الذكاء الاصطناعي بين بكين وواشنطن.. صراع تقني أم بداية لاستقطاب عالمي!
(العربية)-03/07/2025
تشير التقارير إلى أن مؤسسات عالمية مثل “إتش إس بي سي” و”ستاندرد آند شارتر” بدأت باستخدام نماذج ديب سيك داخليًا، وليس هذا فحسب، بل حتى شركات الحوسبة السحابية الأميركية الكبرى مثل أمازون وغوغل تتيح هذه النماذج لعملائها رغم تحذيرات واشنطن بشأن مخاطر أمن البيانات.
بينما تفرض الولايات المتحدة قيودًا على صادرات الشرائح الإلكترونية إلى الصين، تعمل بكين على بناء سلسلة توريد في الذكاء الاصطناعي تكون مستقلة تمامًا عن الغرب.
وفي الوقت ذاته، تنخرط بعض الشركات الصينية في دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في دول أفريقيا وجنوب شرق آسيا بهدف ترسيخ المعايير الصينية قبل أن تتمكن الشركات الغربية من دخول تلك الأسواق.
تنشر العديد من الشركات الصينية مثل علي بابا وTencent نماذجها كمفتوحة المصدر، ما يسمح للمطورين حول العالم بتعديلها حسب احتياجاتهم. في المقابل، ما تزال شركات أميركية مثل OpenAI تحتفظ بنماذجها بشكل مغلق، ما يثير تساؤلات حول جدوى الأسعار المرتفعة التي تطلبها.
وبحسب منصة Chatbot Arena لترتيب روبوتات الدردشة عالميًا من حيث جودة الأداء، احتل روبوت جيميناي من “غوغل” المرتبة الأولى بـ1477 نقطة، يليه تشات جي بي تي في المركز الثاني، وديب سيك الصيني في المرتبة الثالثة بـ1424 نقطة، ما يعني أنه قريب جدًا من جودة أداء تشات جي بي تي وليس بعيدًا عن الصدارة.
أما من حيث حجم التحميل عالميًا، فقد حصد تطبيق ChatGPT أكثر من 910 ملايين تحميل، مقارنة بـ125 مليون تحميل لتطبيق ديب سيك، وفقًا لشركة Sensor Tower.
لكن بحسب تقرير وول ستريت جورنال، يحذر العديد من الباحثين الأميركيين من فقدان واشنطن قدرتها على فهم وتتبع التوجهات التقنية الصينية، ويحثون الإدارة الأميركية على تعزيز الانخراط مع بكين في هذا المجال.
وتظهر الأرقام أن مشاركة المستثمرين الأميركيين في تمويل رأس المال المخاطر لقطاع الذكاء الاصطناعي في الصين تراجعت، حيث كانت تمثل 30% من إجمالي التمويل في 2018، لكنها سجلت 5% فقط حتى الشهر الماضي.
إذاً، بينما تسعى أميركا لقيادة الذكاء الاصطناعي عبر الابتكار والريادة البحثية، تتحرك الصين بسرعة مختلفة تركز على الانتشار السريع والتكلفة المنخفضة والتبني العالمي.
وفي ظل تراجع التعاون بين الطرفين، قد نشهد انقسامًا عالميًا تقوده التقنية، تتحول فيه نماذج الذكاء الاصطناعي إلى أدوات نفوذ واستقطاب بين الشرق والغرب.