعدات خصوصا على أفغانستان.
وذكر سميث أن أفغانستان حيث يسود “فصل عنصري على أساس الجنس”، وفقا لخبراء في الأمم المتحدة ومنظمات لحقوق الإنسان، هي بالفعل أحد أخطر البلدان في العالم بالنسبة إلى النساء خلال الحمل والولادة.
وتموت أم كل ساعتين بسبب مضاعفات حمل يمكن الوقاية منها تماما.
وقال سميث: بالنسبة لأفغانستان، “نقدر أن غياب الدعم الأميركي سيؤدي في الفترة ما بين عامي 2025 و2028 إلى 1200 حالة وفاة إضافية بين الأمهات و109 آلاف حالة حمل غير مرغوب فيه إضافية”.