البنوك الروسية تناقش «خطط إنقاذ» القروض المتعثرة
(البيان)-21/07/2025
ناقش كبار المسؤولين التنفيذيين في بعض أكبر البنوك الروسية طلب خطة إنقاذ ممولة من الدولة الروسية إذا استمر مستوى القروض المتعثرة في دفاترهم في التدهور خلال العام المقبل.
وقد أخذت ثلاثة بنوك على الأقل في الاعتبار احتمال حاجتها إلى إعادة رسملة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين ووثائق اطلعت عليها بلومبرغ نيوز.
وناقشت البنوك، التي يصنفها البنك المركزي الروسي على أنها ذات أهمية في النظام البنكي، داخلياً كيفية طرح فكرة الحصول على خطة إنقاذ مع البنك المركزي إذا أصبح ذلك ضرورياً.
وينشأ هذا السيناريو لأن تقييمهم لجودة محافظ قروضهم أسوأ بكثير مما تظهره البيانات الرسمية، وفقاً للمصادر والوثائق.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها لسرية المعلومات، إن أي طلب لخطط إنقاذ يعتمد على استمرار ارتفاع حجم القروض المتعثرة خلال العام المقبل، ومع ذلك ذكروا أن المناقشات أصبحت أكثر إلحاحاً في جميع أنحاء صناعة المصارف.
وعلى الورق، يبدو النظام المصرفي في صحة جيدة نسبياً مع أرباح قوية، حتى في ظل ارتفاع ما يسمى بـ«القروض غير المنتجة للشركات والأسر»، ورغم سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي عند مستوى يقترب من رقم قياسي يبلغ 20 %.
ورسمياً، تظل مستويات الديون المتعثرة أقل بكثير من المسجلة في الأزمات المالية الماضية. رغم ذلك، نصح البنك المركزي المقرضين بالتركيز على إعادة هيكلة الائتمان بدلاً من الاعتراف بكامل القروض المتعثرة.
وقللت محافظ البنك المركزي إلفيرا نابيولينا من خطر حدوث أزمة نظامية خلال منتدى مالي في سانت بطرسبرج في 2 يوليو، قائلة إن النظام المصرفي الروسي «جيد الرسملة» ولديه احتياطيات رأسمالية تبلغ 8 تريليونات روبل (102 مليار دولار). وقالت: «بصفتي الجهة التي تشرف على البنوك، أقول بمسؤولية كاملة إن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة على الإطلاق».
الاحتياطي الاحترازي
وقال البنك المركزي، إنه يمكنه إطلاق ما يعرف بـ«احتياطي رأس المال الكلي الاحترازي»، ما يسمح للبنوك بامتصاص الخسائر والعمل بنسب رأس مال أقل مؤقتاً.
وقد تخفف هذه الخطوة بعض الضغط على النظام، ما لم يتجاوز حجم الخسائر ما تم تصميم الاحتياطي لامتصاصه.
ورسمياً، بلغت حصة القروض ذات الجودة الرديئة للمقترضين من الشركات 4 % بدءاً من 1 أبريل، بينما بلغت نسبة ديون المستهلكين غير المضمونة المتأخرة 90 يوماً أو أكثر 10.5 %.
ورغم ذلك، بدأ كبار المصرفيين في إطلاق ناقوس الخطر بشأن التوقعات للعام المقبل.
وقال هيرمان جريف، الرئيس التنفيذي لبنك سبيربنك المملوك للدولة، أكبر مقرض في روسيا، عن توقعاته للعام المقبل في اجتماع المساهمين السنوي الشهر الماضي: «من الواضح بالفعل أن الأمر لن يكون سهلاً»، لأن جودة محفظة القروض تتدهور مع تزايد حاجة الشركات لإعادة هيكلة ديونها.
وأضاف: «آمل، كما هو الحال دائماً، أن نتمكن من إيجاد خطط مشتركة لتجاوز هذه الأوقات الصعبة».
في بنك VTB، ثاني أكبر مقرض في روسيا، بلغت حصة القروض غير المنتجة من الأفراد في محفظة التجزئة 5 % في مايو، أي ما يعادل 377 مليار روبل، حسبما ذكرت صحيفة فيدوموستي في 1 يوليو، نقلاً عن نائب رئيس البنك الأول ديمتري بيانو.
وقد ارتفع هذا المؤشر بنسبة 1.2 نقطة مئوية منذ بداية العام. وقال بيانو إن حصة القروض المتعثرة يمكن أن تصل إلى 6 – 7 % بحلول عام 2026، رغم أنه أشار أيضاً إلى أن هذا أقل من الذروة البالغة 8 – 10 % التي شوهدت في 2014 – 2016.
أسعار الفائدة المرتفعة
ويشعر العملاء بالقلق بشأن أسعار الفائدة المرتفعة، ونمو حصة القروض المتعثرة، رغم أن البنوك تعيد هيكلتها في الوقت الحالي ولديها احتياطات كثيرة، وفقاً لكبار المديرين في اثنين من المقرضين الروسيين ذوي الأهمية النظامية، طلبوا عدم كشف هويتهم.
وقال أحد المصادر إنه في حين لا توجد إشارة كبيرة حتى الآن على وجود أزمة، والتي يمكن حلها على أي حال عن طريق ضخ الأموال، إلا أنه رغم تصنيف الكثير من البيانات قد لا تكون الصورة الكاملة مرئية.
واستخدمت روسيا خطط الإنقاذ وآليات أخرى لإعادة رسملة البنوك المتعثرة في الماضي. في عام 2017، أنفق البنك المركزي ما لا يقل عن تريليون روبل لإنقاذ ثلاثة بنوك خاصة كبيرة، هي Otkritie وPromsvyazbank وB&N Bank، وهي خطوة قال إنها ضرورية لإنقاذ النظام المالي.