الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لنظام العمل 4 أيام أسبوعيا
(العربية)-19/02/2025
مع استمرار الشركات حول العالم في تجربة نظام العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع، يتزايد اهتمام الموظفين بهذا المفهوم. إذ أعربت غالبية ساحقة، تصل إلى 81% من الشباب، عن دعمهم لفكرة العمل أربعة أيام في الأسبوع، وفقًا لاستطلاع أجرته “CNBC” و”Generation Lab” في عام 2024 وشمل 1033 أميركيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا.
في الوقت نفسه، يمكن أن تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل “مايكروسوفت كوبايلوت”، الموظفين على زيادة إنتاجيتهم في العمل.
وتشير ريبيكا هيندز، رئيسة مختبر ابتكار العمل في “Asana”، إلى أن حوالي 53% من وقت العاملين في المعرفة يُستهلك في “العمل الروتيني”، مثل جدولة الاجتماعات وحضورها وتنسيق العمل.
وتضيف: “لدى الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لأتمتة هذا النوع من العمل الروتيني”.
مع كل هذا الوعد بتقليل عبء العمل على الموظفين بفضل الذكاء الاصطناعي، هل من الممكن أن يؤدي هذا التطور التكنولوجي إلى تحقيق نظام العمل لمدة أربعة أيام فى المستقبل؟
“أعتقد ذلك بالتأكيد”، تقول كيلي دانيال، مديرة البرمجيات في شركة “Lazarus AI” للذكاء الاصطناعي. وتضيف: “نماذج الذكاء الاصطناعي تصبح أكثر ذكاءً وقدرة، والقدرة على تخصيصها لتجربة فريدة تصبح أسرع وأسهل وأرخص”.
ويتفق خبراء آخرون مع هذا الرأي – ولكن بشروط تعتمد بشكل كبير على قرارات الشركات. ويوضح تقرير لشبكة “CNBC” اطلعت عليه “العربية Business” كيف يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في تحقيق نظام العمل لمدة أربعة أيام:
استفادة الجميع
في البداية، بينما بدأ بعض الأفراد بالفعل في الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن نجاح هذه الأدوات ليس متساويًا للجميع.
تقول هيندز: “إذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي يوميًا، فإن 89% من هؤلاء العاملين أفادوا بتحقيق مكاسب في الإنتاجية”.
لكنها تضيف: “إذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي مرة شهريًا أو أسبوعيًا، فإنك أقل احتمالية للإبلاغ عن مكاسب في الإنتاجية”.
هذا يجعل من الصعب على المؤسسات تقييم فعالية هذه التقنية واتخاذ قرارات بشأن القوى العاملة. وتقول هيندز: “من أجل نجاح ترتيب عمل مختلف، مثل العمل أربعة أيام في الأسبوع، يجب أن يستفيد الجميع من التقنية وأن يتمكنوا من استخدامها بفعالية”.
سيختلف الأمر من شركة إلى أخرى
إذا جاء وقت تتبنى فيه الشركات هذه التقنية بشكل واسع وترى زيادة في الإنتاجية تُبرر تقليل أيام العمل، فقد يختلف التطبيق من شركة إلى أخرى.
تقول دانيال: “بعض الشركات قد تقول: نتوقع منك تحقيق نفس مستوى الإنتاجية الأسبوعية، وإذا تمكنت من تحقيق ذلك في أربعة أيام بدلاً من خمسة، فهذا رائع. عد إلى المنزل”.
لكن شركات أخرى قد ترى أن الوقت الذي توفره الأدوات التقنية يجب أن يُخصص لأعمال أكثر أهمية، مع الحفاظ على عدد ساعات العمل نفسه. وفي الوقت ذاته، قد تسعى بعض الشركات إلى تقليل الوظائف بفضل الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى نقل بعض المهام إلى زملاء آخرين.
في النهاية، كيف سيتطور تأثير الذكاء الاصطناعي على العاملين سيعتمد على “أهداف الشركات واحتياجاتها”، كما تقول دانيال.