اليونسكو تحذر من اتساع فجوة المهارات عالميا بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي
(الإقتصادية)-30/10/2025
تزايدت التحذيرات من اتساع الفجوة في المهارات عالميًا مع تسارع التحولين الرقمي والبيئي، إذ توقعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن تؤدي الأتمتة والذكاء الاصطناعي إلى فقدان أكثر من 90 مليون وظيفة بحلول عام 2030، مقابل خلق 170 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة، وذلك وفقاً لتقرير اليونسكو اطّلعت عليه «الاقتصادية» .
ومن المقرر أن يناقش التقرير في الحوار الوزاري المزعم انعقاده في افتتاحية أعمال مؤتمر اليونسكو العام في سمرقند الأوزبكية، الذي تنطلق أعماله غدا إلى 13 نوفمبر، المهارات اللازمة لمستقبل مستدام.
ويشير تقرير اليونسكو، إلى أن العالم يشهد تحولات غير مسبوقة بفعل الابتكار التكنولوجي السريع، والتغيرات الديموغرافية، والضغوط المناخية، وتصاعد التعصب، وعودة النزاعات المسلحة، والتوترات الجيوسياسية، ما يؤدي إلى تفاقم فجوة المهارات العالمية وزيادة عدم المساواة في الفرص.
وتُقدّر المنظمة، أن 450 مليون شاب حول العالم يفتقرون إلى المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل، وأكثر من نصف العمال الشباب يعملون في وظائف غير رسمية.
ويشارك في المؤتمر وزراء التعليم من مختلف دول العالم، وأكثر من 5 آلاف ممثل للدول الأعضاء البالغ عددها 194 دولة، لمناقشة مستقبل العمل والتعليم في ظل الثورة الرقمية والتحول الأخضر.
ويعد واحد من كل خمسة أفراد تراوح أعمارهم بين 15 و34 عامًا، خارج منظومة التعليم أو التدريب أو العمل، في حين يُقدّر أن 262 مليون شاب لا يشاركون في أي نشاط تعليمي أو مهني، بينهم 72 مليونًا في إفريقيا، غالبيتهم من النساء.
ولا يزال 739 مليون شخص في العالم يعانون الأمية، تمثل النساء ثلثي هذا العدد، وحتى في الدول المتقدمة، ورغم ارتفاع معدلات التعليم، فإن مهارات القراءة والكتابة والحساب تراجعت أو جُمّدت بين عامي 2012 و2023، وفق الوثيقة، مع ارتفاع نسبة البالغين ذوي المهارات المحدودة.
ويشدد التقرير، على أن التحولين الرقمي والبيئي يعيدان رسم خريطة التوظيف عالميًا، إذ يُتوقع أن يُحدثا تغييرات جوهرية في طبيعة الوظائف المطلوبة، مشيرا إلى أن التحول الأخضر نحو الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والاقتصاد الدائري يتطلب مهارات تقنية ومهنية جديدة.
لكنه يحذر من أن ضعف الاستثمار في تنمية المهارات في الدول النامية والمتوسطة الدخل قد يؤدي إلى اتساع الفجوة التنموية بين الدول، وخلق واقع جديد من التفاوت في فرص التعلم والعمل.
وفي ظل هذه التحولات، تؤكد اليونسكو أهمية إعادة التفكير في التعليم بعيدًا عن النماذج التقليدية التي تفصل بين التعليم المهني وبناء الإنسان من جهة، والتعليم الموجه للتحول الاجتماعي والسلام والتنمية المستدامة من جهة أخرى.
ويرى التقرير، أن الأولوية تكمن في ضمان أن تكون جودة التعليم قادرة على تزويد المتعلمين بمهارات تقنية وإنسانية متكاملة تشمل التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، والتكيّف الاجتماعي والعاطفي.
كما شددت على ضرورة مواجهة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية والانقسام، وتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح.
