مليارديرات الذكاء الاصطناعي.. أسرع طفرة لخلق الثروات في التاريخ

(العربية)-11/08/2025

يشهد العالم اليوم واحدة من أسرع موجات خلق الثروة في التاريخ، يقودها الذكاء الاصطناعي الذي بات يصنع مليارديرات جددا بوتيرة قياسية، وسط انفجار في تمويل الشركات الناشئة وتضخم غير مسبوق في تقييماتها السوقية.

فبحسب بيانات شركة “CB Insights”، بلغ عدد شركات الذكاء الاصطناعي الخاصة التي تجاوزت قيمتها السوقية مليار دولار نحو 498 شركة “يونيكورن”، بقيمة إجمالية تصل إلى 2.7 تريليون دولار، بينها 100 شركة تأسست فقط منذ عام 2023. كما يوجد أكثر من 1300 شركة ناشئة في المجال ذاته بقيمة تفوق 100 مليون دولار.

وقال الباحث الرئيسي في معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، أندرو مكافي: “بالعودة إلى أكثر من 100 عام من البيانات، لم نشهد قط ثروة تُكوّن بهذا الحجم والسرعة. إنه أمر غير مسبوق”، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية Business”.

مليارات على الورق.. ومليارديرات في الواقع

في مارس الماضي، قدّرت وكالة “بلومبرغ” أن 4 من أكبر شركات الذكاء الاصطناعي الخاصة خلقت ما لا يقل عن 15 مليارديراً بثروة إجمالية بلغت 38 مليار دولار. ومنذ ذلك الحين، انضمت عشرات الشركات الجديدة إلى القائمة.

من أبرز الأسماء، ميرا موراتي، التي غادرت OpenAI العام الماضي، وأطلقت شركتها “Thinking Machines Lab” في فبراير، لتجمع تمويلاً قياسياً بلغ ملياري دولار في يوليو، مانحاً الشركة تقييماً قدره 12 مليار دولار.

أما شركة “Anthropic AI”، فتجري محادثات لجمع 5 مليارات دولار بتقييم يصل إلى 170 مليار دولار، ما يجعل مؤسسها داريو أمودي وفريقه من أصحاب المليارات.

وفي يونيو، حصلت شركة “Anysphere” على تقييم بلغ 9.9 مليار دولار قبل جمع التمويل، حيث يتراوح التقييم بعد جمع الأموال بين 18 و20 مليار دولار، ما يُرجّح دخول مؤسسها الشاب مايكل ترويل (25 عاماً) نادي المليارديرات.

وادي السيليكون يعود إلى الواجهة

الطفرة تتركز بشكل كبير في منطقة خليج سان فرانسيسكو، حيث تجاوز عدد المليارديرات في المدينة نيويورك لأول مرة، بـ82 مليارديراً مقابل 66، وفقاً لتقرير “New World Wealth”. كما تضاعف عدد أصحاب الملايين في المنطقة خلال العقد الماضي، مقارنة بنمو بنسبة 45% فقط في نيويورك.

وبحسب دار مزادات “سوثبيز”، شهدت سان فرانسيسكو العام الماضي أعلى عدد من المنازل المباعة بأكثر من 20 مليون دولار في تاريخها، في انعكاس مباشر لتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العقارات.

ثروات غير سائلة… ولكنها قابلة للتحول

ورغم أن معظم هذه الثروات “ورقية” في شركات خاصة، فإن الأسواق الثانوية تتيح للمؤسسين بيع حصصهم أو الاقتراض مقابلها. شركة OpenAI، على سبيل المثال، تجري محادثات لبيع أسهم ثانوية للموظفين، بتقييم يصل إلى 500 مليار دولار.

كما شهد القطاع 73 صفقة استحواذ أو اندماج منذ عام 2023، ما وفر سيولة جزئية للمؤسسين والمستثمرين. ومن أبرز الصفقات، استحواذ Meta على Scale AI مقابل 14.3 مليار دولار، ما دفع مؤسستها السابقة لوسي غو لشراء قصر في هوليوود هيلز بـ30 مليون دولار.

هل يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل إدارة الثروات؟

مع تزايد عدد أصحاب الثروات في قطاع الذكاء الاصطناعي، تتسابق شركات إدارة الثروات التقليدية للفوز بعملائهم. لكن التحدي يكمن في أن معظم هذه الثروات لا تزال غير سائلة، ما يصعّب تحويلها إلى حسابات استثمارية.

وقال المدير التنفيذي في باثستون والمدير الإداري السابق لشركة “هول كابيتال بارتنرز” في سان فرانسيسكو، سايمون كرينسكي: “إن أصحاب الثروات الجديدة سيتبعون نمط “مليونيرات الدوت كوم” في التسعينيات، حيث بدأوا باستثمار أموالهم في شركات مشابهة، قبل أن يدركوا أهمية التنويع والاستعانة بمديرين محترفين لحماية ثرواتهم”.

ويتوقع أنه مع مرور الوقت، قد يصبح الذكاء الاصطناعي نفسه أداة لإعادة تشكيل قطاع إدارة الثروات، وربما استبداله بالكامل.