تأمين مخاطر الذكاء الاصطناعي .. استجابة تأمينية لمخاطر العصر الرقمي
(الوفد)-21/07/2025
في عالم يتسارع فيه التحول الرقمي، ويغدو الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز محركات التطور في مختلف القطاعات، برزت تحديات من نوع جديد تهدد سلامة المؤسسات والأفراد، ما استدعى استجابات تأمينية مبتكرة تتجاوز المفاهيم التقليدية. من هنا، تبلورت فكرة “تأمين مخاطر الذكاء الاصطناعي” كحل وقائي واستراتيجي لمواكبة هذا التحول حسبما أفادت نشرة الاتحاد المصري للتأمين.
مخاطر الذكاء الاصطناعي.. تعقيد متنامٍ وتحديات متعددة
- القرارات الخاطئة
أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على تحليل البيانات، ومع وجود بيانات غير دقيقة أو خوارزميات منحازة، قد تتخذ قرارات تسبب خسائر مالية أو أضرار جسدية، كما في حالات التشخيص الخاطئ أو التوصيات الاستثمارية.
- التحيّز الخوارزمي
تعليم الآلة على بيانات غير متوازنة يؤدي إلى تمييز ضد فئات معينة، ما يعرض المؤسسات لمساءلات قانونية ومخاطر السمعة.
- الاختراقات السيبرانية
بما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ترتبط عادةً بالإنترنت وتعالج بيانات ضخمة، تصبح هدفًا للهجمات السيبرانية، وما ينتج عنها من تسريب بيانات أو شلل عمليات.
- فقدان السيطرة
في بعض الأنظمة ذاتية التعلم، يصعب التنبؤ بسلوك النظام أو تصرفاته غير المتوقعة، مما يمثل تهديدًا تشغيلًيا يصعب السيطرة عليه.
التأمين التقليدي والذكاء الاصطناعي.. فجوات واضحة
رغم توفر وثائق تأمين مثل التأمين السيبراني، وتأمين المسؤولية المهنية، وتأمين الممتلكات، فإن معظمها لا يُراعي تعقيد الخوارزميات الذكية أو مسؤولية الأنظمة الذاتية، ما يخلق فجوة في التغطية التأمينية للمخاطر الحديثة.
منتجات تأمينية متخصصة.. استجابة لواقع جديد
مع إدراك هذه الفجوة، طوّرت شركات عالمية وثائق تأمينية مخصصة لمخاطر الذكاء الاصطناعي، منها:
Robotics Shield: لحماية مستخدمي الروبوتات والأنظمة الذكية الصناعية والطبية.
aiSure™ و aiSelf™: لتغطية أخطاء الذكاء الاصطناعي، سواء للمطورين أو المستخدمين، ولتعزيز موثوقية النماذج الذكية.
NOVAAI و PONTAAI: تغطيات شاملة تشمل المسؤولية عن القرارات، الأضرار الناتجة عن المحتوى المُنتج بالذكاء الاصطناعي، وانتهاك الخصوصية أو الملكية الفكرية.
الاستثناءات في الوثائق.. حدود التغطية
تشمل أبرز الاستثناءات: الأفعال المتعمدة، استخدام برمجيات مفتوحة المصدر غير آمنة، الإهمال التنظيمي، الهجمات السيبرانية غير المؤمَّن عليها، والمخاطر الناتجة عن نماذج لا تزال في طور التجريب.
حوادث بارزة توضح الحاجة للتأمين
اختراقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في مؤسسات مالية.
حملات معلومات مضللة على منصات التواصل.
تسميم بيانات أنظمة التوصية التجارية.
أخطاء تشخيصية في قطاع الصحة.
حوادث في قطاع السيارات الذكية بسبب قرارات خاطئة من الأنظمة ذاتية القيادة.
كل هذه الحوادث تؤكد الحاجة إلى تغطيات تأمينية متخصصة، تعكس الواقع المتغير وتعزّز قدرة الشركات على إدارة المخاطر بثقة.
فرص نمو سوق التأمين المرتبط بالذكاء الاصطناعي
تشير تقديرات ديلويت إلى أن حجم أقساط تأمين الذكاء الاصطناعي قد يصل إلى 4.7 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 80%.
ومن أبرز المحركات لهذا النمو:
التأمين القائم على الاستخدام وتحليل سلوك العملاء.
ميكنة إجراءات المطالبات التأمينية.
تطوير نماذج تسعير ديناميكية.
التوسع في وثائق الذكاء الاصطناعي التوليدي، بقيمة متوقعة 14.3 مليار دولار بحلول 2034.
التحديات التنظيمية والتشغيلية
عدم وضوح المسؤولية القانونية في حوادث الذكاء الاصطناعي.
قضايا الخصوصية والامتثال خاصة مع لوائح مثل GDPR.
تسارع التطور التكنولوجي مقابل بطء التحديثات التشريعية.
تفاوت استخدامات الذكاء الاصطناعي بين القطاعات، مما يعقّد توحيد الوثائق.
تحديات في الاكتتاب والتسعير
نقص بيانات الأداء التاريخي.
صعوبة تقييم مخاطر الخوارزميات المعقدة.
الحاجة إلى نماذج تسعير مخصصة حسب كل قطاع.
حلول مقترحة
إنشاء قواعد بيانات موحدة للحوادث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
تصميم وثائق تأمين مرنة وفقًا لاستخدام النظام.
دمج الذكاء الاصطناعي ذاته في تقييم المخاطر.
بناء شراكات بين التأمين والتكنولوجيا لفهم الأنظمة بشكل أعمق.
تطبيق مبادئ الشفافية والحوكمة في الأنظمة المؤمَّن عليها.
تنظيم برامج تدريب للمختصين في الاكتتاب والمخاطر.
رؤية الاتحاد المصري للتأمين
يؤكد الاتحاد أن مواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي لم تعد رفاهية بل ضرورة، داعيًا إلى:
التعاون بين شركات التأمين والمطورين والمشرّعين.
تطوير وثائق متخصصة تُواكب المخاطر الحديثة.
نشر الوعي وبناء القدرات الفنية.
دعم الابتكار دون التنازل عن معايير الحماية التأمينية.