الجرائم الإلكترونية تكلف العالم 10.5 تريليونات دولار في 2025
(البيان)-17/07/2025
تعد برامج التجسس وسرقة المعلومات من أكثر التهديدات الإلكترونية انتشاراً، حيث تستهدف ملايين الأجهزة حول العالم وتعرّض البيانات الشخصية والشركات الحساسة للخطر. هذه البرامج الخبيثة تم تصميمها لاستخراج بيانات تسجيل الدخول وملفات تعريف الارتباط Cookies ومعلومات مهمة أخرى، ثم تجمع هذه البيانات في ملفات سجلات ويتم تداولها على الإنترنت المظلم.
مؤخراً، كشفت تحليلات منصة «سايبر نيوز» عن واحدة من كبرى عمليات تسريب بيانات الدخول في التاريخ، حيث تم الكشف عن أكثر من 16 ملياراً بيانات دخول مخزنة في مجموعات ضخمة، يعتقد أن مصدرها الأساسي يعود إلى برمجيات التجسس من نوع «إنفوستيلرز».
وتُظهر قراءات «كاسبرسكي» أن هناك نمواً بنسبة 21% في عدد اكتشافات هجمات سرقة كلمات المرور على مستوى العالم بين عامي 2023 و2024.. «البيان» تلقي الضوء، مع بعض المختصين، على هذه القضية وتداعياتها.
الصيد الثمين
كارولين دوبي، كبيرة المسؤولين الفنيين الميدانيين وقائدة استراتيجية السوق للأمن السيبراني بشركة «كلاوديرا»، تقول: تشكل البيانات اليوم أصولاً استراتيجية ثمينة، وفي الوقت ذاته تكون أهدافاً مغرية للهجمات الإلكترونية، وهو ما تؤكده عملية التسريب لنحو 16 مليار معلومة دخول والتي تم الإعلان عنها مؤخراً، لتكون بمثابة جرس إنذار واضح.
تتطلب حماية البيانات على نطاقٍ واسع ذكاءً وقدرةً على التكيف وثقةً ودعوةً لاتخاذ إجراءاتٍ فورية لتفادي الكوارث الناتجة عن تسريبات البيانات الكبرى. وتشير التقديرات إلى أن الجرائم الإلكترونية من المتوقع أن تُكلّف العالم نحو 10.5 تريليونات دولار هذا العام، بعدما بلغت خسائرها 9.5 تريليونات دولار خلال عام 2024 وحده.
وتشهد هجمات «برامج الفدية» تصاعداً مقلقاً بمعدل هجوم كل 11 ثانية، بينما ارتفع متوسط تكلفة اختراق البيانات إلى 4.88 ملايين دولار. في المقابل، تُوفّر الشركات التي تستخدم الأتمتة والذكاء الاصطناعي في عملياتها الأمنية نحو 2.22 مليون دولار في المتوسط عن كل حادثة اختراق.
والخطوة الأولى والأهم في حماية ثقة المستهلك هي تأمين المعلومات الحساسة والمعلومات الشخصية؛ حيث يتعامل الذكاء الاصطناعي مع جميع البيانات على قدم المساواة، ويستخدمها بشكل عشوائي ما لم يتم وضع ضوابط ومعايير دقيقة. كما يتطلب الأمر تفعيل آليات حذف أو إخفاء هوية السجلات بما يتماشى مع اللوائح التنظيمية وتوقعات المستهلكين.
تعزيز الوعي
أما لويز بو راشد، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في «مايلستون سيستمز»، فترى أنه في ظل التسارع غير المسبوق في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، لم تعد حماية مستقبل الابتكار والسمعة والحرية الرقمية تقتصر على منع الاختراقات فحسب، بل يتطلب الأمر نهجاً متقدماً يقوم على استباق التهديدات الناشئة عبر دمج تقنيات المراقبة اللحظية والتخزين المشفر للبيانات والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في رصد التهديدات وتحليلها في مراحلها المبكرة.
وتضيف: من خلال هذا الدمج العميق بين التكنولوجيا والأمن، يتم تقليص مستويات المخاطر وتعزيز جسور الثقة المستدامة مع العملاء والشركاء، عبر تضمين الأمن السيبراني في كل تفاصيل العمليات اليومية، من البنية التحتية الرقمية إلى سلاسل الإمداد والتوزيع.
وتتطلب مواجهة هذه التحديات اعتماد الشركات استراتيجية متعددة المستويات تقوم على نموذج أمان الثقة الصفرية، التي تتجاوز الدفاعات التقليدية التفاعلية، وتعتمد على التحقق المستمر من هوية كل مستخدم وجهاز وتطبيق. وتشمل هذه الاستراتيجية اعتماد ضوابط صارمة للتحكم في الوصول، وتفعيل المصادقة متعددة العوامل، وتأمين نقاط النهاية، فضلاً عن إجراء مراجعات دورية دقيقة لأنظمة الحماية.
ونظراً إلى حقيقة أن أكثر الأنظمة تطوراً قد تتعرض للاختراق بنقرة واحدة، يصبح تعزيز وعي الموظفين بأهمية الأمن السيبراني من خلال برامج التثقيف والتدريب أمراً بالغ الأهمية؛ فقد أصبح الأمن السيبراني اليوم عنصراً أساسياً في ترسيخ الثقة وضمان المرونة واستمرارية الأعمال في عالم مترابط بشكل غير مسبوق، ولم يعد مجرد وظيفة داخلية تابعة لإدارة تقنية المعلومات.