تناقضات كثيرة بشأن المخاطر المناخية في رسالة لوارين بافيت
(اخبار الخليج)-29/02/2024
في رسالته الأخيرة إلى المساهمين، قال وارين بافيت إن شركته، بيركشاير هاثاواي، نظراً لحجمها ونضجها، يجب أن «تعمل مع أخطار أقل كثيراً لفقدان دائم لرأس المال» وبعد بضع صفحات، بدا وكأن «عراب أوماها» – كما يلقب بافيت- يناقض نفسه.
وتعد شركة بيركشاير هاثاواي إنرجي، واحدة من أكبر شركات مرافق الطاقة في أمريكا، وقد أشار بافيت إلى أن شركات البنية التحتية هذه تدار في أغلب الأحيان باعتبارها احتكارات طبيعية، حيث تكون العوائد على الأسهم إلزامية من قبل الهيئات التنظيمية بالولايات.
ويتيح هذا النظام للمرافق إجراء استثمارات آمنة وطويلة الأجل ومكلفة لتوليد الكهرباء والغاز، وكذلك معدات النقل.. إنه أمر ثابت وروتيني قدر الإمكان.
والآن، تواجه شركة باسيفيكورب التابعة لشركة بيركشاير، في أسوأ الأحوال، مطالبات بعشرات المليارات من الدولارات، كمسؤولية مدنية عن الدور المزعوم الذي لعبته معداتها في التسبب في عدة حرائق هائلة اندلعت في كاليفورنيا وأوريغون في السنوات الأخيرة، بعد صواعق البرق. وحتى مع ارتفاع إجمالي الأرباح التشغيلية لشركة بيركشاير في عام 2023، انخفضت أرباح وحدة الطاقة لديها بأكثر من 40 %، والتي تضمنت ما يقرب من ملياري دولار من «الخسائر المحتملة المقدرة بسبب حرائق الغابات».
وقد ألمح بافيت بشكل مقلق إلى نوع من الإنقاذ أو الإغاثة من جانب الجهات التنظيمية، مشيراً إلى المعضلة التي تتمثل في حاجة أمريكا المتزايدة إلى المزيد من الطاقة، فيما يمكن أن تؤدي المسؤولية المترتبة عن تغير المناخ إلى تقليص الاستثمارات الضرورية.
ولحسن الحظ، كان 2023 عاماً هادئاً نسبياً بالنسبة للأعاصير، وقد ساعد ذلك في تخفيف أي خسائر فادحة لشركة بيركشاير المهمة في قطاع تأمين الممتلكات والمسؤولية. وقفزت الأرباح هنا، لكن حتى مع استفادة شركات التأمين من رفع أقساط التأمين بشكل حاد، فإن زيادة العواصف الرعدية (الشديدة) أو الأعاصير، تجعل التأمين قطاعاً آخر يواجه أخطاراً مناخية يومية.
في الرسالة نفسها، تباهى بافيت بحصته في شركة أوكسيدنتال بتروليوم، وهي حصة يتوقع الاحتفاظ بها «إلى أجل غير مسمى». وكتب أن التنقيب عن النفط والغاز ضروري لاستقلال الطاقة في أمريكا، ولم يتم الاعتراف بالدور الذي يلعبه التنقيب عن النفط والغاز، واستهلاكهما بسبب أزمة المناخ، وكذلك المخاطر التي تنشأ عنها.
وقد واجهت شركتان أمريكيتان للمرافق في الغرب، وهما «بي جي آند إيه» و«هاواي إلكتريك»، ضائقة مالية حادة، بسبب التزامات حرائق الغابات في السنوات الأخيرة. وتقدمت شركة «بي جي آند إيه» بطلب للإفلاس، وقد تضطر شركة هاواي إلكتريك في النهاية أن تفعل الشيء نفسه، من أجل تسوية فعالة للمطالبات.
وسيكون الأمر استثنائياً، إذا أجبرت بيركشاير هاثاواي للطاقة على القيام بمناورة مماثلة، وحذر بافيت من أن تكاليف تغير المناخ على شركات المرافق، مثل شركته، قد تكون ضخمة وغير مؤكدة، لدرجة أن الحكومات بدلاً من الاكتفاء بتنظيم شركات القطاع الخاص، قد تجبر على أن تصبح شركات عاملة بنفسها من أجل ملء الفراغ.
لطالما كان لدى مستثمر نبراسكا نظرة متفائلة للولايات المتحدة، وبالتالي، لقوته الاقتصادية. وعلى الرغم من التناقضات، ينبغي التعامل مع قلقه حيال العواصف المناخية كعلامة تحذير.
بنوك خليجية عينها على أسواق أوروبا وأمريكا
(القبس)-29/02/2024
نقلت «أريبيان غلف بزنس انسايت» عن خبراء أن بنوكاً خليجية قد تضطر للتطلع إلى أسواق خارجية جديدة لتحقيق طموحاتها في النمو مع تزايد تشبُّع أسواقها المحلية، لافتة الى انه بنوكاً خليجية كانت قد غامرت في أسواق غير مستقرة، مثل تركيا ومصر وباكستان، لكن أسواقاً أكثر تقدماً، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، لا تزال غير مستغلة.
ونقل التقرير عن أحمد عبدالعال، الرئيس التنفيذي لبنك المشرق في دبي، أن مصارف خليجية عدة تبذل جهوداً مكثفة لتطوير أعمالها في أسواق متطورة، مثل بريطانيا وهونغ كونغ وأمريكا، والتي من شأنها أن تعزز النمو، إلى جانب التركيز المتزايد على أسواق خليجية والهند ومصر.
التوسُّع خارجياً
وتشير أرقام صادرة عن «مارمور مينا انتلجنس»، التابعة لشركة المركز الكويتي، إلى ان تركيا وباكستان ومصر شكلت %48 من افرع البنوك الخليجية الخارجية، فيما يصل عدد فروع البنوك الخليجية في اوروبا وامريكا الى 56 فرعا فقط حتى نهاية 2022.
ورأى ان ارتفاع عدد السكان وانخفاض معدل انتشار الخدمات المصرفية، مقارنة بدول الخليج، أدى الى جذب البنوك الخليجية الى فتح فروع لها في تركيا وباكستان ومصر، مذكراً بأن هذه الاسواق سجلت خسائر لبعض البنوك الخليجية، واصبح تعرضها في تلك الاسواق يهدد تصنيفاتها الائتمانية بشكل متزايد.
ونقل عن علي متولي، مدير الدراسات الاقتصادية في شركة «آي تي آي» للاستشارات: رغم التحديات الاقتصادية في اسواق ناشئة، مثل مصر وتركيا، فإن التوسع فيها سيوفر للبنوك الخليجية إمكانية لتحقيق معدلات نمو أعلى.
وقال فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «سنتشري فايننشال»: في ظل سيناريو هوامش التشغيل الجيدة والمرتفعة لبنوك الخليج محليا، فإن الضغوط تتزايد عليها للإعلان عن خطط توسع كبير في الاسواق المتقدمة.
واضاف: لا تزال البنوك الخليجية تفتقر الى تواجد كبير في الاقتصادات المتقدمة، مثل أمريكا وأوروبا، وستكون المنافسة هائلة امامها في تلك الاسواق، لكن على بنوك المنطقة ان تتطور في النهاية.
وذكر ان البنوك الخليجية ستواجه منافسة شرسة في الاسواق المتقدمة، وستكون حذرة بشأن تعريض سمعتها وأعمالها للخطر للمنافسة وجذب عملاء في تلك الاسواق.
الخدمات المصرفية الإسلامية
نقل التقرير عن خبراء ان الخدمات المصرفية الاسلامية قد توفر فرصاً كبيرة لدخول بنوك خليجية اسلامية الى الاسواق المتقدمة، في حين كانت شركة «ريفينيتيف» توقعت ان تصل قيمة صناعة التمويل الإسلامي الى 6 تريليونات دولار في 2026.
وفيما يعيش نحو 3.5 ملايين مسلم في أمريكا، و44 مليوناً في أوروبا، أو %5 من سكانها، يؤكد فاليشا أن تلك الأرقام تشير إلى قاعدة سكانية كبيرة مستهدفة للبنوك الخليجية للعمل في الأسواق المتقدمة.