البرازيل: الصين و«بريكس» ستدافعان عن النظام العالمي
(البيان)-25/04/2025
قال دبلوماسي برازيلي رفيع المستوى إن الصين وشركاءها في مجموعة «بريكس» للدول النامية سيتصدون بشكل متزايد للدفاع عن التعاون الدولي مع انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وقال سيلسو اموريم، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في مقابلة خاصة، إن «الصين والدول النامية هما اليوم المدافعان الرئيسيان عن النظام متعدد الأطراف، والشيء الأساسي والجوهري هو وجود قواعد مقبولة متعددة الأطراف».
هذه التعليقات تعكس توجهاً عالمياً من دول تركز على العلاقات التي لا تتضمن الولايات المتحدة، حيث يفرض ترامب تعريفات شاملة، ويهدد حلفاءه القدامى.
وقال اموريم (82 عاماً)، الذي وجه السياسة الخارجية البرازيلية على مدار أكثر من ثلاثة عقود، معظمها إلى جانب لولا، إنه «مع تراجع الولايات المتحدة عن التعددية.. عن النظام الاقتصادي والاجتماعي، الذي أنشأته بنفسها بعد الحرب العالمية الثانية، تتسع مساحة بريكس».
ستدفع برازيليا نحو تعاون أعمق بين مجموعة بريكس، التي يقودها المؤسسون روسيا والهند والصين والبرازيل، في قمة يوليو في ريو دي جانيرو، وسيكون التركيز على أولويات «لولا» الرئيسية مثل معالجة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، وكذلك التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد.
ويحرص اموريم على الإشارة إلى أن أكبر دولة في أمريكا اللاتينية «ليس لديها تحالفات حصرية»، لكنها تريد علاقات جيدة مع جميع القوى الكبرى.
وجادل اموريم بأنه إذا عززت البرازيل بريكس فإن ذلك سيساعد مجموعة العشرين للدول المتقدمة والنامية. وقال: «إن تعزيز بريكس أعطى قوة لمجموعة العشرين»، مشيراً إلى قمة المجموعة التي حظيت بحضور جيد في ريو دي جانيرو العام الماضي كمثال.
في نهاية المطاف يعتقد اموريم أن نظاماً عالمياً بدون واشنطن مستحيل. وقال: «شيئاً فشيئاً سيتعين علينا جذب الولايات المتحدة مرة أخرى». في غضون ذلك ستحاول البرازيل تجنب الصراع مع الولايات المتحدة، لكن «لن نتوقف أيضاً عن إبداء رأينا»، وهو يعتقد أن تعريفات ترامب تخلق «خطراً هائلاً للعودة إلى ثلاثينيات القرن الماضي».
وتعد الصين، المنافس الكبير لواشنطن، أكبر سوق تصدير للبرازيل، والعلاقات بين بكين وبرازيليا وثيقة، حيث يعتبر اموريم وزير الخارجية الصيني وانغ يي «صديقاً جيداً جداً»، لكنه شدد على أن لكل دولة مسارها الخاص وأنه «لا يجب علينا تقليد نموذج أي شخص».
ولم تنضم البرازيل إلى مبادرة الحزام والطريق الرئيسية لبكين، على عكس معظم أمريكا اللاتينية.
وقال الدبلوماسي البرازيلي المخضرم عن محادثاته مع وانغ: «أخبرته أنه ليس لدي أي شيء ضد الحزام والطريق، لكن يجب أن يأتي بمحتوى. لا يمكن أن يكون شيئاً نوقع عليه ثم نرى ما سيحدث. لقد فهم ذلك تماماً».
واتخذت البرازيل أيضاً خطاً مختلفاً بشأن توسيع بريكس مقارنة بالصين. ورحبت بدخول إندونيسيا، لكنها لم ترغب، كما قال اموريم، في استنساخ كتلة سابقة للعالم النامي، حركة عدم الانحياز، لأن تلك المجموعة كانت كبيرة جداً، بحيث لا يمكنها الاتفاق على إجراءات عملية.
وتعكس دبلوماسية البرازيل مسيرة اموريم الدبلوماسية الطويلة، بما في ذلك فترتان كوزير للخارجية، وواحدة كوزير للدفاع. وقال اموريم إنه يتمتع بعلاقات جيدة مع مساعدين رئيسيين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع كبار الأمريكيين، مثل جيك سوليفان عندما كان الأخير مستشاراً للرئيس جو بايدن.
وقال إنه لم يتحدث بعد مع مايك والتز، مستشار الأمن القومي لترامب، رغم أنه تحدث إلى أشخاص مقربين من والتز.
وحضر اموريم مؤتمراً في ميونيخ في فبراير عندما صدم نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الأوروبيين باتهامهم بالفشل في التعامل مع الهجرة الجماعية، وتقييد حرية التعبير.
وقال إن الأوروبيين شعروا بالصدمة كبيرة، لكن هذا لم يكن الحال بالنسبة للبرازيل. البرازيل لديها مصادر قوة ودعم متعددة، إحداها عضوية بريكس.