الاقتصاد العالمي يتكبَّد 38 تريليون دولار سنوياً
(القبس)-19/04/2024
من المتوقع أن يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر بقيمة 38 تريليون دولار سنوياً بحلول 2049 بسبب تغيّر المناخ، حيث يتلِف الطقس المتطرف المحاصيل الزراعية، ويضر بإنتاجية العمالة، ويدمر البنية التحتية، وفقاً لباحثين في معهد «بوتسدام لبحوث تأثيرات المناخ».
ويشير بحث، نُشر في مجلة «نيتشر»، إلى أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب سيؤدي إلى انخفاض الدخل بنسبة %19 عالمياً بحلول منتصف القرن، مقارنة بوضع الاقتصاد العالمي دون تغير المناخ. واستخدمت الدراسة بيانات من أكثر من 1600 منطقة حول العالم، خلال الأربعين عاماً الماضية، لتقييم التأثيرات المستقبلية لارتفاع درجة حرارة الكوكب على النمو الاقتصادي.
وقالت العالمة في معهد «بوتسدام» ليوني وينز، والتي قادت الدراسة، في بيان، إن «تغير المناخ سيسبب أضراراً اقتصادية هائلة خلال الخمسة وعشرين عاماً المقبلة في جميع البلدان تقريباً. يتعين علينا خفض انبعاثاتنا بشكل كبير وفوري، وإذا لم يحدث ذلك، فإن الخسائر الاقتصادية ستتفاقم في النصف الثاني من القرن، حيث ستصل إلى نحو %60 عالمياً في المتوسط بحلول 2100».
ظواهر متطرفة
أدت انبعاثات الغازات الدفيئة، التي أحدثها الإنسان، إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بنحو 1.1 درجة مئوية في المتوسط منذ عصور ما قبل الثورة الصناعية، مما سبب ظواهر جوية متطرفة، بلغت كلفتها حوالي 7 تريليونات دولار خلال الثلاثين عاماً الماضية، وفقاً لـ«بلومبيرغ إنتلجينس».
وتستمر الأضرار الناجمة عن المناخ في الارتفاع، حيث بلغ متوسطها 500 مليار دولار سنوياً، أي %2 من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، منذ 2016. وتتحمل الدول النامية، التي أسهمت بقدر أقل في ظاهرة الاحتباس الحراري، الكم الأكبر من الخسائر والأضرار.
حماية المناخ
قال الباحثون إن خفض الانبعاثات، وقصر الاحترار العالمي على درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن، ستكون الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتقليل الأضرار المناخية الإضافية.
وأضافت وينز أن «حماية مناخنا أقل كلفة بكثير من عدم القيام بذلك، وذلك حتى دون مراعاة التأثيرات غير الاقتصادية، مثل فقدان الأرواح أو التنوع البيولوجي. سنحتاج إلى مزيد من الجهود للتكيف إذا أردنا تجنب بعضها على الأقل».
ومن المتوقع أن تعاني الدول الأقل تسبباً في تغير المناخ من خسارة في الدخل بنسبة %60 أكبر من نظيراتها المرتفعة الدخل، وأكثر بنسبة %40 من الدول ذات الانبعاثات الأعلى، وفقاً للتقرير. كما أن لديها أقل الموارد للتكيف مع الآثار الحالية.
الاحترار العالمي
استطردت وينز: إن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الاحترار العالمي ستكون محسوسة في كل مكان، و«حتى في الدول المتقدمة، مثل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة»، وإن المناطق القطبية فقط ستستفيد من ارتفاع درجات الحرارة.
وتتجاوز فداحة الأضرار الاقتصادية التقديرات السابقة، لأنها لا تأخذ في الاعتبار ارتفاعات درجات الحرارة فحسب، بل أيضاً المتغيرات المناخية الإضافية، مثل هطول الأمطار الغزيرة وتأثيرات الظواهر الجوية المتطرفة على الزراعة وإنتاجية العمل، بجانب صحة الإنسان.
كذلك، قال أندرس ليفرمان، المؤلف المشارك في الدراسة، إن «التغيير الهيكلي نحو نظام طاقة متجددة ضروري لأمننا، وسيوفر لنا المال. لكن البقاء على المسار الذي نسلكه حالياً سيؤدي إلى نتائج كارثية».
تغييرات المناخ على التجارة
ينعكس تغير المناخ بشكل كبير على التجارة العالمية بمختلف الطرق، وقد يكون له تداعيات سلبية على الاقتصادات والأعمال التجارية. وهذه بعض الطرق التي يمكن لتغير المناخ أن يؤثر بها على التجارة:
1 – الإمدادات والطلب: تغيرات المناخ قد تؤدي إلى تقلبات في إنتاج المحاصيل والموارد الطبيعية الأخرى، بما يؤثر على الإمدادات. كذلك فإن زيادة درجات الحرارة أو تغيرات في نمط الأمطار يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في الطلب على منتجات محددة.
2 – اللوجستيات والنقل: ارتفاع مستويات البحار قد يؤدي إلى زيادة في تكاليف النقل البحري، وتأثير ذلك على الإمدادات اللوجستية.
3 – زيادة في الحوادث الطبيعية: مثل الأعاصير أو الفيضانات، وبما يؤثر على شبكات النقل وتأخير الشحنات.
4 – تأثيرات على البنية التحتية: تغير المناخ يؤثر على البنية التحتية للدول، مثل الموانئ والطرق والسكك الحديدية، مما يؤدي إلى تأثير على التجارة الدولية.
5 – تكاليف التأمين: أي زيادة في حدوث الكوارث الطبيعية قد تؤدي إلى زيادة في تكاليف التأمين على الشحنات والبضائع.
6 – تأثير على الصناعات الحساسة للبيئة: بعض الصناعات تكون أكثر حساسية لتغير المناخ، مثل الزراعة والصناعات البتروكيماوية، مما قد يؤدي إلى تأثير كبير على التجارة في هذه القطاعات.
7 – التشريعات البيئية: قد تزيد التشريعات البيئية المتعلقة بتغير المناخ من التكاليف، التي تتحملها الشركات في عمليات الإنتاج والنقل.
8 – تأثيرات اقتصادية عامة: يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تأثيرات اقتصادية عامة، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة أو تقليل إنتاج بعض الصناعات، مما يؤثر على التجارة العالمية.
9 – عدم اليقين: تغير المناخ يمكن أن يعزز مستويات عدم اليقين في الأعمال التجارية، ويحتمل أن تكون له تأثيرات سلبية على الاقتصادات العالمية وأنشطة التجارة.