7 قطاعات تدخل الركود بالفعل.. هل يقترب اقتصاد أميركا من العاصفة؟
(العربية)-24/11/2025
رغم أن الصورة العامة للاقتصاد الأميركي تبدو مستقرة، إلا أن تحت السطح مؤشرات مقلقة قد تدفع البلاد نحو ركود مفاجئ. فالنمو الاقتصادي يسجل أكثر من 3% خلال آخر فصلين، والبطالة عند 4.4%، وهي نسبة منخفضة تاريخياً، لكن هذه الأرقام تخفي واقعاً أكثر قتامة.
الاعتماد على المؤشرات الكلية يعطي انطباعاً زائفاً بالاستقرار، إذ غالباً ما تبدو الأمور هادئة حتى لحظة الانهيار.
في سوق العمل مثلاً، تشير التوقعات إلى تباطؤ تدريجي، لكن التاريخ يثبت أن التحول يكون فجائياً، حيث تقفز البطالة بوتيرة متسارعة، لتدخل الاقتصاد في حلقة مفرغة من التراجع، وفقاً لما ذكرته “Business Insider”، واطلعت عليه “العربية Business”.
أكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في مقابلة مع “CNN” أن “قطاعات من الاقتصاد دخلت بالفعل في حالة ركود”، رغم تأكيده أن الصورة العامة لا تزال جيدة.
القطاعات الأكثر هشاشة
عند التدقيق في التفاصيل، تظهر 7 مؤشرات قاتلة تهدد الاقتصاد الأميركي:
- الإسكان
يجبر المخزون المرتفع من المنازل غير المباعة شركات البناء على التوقف عن مشاريع جديدة، فيما تشير تصاريح البناء إلى ضعف في النشاط المستقبلي، ما يعني أن القطاع يحتفظ بعمالة تفوق حاجته.
- العقارات التجارية
كما تراجعت استثمارات الشركات في المباني لستة فصول متتالية، رغم طفرة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. حتى الفواتير المعمارية، التي تعكس نشاط التصميم قبل البناء، لا تزال ضعيفة، ما ينذر بغياب أي انتعاش قريب.
- المطاعم
فيما سجلت سلاسل كبرى مثل “تشيبوتلي” و”سويتغرين” تباطؤاً في المبيعات، خصوصاً بين الفئة العمرية 25-34 عاماً. ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تتقلص هوامش الربح، ما يهدد بخفض التوظيف وسط مؤشرات على تراجع الإنتاجية.
- القطاع الحكومي
بعد أن تركز الضغط سابقاً على الوظائف الفيدرالية، تواجه الحكومات المحلية نقصاً في التمويل بعد انتهاء برامج الدعم المرتبطة بكوفيد، ما يجعل تسريح الموظفين أمراً متوقعاً.
قطاعات أصغر.. لكنها تنزف
النقل والشحن
شهد قطاع النقل والشحن انخفاض حركة البضائع بنسبة 30% من آسيا إلى أميركا، وتراجع تحميل القطارات 6%، مع تقلص نشاط الشاحنات، يعني أن القطاع لم يعد بحاجة إلى نفس حجم العمالة.
- التعدين والأخشاب
بينما هبطت أسعار النفط والخشب دون مستويات الربحية، ما يوقف التوظيف في هذه الصناعات.
- التعليم العالي
وحتى التعليم العالي فإنه يشهد تراجع التسجيل والتمويل الفيدرالي، ما يدفع الجامعات إلى تقليص النفقات، مع ثبات التوظيف بشكل هش.
الخطر الحقيقي
تزايد الديناميكيات الشبيهة بالركود في هذه القطاعات يرفع خطر موجة تسريحات واسعة، ومع ضعف معدلات التوظيف، فإن أي زيادة في البطالة قد تكون مضاعفة الأثر. الاستقرار الظاهر اليوم لا يلغي احتمال الانزلاق المفاجئ غداً.
المعادلة واضحة… كلما فقد الناس وظائفهم، قلّ إنفاقهم، فتتراجع إيرادات الشركات، لترد الأخيرة بمزيد من التسريحات، ما يفاقم الأزمة ويغذي حلقة مفرغة من الانكماش الاقتصادي.
حتى الآن، لا أحد يجزم إلى أين ستنتهي هذه الدوامة، لكن المؤشرات الأولية لا تبعث على الاطمئنان. فبينما تبدو الصورة العامة هادئة من ارتفاع 30 ألف قدم، فإن أمواجاً عاتية تتشكل في العمق، تهدد بقلب المشهد رأساً على عقب.
