البنوك المركزية تحاول غسل أدمغة “Gen z” في محاولة لاستعادة الثقة
(العربية)-05/03/2025
عادة ما تكون سياسة البنوك المركزية فعالة في حال آمن الناس بها واعتمدوها. ولكن في الفترة الأخيرة تزعزعت الثقة العامة بالبنوك المركزية بسبب أزمة التضخم.
وفي محاولة لاستعادة هذه الثقة، لا سيما ثقة الأجيال الشابة التي ليس لديها، بأغلب الأحيان، علم بأهمية دور البنوك المركزية في دعم الاقتصاد، يتجه كل من البنك الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي ونظرائهما إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق وجذب “Gen Z” وبالتالي تهدف هذه البنوك إلى إدارة سمعتها ومواجهة الأخبار المزيفة التي تُنشر عبر الإنترنت.
ومصطلح “Gen Z” يشير إلى الجيل الذي ولد في الفترة ما بين أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة.
ويتعرض، على سبيل المثال، رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول بشكل روتيني للمعلومات المضللة أو السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكن أن تثير نظريات المؤامرة حول البنوك المركزية، التي ترفع أسعار الفائدة لمجرد التأثير سلبا على المستهلكين.
منشورات تعتمدها البنوك المركزية
وعادة ما تركز البنوك المركزية على تاريخها وتصميم العملات المعدنية والأوراق النقدية. فيما يركز “الفيدرالي” كثيرا عبر “إنستغرام” على التحذيرات من عمليات الاحتيال. ويروج البنك البرازيلي لنظام الدفع الفوري الذي يستخدمه ملايين المستهلكين. في حين ينشر بنك كندا مذكرات فيديو لرحلات صانعي السياسات في جميع أنحاء البلاد.
أما بنك جامايكا فقد اتخذ نهجا مختلفا ولينشر مقاطع فيديو مرتبطة برقصة “ريغي”.
ولا تزال شعبية البنوك المركزية على وسائل التواصل الاجتماعي ضعيفة للغاية مقارنة بنجوم الرياضة والسينما. فلدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يمكن لقراراته أن تحرك الأسواق العالمية بتريليونات الدولارات، نحو 200 ألف متابع على “إنستغرام”، مقابل 649 مليونا للاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو.
وبنك فنزويلا هو البنك المركزي الأكثر متابعة مع 1.9 مليون متابع حول العالم، يليه المركزي الإندونيسي بنحو مليون متابع بينما يأتي “الفيدرالي” في المركز السادس.
من جانبه، قال كبير استراتيجي الأسواق في Squared Financial، نور الدين الحموري، إن هذه الشريحة من جيل الشباب تعتبر الأكثر تطوراً خلال العقدين الماضيين في ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير لإيصال المعلومة. لكن السؤال لماذا سيذهب هذا الجيل إلى البنوك المركزية!
وأضاف أنه منذ بداية هذا الجيل، والبنوك المركزية نوعاً ما لا تعني شيء لهذا الجيل سواء أزمة اقتصادية إلى أخرى بداية من عام 2008 إلى أزمة الدين الأوروبي إلى كوفيد.
وأوضح أن هذا الجيل يدرس في كتب الاقتصاد على سبيل المثال بأنه عندما يرتفع التضخم يرفع البنك المركزي سعر الفوائد فيتراجع التضخم. وذلك ليس صحيحاً على أرض الواقع.