تحذير من أزمة مالية قادمة.. “الائتمان الخاص” قد يتحول إلى بؤرة عدوى عالمية
(العربية)-06/04/2025
حذر خبراء اقتصاديون ومسؤولون أميركيون من أن قطاع “الائتمان الخاص” قد يتحول إلى مركز لنقل العدوى المالية في حال وقوع أزمة اقتصادية عالمية جديدة، نظراً لتشابكه المتزايد مع البنوك الكبرى وشركات التأمين.
وجد باحثون من شركة “موديز أناليتكس” وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، ومستشار كبير سابق لوزارة الخزانة، أن صناديق الائتمان الخاصة أصبحت متشابكة مع النظام المصرفي، مما أدى إلى “روابط جديدة تُدخل أنماطاً جديدة من الضغط النظامي”.
وقال التقرير: “غموض هذا القطاع ودوره في جعل الشبكة المالية أكثر ترابطاً قد يجعله عاملاً مضخماً لأي أزمة مالية مستقبلية”. ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه قطاع الائتمان الخاص نمواً هائلاً، مدفوعاً بتشديد البنوك لمعايير الإقراض بعد أزمة 2008، ما فتح المجال أمام هذه الصناديق لتمويل الشركات ذات المخاطر العالية، وفقاً لما ذكرته صحيفة “فاينانشال تايمز”، واطلعت عليه “العربية Business”.
ويعتمد التقرير على بيانات مالية وأسعار أسهم شركات الإقراض المتوسطة المدرجة في البورصة، كمؤشر على أداء القطاع الذي يفتقر إلى الشفافية. وخلص إلى أن هذه الشركات أصبحت أكثر ارتباطاً بتقلبات السوق مقارنة بالماضي.
شبكة مالية أكثر تعقيداً
وأشار التقرير إلى أن النظام المالي اليوم لم يعد يعمل وفق نموذج “المركز والأطراف” الذي كانت البنوك فيه محور الشبكة، بل أصبح أكثر توزيعاً وتشابكاً، مع دخول شركات الائتمان الخاص ومؤسسات مالية متخصصة وشركات تأمين إلى ساحة الإقراض.
ورغم أن شركات الائتمان الخاص تدافع عن نفسها بأنها تعتمد على رؤوس أموال طويلة الأجل من مستثمرين مؤسسيين، ما يجعلها أقل عرضة لحالات “الذعر” مثل سحب الودائع من البنوك، إلا أن التقرير أشار إلى أن البنوك نفسها أصبحت منخرطة في هذا القطاع من خلال شراكات وتمويلات وهيكلة مخاطر، ما يزيد من تعقيد المشهد.
دعوات للشفافية والمراقبة
ودعا التقرير إلى فرض مزيد من الشفافية على هذا القطاع، ومطالبته بالكشف عن بياناته بشكل علني، إلى جانب إدراجه ضمن أولويات الرقابة النظامية للمؤسسات المالية.
وقال الباحثون: “الهدف ليس كبح الابتكار المفيد الذي يقدمه الائتمان الخاص، بل تسليط الضوء على مخاطره وروابطه، حتى لا يتحول إلى نقطة عمياء في النظام المالي العالمي”.
وكان الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن قد أصدر تحذيراً مماثلاً الشهر الماضي، مشيراً إلى أن البنوك تعرض نفسها لمخاطر جديدة من خلال تمويل صناديق الائتمان الخاص. كما أكدت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني هذا الأسبوع أن تطور منتجات هذا القطاع يتطلب مراقبة دقيقة، خاصة وأن العديد منها لم يُختبر بعد في دورات السوق المختلفة.