تخلّي البنوك العالمية عن تمويل مشاريع النفط.. غير واقعي
(القبس)-27/06/2024
حسم الرئيس التنفيذي للعملاق المصرفي البريطاني «باركليز بي.إل.سي» الجدل القائم، حول دعوات النشطاء والمستثمرين للبنوك، إلى التخلي عن تمويل صناعة النفط والغاز، بأنها غير واقعية.
وقال سي.إس فينكاتاكريشنان، خلال منتدى بلومبيرغ للتمويل المستدام في لندن، إن البنوك «لا يمكنها أن تتصرف بهدوء» فيما يتعلق بتمويل قطاع النفط والغاز.
ذكر تقرير حديث على موقع أويل برايس أن النشطاء في مجال البيئة يدعون إلى وقف تمويل مشروعات النفط والغاز والفحم، واتهموا البنوك، التي تساند الوقود الأحفوري، بتمويل تدمير المناخ.
وفي الشهر الماضي، أظهر تقرير أن البنوك مولت الوقود الأحفوري بـ6.9 تريليونات دولار، منذ توقيع اتفاق باريس في عام 2015، مع توفير 705 مليارات دولار في عام 2023 وحده.
وكشف التقرير المصرفي السنوي الخامس عشر، بشأن فوضى المناخ BOCC، أن «جيه بي مورغان تشيس» هو الممول الأول للوقود الأحفوري في العالم، حيث خصص 40.8 مليار دولار لشركات الوقود الأحفوري في عام 2023. ويتصدر «جيه بي مورغان» التمويل منذ اتفاقية باريس لعام 2015 أيضاً، يليه «سيتي غروب» و«بنك أوف أمريكا».
الوقود الأحفوري
وجد التقرير أن «باركليز» يحتل المرتبة الثامنة من حيث معظم الأموال المقدمة للوقود الأحفوري منذ عام 2015، بتمويل قدره 235.2 مليار دولار، مما يجعله أكبر مقرض في أوروبا لصناعة الوقود الأحفوري.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن بنك باركليز أنه سيتخلى عن التمويل المباشر لمشاريع النفط والغاز الجديدة، لينضم إلى البنوك الأوروبية الكبرى الأخرى في وقف تمويل التوسّع في الوقود الأحفوري.
وتعهّد أكبر مقرض في أوروبا لمشاريع الوقود الأحفوري بتقييد تمويل النفط والغاز، بما في ذلك التمويل المباشر للمشاريع الجديدة، في خطوة رحبت بها المجموعات البيئية. وسيطلب البنك أيضاً من عملائه في مجال الطاقة أن تكون لديهم أهداف لخفض غاز الميثان بحلول عام 2030، والالتزام بإنهاء جميع عمليات الحرق الروتينية غير الضرورية بحلول عام 2030، وأهداف النطاقين 1 و2 المتوافقة مع صافي الصفر على المدى القريب بحلول يناير 2026.
ومع ذلك، يقول الناشطون إنه كان بإمكان بنك باركليز أن يذهب إلى أبعد من ذلك في التزاماته، وأن إعلان البنك المصرفي البريطاني العملاق، يفرض الآن ضغوطاً على البنوك الأمريكية، التي تعد أكبر المقرضين لصناعة الوقود الأحفوري – «جيه بي مورغان، وبنك أوف أمريكا، وبنك باركليز وسيتي».
المخاطر الجيوسياسية
من جانب آخر، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، (الأربعاء)، على الرغم من قفزة مفاجئة في المخزونات الأمريكية، وجاء الصعود مدفوعاً بالمخاطر الجيوسياسية الناجمة عن الصراع بالشرق الأوسط، وتوقعات بسحب المخزونات في نهاية المطاف خلال موسم ذروة الطلب في الربع الثالث.
وقال القيادي بفريق قطاع الطاقة في بنك «دي.بي.إس»، سوفرو ساركار: «يبدو أن السوق يتجاهل مخاوف الطلب في الوقت الحالي، متوقعاً السحب من المخزونات في ذروة موسم الطلب خلال الربع الثالث. أرقام المخزون الرسمية من إدارة معلومات الطاقة اليوم ستتيح للسوق المزيد من المؤشرات».
وذكرت مصادر مطلعة في السوق أن معهد البترول الأمريكي قال: إن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ارتفعت 914 ألف برميل في الأسبوع المنتهي يوم 21 يونيو.
وتوقع محللون، استطلعت «رويترز» آراءهم، انخفاض مخزونات الخام بنحو 3 ملايين برميل الأسبوع الماضي.
تخفيضات «أوبك+» تدعم السوق
قال رئيس إستراتيجية السلع الأولية في «آي.إن.جي»، وارين باترسون: «إنه على الرغم من الضغط على المدى القريب الناجم عن قوة الدولار وبيانات مخزونات النفط الخام الأمريكية، فمن المرجح أن يجد السوق دعماً من تخفيضات (أوبك+) المستمرة والطلب الموسمي القوي خلال الربع الثالث».
وأضاف: «يشير تقديرنا إلى أن السوق (العالمي) سيشهد عجزاً بنحو 1.5 مليون برميل يومياً في الربع الثالث بسبب استمرار تخفيضات (أوبك+) والطلب الموسمي القوي، الذي نشهده عادة في الربع الثالث».
مزيد من الارتفاع
تتجه أسعار النفط نحو تحقيق ارتفاع شهري، وأصبح المحللون أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات في الربع المقبل في ظل تشديد السوق. وقد يؤدي تصاعد التوترات الجيوسياسية من اليمن إلى روسيا إلى تعزيز المزيد من مكاسب الأسعار. في وقت لاحق من هذا الأسبوع، سوف يراقب المتداولون التضخم والبيانات الاقتصادية الأخرى بحثاً عن أدلة حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.