عملة احتياط عالمية في مهب الريح.. تحذيرات من انهيار وشيك!
(العربية)-29/11/2024
تواجه السلطات الصينية ضعف اليوان، حيث تتوقع البنوك الاستثمارية العالمية أن تصل العملة إلى مستويات منخفضة قياسية، تحسبًا لتنفيذ الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تهديداته بالرسوم الجمركية.
وتتوقع البنوك الاستثمارية الكبرى وشركات الأبحاث أن يضعف اليوان الخارجي إلى متوسط 7.51 للدولار بنهاية عام 2025، ما يمثل أضعف مستوى للعملة على الإطلاق، وفقًا لبيانات مجموعة بورصات لندن التي تعود إلى عام 2004، بحسب ما نقلته “CNBC” واطلعت عليه “العربية Business”.
وكان قد قال ترامب بمستهل الأسبوع إنه سيفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية القادمة إلى الولايات المتحدة، وفقًا لمنشور على منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”. وتعهد ترامب بالفعل بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية خلال حملته الانتخابية.
وقال، نائب كبير خبراء الاقتصاد في الأسواق في “كابيتال إيكونوميكس”، جوناس غولترمان، إن التعريفات الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار، ما سيدفع عملات الاقتصادات ذات الروابط التجارية الوثيقة مع الولايات المتحدة لتعديلات هائلة.
بينما يتوقع رئيس استراتيجية النقد الأجنبي والأسواق الناشئة في “باركليز”، ميتول كوتيشا، أن يكون اليوان بحاجة إلى التحرك تجاه مستوى 8.42 مقابل الدولار ليحتسب بالكامل للتعريفات الجمركية بنسبة 60% على جميع السلع الصينية.
الرسوم الجمركية الأميركية
خسر اليوان الخارجي أكثر من 2% منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وسجل بأحدث التداولات 7.2514 يوم الخميس.
ويُشار إلى أنه خلال الجولة الأولى من الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية خلال فترة ولاية ترامب الأولى في عام 2018، انخفضت قيمة اليوان بنحو 5%، وفقًا لوكالة “رويترز”، ثم ضعفت بنسبة 1.5% أخرى في العام التالي عندما احتدمت التوترات التجارية.
أحكمت الصين قبضتها على قيمة اليوان الداخلي من خلال تحديد سعر يومي مع السماح للعملة بالتداول ضمن نطاق 2% حول هذا السعر. التداول الخارجي مدفوع بالسوق بشكل أكبر.
وأشار جو وانغ، رئيس استراتيجية أسعار الصرف والعملات الأجنبية في “بي إن بي باريبا”، إن عدم اليقين أعلى بكثير هذه المرة مما كان عليه خلال فترة ولاية ترامب الأولى، نظرًا لحجم التهديد بالرسوم الجمركية وحجم الخلل التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وأضاف وانغ، أنه من المتوقع أن يتخذ بنك الشعب الصيني تدابير مضادة للدورة الاقتصادية لمنع عملته من تجاوز الحد الأقصى. وأبقى المركزي الصيني الشهر المنصرم على العديد من أسعار الفائدة الرئيسية من دون تغيير ضمن مساعيه لاستقرار العملة.
مستوى متكيف ومتوازن
وقال مسؤول في البنك المركزي في بيان الأسبوع الماضي إن سعر الصرف سيظل مستقرًا بشكل أساسي عند مستوى متكيف ومتوازن.
وقال استراتيجي النقد الأجنبي والائتمان العالمي في بنك “دي بي إس”، ليانغ تشانغ، إن جهود الاستقرار ستوقف بعض توقعات الانخفاض وتدعم استقرار النقد الأجنبي الآسيوي الأوسع.
ويأمل المحلل أن يكون التعافي وشيكًا عندما تنخفض أسعار الفائدة الأميركية أكثر.
وقلص مؤشر الدولار الأميركي مكاسبه بعد أن أعلن ترامب عن ترشيح سكوت بيسنت لشغل منصب وزير الخزانة الأميركي قادم، بعد أن سجل أعلى مستوياته عامين عند 108.09 يوم الجمعة الماضي.
وأوضح تشانغ أنه رغم دعم بيسنت، لتعريفات ترامب، فقد دعا إلى نهج “تدريجي”. وأضاف تشانغ: “يجب أن تساعد مثل هذه المواقف السياسية في احتواء مخاطر التجارة، وخلق مساحة للمفاوضات، وفي النهاية الحد من التدفقات الخارجة المفرطة للرينمبي.