خمس اتجاهات تشكل الاقتصاد العالمي أولها الديون وآخرها الذكاء الاصطناعي
(الإقتصادية)-02/09/2024
استعرض راي داليو، مؤسس “بريدجووتر أسوشيتس” إحدى أكبر شركات إدارة الاستثمار في العالم، في مقابلة حديثة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أفكاره حول 5 اتجاهات رئيسة شكلت على نحو مستمر الاقتصاد العالمي طوال حياته العملية، بحسب موقع المنتدى.
وحلت أولا، دورة الديون، إذ تتقلب مستويات الدين الوطني بمرور الوقت، لكن الجائحة دفعت الاقتراض العالمي إلى مستويات قياسية مرتفعة.
يقول داليو: “هناك دورة ديون، دورة أموال الديون. تتراكم عليك ديون كثيرة فكيف تتعامل معها؟ هل تطبع النقود أم تتخلف عن السداد؟ تأثير ذلك ينتقل إلى الاقتصاد والأسواق، وبالطبع، له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي”.
ربما من يشعر بالتأثير الأكبر لارتفاع الديون العالمية هي الدول النامية، التي تواجه تكاليف اقتراض أعلى من الدول المتقدمة، وفقا لبحث أجرته هيئة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة.
ثاني اتجاه هو الصراع الداخلي، حيث يعتقد داليو أن السياسة الشعبوية والانقسام المتزايد بين الأغنياء والفقراء يدفعان الانقسام في بلدان كثيرة.
ويقول: “الصراع الداخلي والنظام الداخلي والفوضى، عادةً ما ترتبط باختلافات أكبر في الثروة وفي القيم التي تخلق الشعبوية على كلا الجانبين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صراع داخلي وهذا الصراع الداخلي يتسبب في فوضى تقريبا، لأن التسوية تعد علامة ضعف”.
ثالثا، نظام عالمي متغير، حيث يقول داليو: إن صعود قوى عالمية جديدة يزعزع استقرار النظام العالمي الذي يقوده الغرب الذي نشأ من رماد الحرب العالمية الثانية. ويصف ذلك بأنه عملية دورية أخرى ستستمر في التأثير على الاقتصاد العالمي.
ويضيف “تأتي قوة جديدة، وتصبح قوة مهيمنة، ثم تبدأ دورة. لذلك، يجري الآن صراع عالمي كبير حول النظام العالمي، مثلا صعود الصين والصراع مع الولايات المتحدة. لقد تغير النظام العالمي”.
أما رابع اتجاه فهو المناخ والطبيعة، إذ يذكر داليو: “قتلت موجات الجفاف والفيضانات والأوبئة عددا أكبر من الناس مقارنة بالحروب وهي مسؤولة بشكل أكبر عن التغييرات في الأنظمة”.
ويقول “من الناحية الاقتصادية، يُقدر أنه بطريقة أو بأخرى سيكلف (التعامل مع تغير المناخ) نحو تريليون دولار سنويا، وبالمعدل الحالي للناتج المحلي الإجمالي العالمي، يمثل هذا 1% من إجمالي النمو الذي يستهلكه تغير المناخ، ولكن فقط إذا وفينا بالالتزامات بسرعة وفعالية”، وهو أمر لا يعتقد داليو أنه يحدث حاليا.
ويحذر قائلا: “قد يكون ذلك مكلفا بشكل كارثي إذا تعاملنا معه بالطريقة التي نتعامل بها الآن. يجب استثمار الأموال حتى نتمكن من تحقيق تقدم في التخفيف من عتبة الدرجة والنصف أو الالتزام بها”.
وأخيرا، أكد داليو على أهمية التكنولوجيات الجديدة في تعزيز النمو، حتى أنه يعمل على إنشاء نسخة روبوت محادثة من نفسه تعمل بالذكاء الاصطناعي، غنية بالرؤى المستمدة من خبرته الاقتصادية التي امتدت 50 عاما.
ويقول “بسبب تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولأنني كتبت آلاف المبادئ وناقشتها، أعمل على إنشاء نسخة رقمية من نفسي يمكنها التعامل مع الجميع مباشرة”.
وفي وقت يعمل الذكاء الاصطناعي فيه على إحداث ثورة في كل قطاع تقريبا، أصبح تأثير التكنولوجيا أكثر أهمية من أي وقت مضى.
يشير داليو إلى أن التكنولوجيا لطالما كانت محركا للتحول الاقتصادي، حيث يبنى كل ابتكار على الابتكار السابق له، ما أدى إلى تحقيق تطورات أكثر وإلى القدرة على إعادة تحديد الوضع الراهن.