بنكان صغيران يدعمان بناء عائلة ترامب إمبراطورية للعملات المشفرة
(البيان)-05/11/2025
تستعين عائلة ترامب ببنكين صغيرين غير معروفين، للمساعدة في تمويل بناء إمبراطورية العملات المشفرة الخاصة بها، وأحد هذين البنكين يقع في برج ترامب في مانهاتن، والآخر محصور بين ساحة خردة ودار جنازات في نيوجيرسي.
وانتقل كل من «دوميناري» و«يوركفيل أدفايزرز» من حالة غموض نسبي إلى مركز رئيسي لسلسلة من صفقات العملات المشفرة، التي أبرمتها عائلة ترامب هذا العام، مستفيدة من طفرة الأصول الرقمية، التي غذتها الإدارة الأمريكية.
صرح إريك ترامب، نجل الرئيس وعضو المجلس الاستشاري لـ«دوميناري» لصحيفة فاينانشال تايمز: «بعض البنوك الصغيرة أسرع وأكثر براعة، وبعضها أصبح من الأصدقاء المقربين».
ومن منزل صغير في ماونتن سايد، إحدى ضواحي نيوجيرسي، ساعد المسؤولون التنفيذيون في «يوركفيل» هذا العام مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا على جمع 2.5 مليار دولار لشراء البيتكوين، ووافقوا على إطلاق خمسة صناديق استثمار متداولة تحت شعار «أمريكا أولاً».
وفي أغسطس دخلت شركة «تي إم تي جي» في شراكة مع «كريبتو.كوم» و«يوركفيل أكويزيشن كورب»، وهي شركة استحواذ خاصة مدرجة في بورصة ناسداك، لشراء ما قيمته مليار دولار من عملة «كرونوس» الرقمية. وتعهد صندوق استثماري منفصل في «يوركفيل» بتقديم خط ائتمان أسهم بقيمة 5 مليارات دولار للشركة حديثة التأسيس.
وتأسست شركة يوركفيل أدفايزرز عام 2001 على يد مارك أنجيلو، المولود في نيوجيرسي، والذي اكتسب خبرته في شركة بوسطن جروب للسمسرة في الأسهم الصغيرة بلوس أنجلوس.
ومنذ ذلك الحين استثمرت الشركة أكثر من 750 مليون دولار في شركات صغيرة غالباً ما تعاني من ضائقة مالية حول العالم، وعادة ما تهيكل هذه الاستثمارات على شكل ما يسمى باتفاقيات شراء الأسهم الاحتياطية، وتتضمن هذه الاتفاقيات شراء أسهم بخصم من سعرها السوقي، وبيعها مرة أخرى في السوق عندما تحتاج الشركة إلى سيولة نقدية.
وقال أحد المخضرمين في وول ستريت، والذي يعمل الآن في شركة لبيانات السوق: «كان الناس يطلقون على هذا النوع من التمويل اسم «دوامة الموت»، فإذا كانت أسهم الشركة في انخفاض وكان المستثمر يشتري السهم بخصم، فقد يديم ذلك دوامة الانخفاض».
أبرمت «يوركفيل» مثل هذه الصفقة مع شركة «تي إم ني جي» في يوليو 2024، حيث وافقت على شراء ما يصل إلى 2.5 مليار دولار من أسهم الشركة بخصم 2.75% متى رأت شركة ترامب ميديا ذلك مناسباً.
وتظهر الملفات أن «يوركفيل» اشترت العام الماضي أكثر من 20 مليون سهم من أسهم شركة «تي إم تي جي»، وجمعت 450 مليون دولار، وتم رفض زيارة من جانب صحيفة فاينانشال تايمز لمقر الشركة مراراً وتكراراً.
وكان أنجيلو قد تلقى تهديداً بالقتل في وقت سابق من هذا العام عقب نشر مقال عن «يوركفيل» وعلاقتها بشركة «تي إم تي جي»، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.
وصرح تروي ريلو، المدير التنفيذي في «يوركفيل»، في رسالة بريد إلكتروني أن الشركة نفت «الوصف الكاذب والمضلل الذي قدمته فاينانشال تايمز للسيد أنجيلو، ويوركفيل، واستراتيجيات يوركفيل الاستثمارية، والشركات التي تمولها صناديق يوركفيل الاستشارية».
وانتقدت الشركة ما وصفته بـ«التقارير المتهورة المزعومة لصحيفة فاينانشال تايمز، والتي تدفع مؤسسات شرعية، مثل يوركفيل، إلى رفض التعامل مع «الصحفيين»».
وحقق صندوق التحوط الرئيسي في «يوركفيل» دخلاً خاضعاً للضريبة، قدره 272 مليون دولار خلال السنوات الثلاث حتى عام 2008، لكنه بدأ بالتراجع خلال الأزمة المالية العالمية، حيث خسر 352 مليون دولار بين عامي 2009 و2011.
وتم نشر هذه الأرقام في ملف قضائي قُدّم في سبتمبر طعناً في ادعاء دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية بأن صندوق يوركفيل «كان منخرطاً في عمل تجاري أمريكي» بدلاً من العمل مستثمراً، وأنه مدين بما يقرب من 100 مليون دولار من الضرائب المقتطعة والغرامات نتيجة لذلك.
تفاقمت محنة صندوق يوركفيل في عام 2012 عندما اتهمته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بالاحتيال، وأنكر يوركفيل بشدة ارتكاب أي مخالفات، لكنه اضطر إلى الانتظار ست سنوات حتى رفضت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية القضية.
وبحلول نهاية عام 2023 بلغت الأصول المُدارة في «يوركفيل» 323 مليون دولار، ودخل أنجيلو في نهاية المطاف إلى مدار ترامب من خلال إريك سويدر، وهو من قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية، والذي أدار شركة «سباك»، التي اندمجت مع «تي إم تي جي» في عام 2023، وفقاً لسمسار في بنك أمريكي منافس.
وفي أغسطس أصبح أحد أعضاء مجلس إدارة «يوركفيل» الرئيس التنفيذي لشركة منفصلة لـ«سباك» مدعومة من ترامب تم إنشاؤها للاندماج مع شركة تصنيع أمريكية.
ويعد كايل وول، المدير التنفيذي لشركة دوميناري – الذي تم تقديمه إلى الأخوين ترامب قبل حوالي أربع سنوات خلال فعاليات خيرية في نوادي الغولف في لونغ آيلاند – عضوا في المجلس الاستشاري لنفس الشركة.
وقال كايل وول لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن تخصصات «دوميناري» تشمل حلولاً للشركات الصغيرة، التي تتطلع إلى الإدراج أو الاندماج مع شركة «سباك» أو القيام باستحواذ عكسي.
وقال أنتوني هايز، المحامي والرئيس التنفيذي لشركة دوميناري: «الجميع يريد التركيز على المال، بينما علاقتنا مع عائلة ترامب بدأت في الواقع بالأعمال الخيرية». نحن لا نتدخل في السياسة، ولا نذهب إلى البيت الأبيض. نحن نعمل بجد واجتهاد، ونكافح بشراسة، ونعمل بجد لا يصدق.
وفي عام 2022 انضم وول، برفقة زوجته وعدد من زملائه، إلى أنتوني هايز في شركة دوميناري قادمين من شركة ريفير للأوراق المالية، وهي شركة وساطة مالية في نيويورك. وانضم إريك ودونالد ترامب الابن إلى المجلس الاستشاري لـ«دوميناري» في فبراير، ويمتلكان حوالي 12% من أسهم الشركة.
أعادت شركة تابعة سابقة لدوميناري، تدعى «أمريكان داتا سنترز»، تسمية نفسها باسم «أمريكان بيتكوين» عندما انضم إليها الأخوان ترامب في مارس.
وأدرجت الشركة من خلال اندماج عكسي بعد ستة أشهر، فيما وصفه وول بأنه «وقت قياسي»، وفقاً لناسداك. ويمتلك إريك ترامب حصة تزيد على 300 مليون دولار، وهو عضو في مجلس إدارة «أمريكان بيتكوين» إلى جانب دون الابن.
وانتقلت «دوميناري» إلى طابقين أسفل مؤسسة ترامب في برج ترامب في عام 2021، مع خمسة موظفين، أما الآن فيقود هايز فريقاً يضم حوالي 70 موظفاً، لكنه أكد أن الأعمال كانت في ازدهار قبل فترة طويلة من عودة دونالد ترامب للرئاسة.
ومنذ مايو 2023 عملت شركة دوميناري للأوراق المالية، وهي شركة وساطة مالية تابعة، على أكثر من 200 طرح عام أولي، وعروض متابعة، واكتتابات خاصة، بمعدل صفقة كل ثلاثة أيام عمل.
في أغسطس قدمت دوميناري استشارات في صفقة بين مجموعة الرعاية الصحية «سيفتي شوت» وشركة عملات الميم «بونك.فان»، وكانت «سيفتي شوت» سابقاً مساهماً رئيسياً في شركة تصنيع الألعاب «إس آر إم إنترتينمنت»، التي اندمجت في يونيو، بمساعدة دوميناري، مع «ترون»، وهي منصة أصول رقمية يملكها ملياردير العملات المشفرة المؤيد لترامب، جاستن صن.
وكما أثمرت الاستثمارات المبكرة، من خلال شركات ذات أغراض خاصة في بعض الشركات الخاصة الأعلى قيمة في أمريكا، بما في ذلك شركة «أندوريل» للمقاولات الدفاعية ومجموعة «داتابريكس» للذكاء الاصطناعي.
وقال وول: «معظم هذه الأسماء لن تسمح لك بالدخول إلا إذا كان لديك ما يقارب 100 مليون دولار لدى أحد أكبر البنوك، لكننا خفضنا هذا الحد الأدنى للاستثمار إلى حوالي 100,000 دولار فقط».
وتدعم دوميناري أيضاً شركة «إكس ايه آي»، التي أسسها إيلون ماسك. وقال وول إنه حقق زيادة «ربما 10 أضعاف» عن استثماره الأولي، وهو الآن يبحث عن صفقات في مجال الحوسبة الكمومية والصواريخ ومجموعات «الصحة وطول العمر».
أفادت صحيفة فاينانشال تايمز في أبريل أن أسهم شركة دوميناري القابضة ارتفعت بنسبة 580% في الأسابيع الستة، التي سبقت تقديمها ملفاً في 11 فبراير يكشف عن انضمام ترامب جونيور وإريك ترامب إلى مجلسها الاستشاري.
ارتفعت الإيرادات بنسبة 520% مقارنة بعام 2024 في الربع المنتهي في يونيو، ولا يزال السهم مرتفعاً بنحو 350% هذا العام، بقيمة سوقية تبلغ حوالي 75 مليون دولار.
وقال مدير عام في بنك استثماري أمريكي منافس: «إنهم يتمتعون بمكانة فريدة، مع إمكانية ممتازة للوصول إلى رأس المال، ومكانة مرموقة، وعلاقات ممتازة مع أبناء ترامب، لذا ليس من المستغرب على الإطلاق أنهم يقومون بمثل هذا العمل الممتاز».
