“بيتكوين” تتراجع دون 100 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو
(الإقتصادية)-05/11/2025
محت “بتكوين” مكاسبها التي حققتها خلال الصيف، متخلية عن المكاسب التي رافقت موجة الحماس في “وول ستريت” وارتفاع الطلب المؤسسي.
هبطت العملة المشفرة الأكبر في العالم بنسبة وصلت إلى 7.4% لتسجل 96794 دولارا في تداولات نيويورك أمس الثلاثاء، وهو أول تراجع دون مستوى 100 ألف دولار منذ يونيو.
يمثل ذلك انخفاضا يتجاوز 20% عن أعلى مستوى قياسي بلغته قبل شهر واحد، ما يعكس أداء مشابها لدخول الأسهم في سوق هابطة.
كما انخفضت عملة “إيثر” بنسبة 15%، وتراجعت العديد من العملات البديلة بنسب مماثلة، لتصل خسائر بعضها إلى أكثر من 50% منذ بداية العام بسبب ضعف السيولة وصعوبة التداول.
تأثير عمليات التصفية الكبرى في أكتوبر
جاءت نقطة التحول في أكتوبر، عندما أدت موجة تصفيات قاسية إلى محو مليارات الدولارات من المراكز الصعودية.
منذ ذلك الحين، بقي المتعاملون على الهامش، إذ لا تزال الاهتمامات المفتوحة في عقود “بيتكوين” الآجلة أدنى بكثير من مستويات ما قبل الانهيار، ورغم تحسن تكاليف التمويل، فإن القليل فقط مستعدون للعودة إلى السوق.
النتيجة أن “بيتكوين” ارتفعت أقل من 10% منذ بداية العام، متخلفة عن أداء الأسهم، وفشلت مجدداً في أداء دور التحوّط في المحافظ الاستثمارية.
“تراجع بيتكوين إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو، يعكس هيكلا سوقيا لا يزال يعاني من الإرهاق النفسي الناتج عن موجة التصفية الهائلة في أكتوبر، والتي غيرت جذريا طريقة تفاعل المشاركين مع الاتجاه الهبوطي السائد”.كريس نيوهاوس مدير الأبحاث في “إيرغونيا” المتخصصة في التمويل اللامركزي
تراجع في أحجام التصفية وبناء تحوطات واسعة
وصفت الموجة الحالية بأنها بيع منخفض القناعة، إذ بلغت عمليات التصفية الإجمالية مليار دولار فقط أمس الثلاثاء، بحسب بيانات “كوين غلاس”، وهي أقل بكثير من الرقم القياسي البالغ 19 مليار دولار الذي تمت تصفيته في 10 أكتوبر.
في الأثناء قام متداولو الخيارات ببناء مراكز تحوط كبيرة ضد مزيد من التراجع، حيث شهدت عقود البيع التي تنتهي أواخر نوفمبر عند سعر تنفيذ يبلغ 80 ألف دولار أعلى طلب، وفق بيانات بورصة “ديربيت” التابعة لـ”كوين بيس”.
تراجع “بيتكوين” يتزامن مع هبوط أسهم التكنولوجيا
يشبه هبوط “بتكوين” هذا الأسبوع انعكاس مسار أسهم التكنولوجيا عالية الأداء، مع تراجع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي مثل “بالانتير” و”إنفيديا” وسط شكوك جديدة حول تضخم التقييمات السوقية.
غالبا ما يُنظر إلى “بتكوين” كمؤشر للزخم المضاربي، وهي الآن تعود للتحرك بالتوازي مع معنويات سوق الأسهم.
استعادت العملة بعض خسائرها في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الأربعاء، مرتفعة 1.6% لتتداول عند 101130 دولارا عند الساعة 8:27 صباحا بتوقيت سنغافورة، بينما قلصت العملات الأخرى جزءا من خسائرها أيضا.
ضغوط من صناديق المؤشرات وتراجع الطلب
تواجه العملات المشفرة رياحا معاكسة إضافية، تشمل استثمارات خارجة من صناديق المؤشرات المتداولة، ومخاوف من عمليات بيع محتملة من قبل شركات إدارة الأصول الرقمية.
سجلت كل من صناديق “بيتكوين” و”إيثر” الفورية استثمارات خارجة خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى فتور الطلب الاستثماري بعد موجة قوية في وقت سابق من العام، ومع أن الشهر لا يزال في بدايته، إلا أن الاتجاه يبدو حتى الآن سلبيا، ما يوحي بتباطؤ الزخم في القطاع.
قال نيوهاوس “رغم أن الاتجاه العام على المدى الطويل لا يزال هابطا بوضوح، فإن قسوة تصفيات أكتوبر منعت المتداولين من الاحتفاظ بمراكز بيع طويلة الأجل تراهن على استمرار الهبوط، ما أدى إلى هيمنة التداولات قصيرة الأجل القائمة على الزخم، بدلا من التركيز على التداول حسب اتجاه السوق”.
